ماهَت الصورتان، الأصلُ والرسمُ، ليُحاكِيا، قِصَّةً، تراقَصَتْ فيها عُكَّازَتُها بين أناملِها المُجَعَّدة، تَسْندُ جَسَدًا، ينوءُ تحتَ وِزْرِ العمرِ، حنَتْهُ السنون، وأضناهُ التعبُ وحدَّبَتْ ظهرَهُ أثقالٌ، عاشرتْ أنينَ الروحِ ونحيبَ النفسِ، جسدٌ فقدَ نضارتَهُ وترهّلَ وإعتّلَ، تنفسَّتْ مساماتُه هواءً صاحبَ أحداثًا تأرجحِتْ بين الفرحِ والحزنِ، الحلوِ والمُرَّ، البهجةِ والكرَبِ، الحُبُور والغَمِّ، مالَتْ كفّتها نحو الأسوأ، كلما عَظُمَ رصيد خفقات القلب، الذي أخذ يخبو دَوِيّه.
جسدٌ، انبسطَ كلوحَةٍ ارتضَتْ تقبيل فرشاة فنّانِ الدنيا القاسي، الذي طوّعَ شعراتها لترسم خطوط أيام، تبعثرَتْ انحناءاتها وحطّتْ الوانها؛ فاستقرتْ في أخاديدِ جِلدٍ تشبّعَتْ مِن عبقِ بصماتٍ متنافرة الأشكال، لكنها تحمل نفْس الوجَع، في ظلِّ أملٍ مازال يحدو نظرات تتطلّع لحياةٍ تحلو رغم مرارتها وتغلو مع شقائِها.
_______________
رائد الحسْن
_______________
رائد الحسْن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق