اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

برواز أ قصة قصيرة ...*هويدا أبو سمك

⏪⏬
نظرت حولها، وجدت المنزل هادئًا، تركت عصاها، وعدلت وضع ذراعها المستند على كتف زوجها، ونفضت الأتربة التي التصقت بملابسها، زفرت مستمتعة بحريتها.

جالت بين أرجاء منزلها الحبيب في سعادة غامرة، فتحت باب شرفتها، وراقبت الطيور المحلقة في السماء، وفتحت ذراعيها للهواء الرطب ليتسلل إلي جسدها الحار، فكت شعرها، وراقبت المارة في الشارع، ثم تنهدت وعادت للداخل.

دارت بين كل الغرف، ألقت بنظارتها بعيدا، وملست على شعرها المتمرد، نظرت طويلا إلى مرآة غرفة نومها، تراقب تفاصيل جسدها، التجاعيد المحفورة في وجنتيها وجبهتها، الخطوط المحيطة بعينيها، أردافها الممتلئة، صدرها المترهل، تناولت أدوات الماكياج وبدأت تعدل من مظهرها.

خلعت ملابسها الكريهة المشبعة برائحة الأتربة، ووجدت فستان زفافها يرقد حزينا في خزانتها، فالتقطته مسرعة، تجري حالة من الصلح السريع بينهما، وضعته على جسدها، ولكن المحاولة فشلت، أبى أن يضمها إليه، فجددت خصامهما، وألقت به.

قميض نومها الأحمر القديم لفت انتباهها، وحالفها الحظ عندما ناسب مقاسها، فدارت به بين أرجاء الغرفة، وشغلت موسيقاها المفضلة، وهي تتذكر تلك الليلة التي ارتدت فيها هذا القميص لأول مرة.

كل زجاجات عطرها نفدت، ابنتها الغالية تحبه، دست أنفها فيها تسترجع ذكرى الرائحة، ثم مدت يدها لعطر زوجها، وغرقت فيه.

رفعت صوت الموسيقى، وتمايلت معها، متجاهلة آلام ركبتها، ظلت تدور في الغرفة، حتى سقطت من التعب.

جاهدت لتلتقط أنفاسها، خلعت قميص النوم، وسارت في المنزل عارية، دخلت الحمام، وملأت البانيو بالماء المعطر بالصابون، ودللت جسدها المرهق، وأسعدها أن ألم ركبتها خف قليلا.

جففت جسدها، وراقها أن تكمل جولتها دون حواجز من القماش تقيد حركتها، فتحت الثلاجة ، وأخرجت الطعام، وأشبعت جوعها، وأفرغت زجاجة من الماء داخل جوفها.

لم يرقها وضع البيت، فأولادها كعادتهم تركوا كل أغراضهم ملقاة في كل زاوية دون اهتمام، بدأت دون أن تشعر تلملم أغراضهم، ووضعتها بترتيب في دولاب الملابس.

عادت إلى المطبخ من جديد لتعد لها فنجان قهوة، وجلست أمام التليفزيون تبحث عن فيلمها المفضل، وهي تتأمل أثاث البيت.

لم تجد ما تحبه في التليفزيون، تخلت عن الفكرة، وركزت على القهوة، ذات الرائحة القوية، أخرجت لسانها لتلتهم بقايا البن الملتصق بالفنجان؛ فرقصت دمائها.

زفرت ساخطة عندما وجدت الأواني المتسخة بحوض المطبخ، بدأت في جليها بهدوء مستمتعة بتلك اللحظات التي تستغلها عادة في الغناء والتفكير.

لم يمنعها ألم ركبتها من دخول غرفة زوجها فوجدتها غير مرتبة، عدلت من وضعها، جلست على السرير تحتضن ملابسه، دفنت وجهها في قميصه، واحتضنته بقوة، ومررته على جسدها العاري، فتشت في متعلقاته ومحفظته الملقاة باهمال بجانب الفراش، وابتسمت لصورتها التي تنام بهدوء، حيث وضعها.

اقتحمت غرفة مكتبه المحرمة، بعثرت كتبه المرتبة، ومزقت ورقتين فارغتين من مفكرته اليومية، وداست على السجادة التي تزين أرضية الغرفة باهمال، وجلست على مقعده المريح مبتسمة.

توهج وجهها عندما وقعت عيناها على علبة سجائره، فأشعلت دون تردد سيجارة، ورفعت رأسها المستند على كرسيه تراقب الدخان المتصاعد لسقف الغرفة، أخرجت المقص من درج مكتبه وحولت معبودته الصغيرة إلى شرائح، وألقتها على السجادة.

تأملت للحظات صورة زفافهما المعلقة على الجدار، فستان أبيض يضم خصرها، شفاه كالثمرة الطازجة، بشرة نقية بيضاء، وشعر ناري جذاب، وعيون تنظر إليها بحب واضح، جعلت الدموع تقفز إلى عينيها.

صوت مفتاح الباب لم يمنحها فرصة الاستمرار في البكاء، ارتدت ملابسها مسرعة، وأمسكت عصاها، واستندت على كتف زوجها داخل برواز صورتهما على الحائط.
-
*هويدا أبو سمك 
قاصة مصرية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...