⏪⏬
اختفتْ من أمامي الدّروبُ وتراكم من حولي السّرابُ
أرى للأفقِ حذاءً أسودَ
سيدهسُني
وأشاهدُ للجهاتِ أقفلةً
الشّمسُ اصطادَها الغُرابُ
والقمرُ تسلَّقَتهُ الذِّئابُ
والنّدى تلهو به القنافِذُ
ويلعقُ الدُّبُ الصَّدى
في حينَ النّارَ تنقضُّ على المدى
صارتِ الأرضُ كلباً
تعوي على القصيدةِ كلَّما لاحت
وأنا أسكنُ دفاتري
منذُ سُلِبتْ منّي بلادي
لا نافذةَ في جهنَّمَ
لأسترقَ النَّظرَ إلى حلبَ
الضَّوءُ تحتَ أضراسِ الظَلامِ
والياسمينُ أكلتهُ الحميرُ
واستحمَّ الموتُ
في نهرِ الفُراتِ
الشجرُ صارَ يثمرُ مرتزقةً
والرَّغيفُ أقفلَ فَمَهُ
عن بطونِ النَّسماتِ
في بلادي يتغطرسُ الموتُ
ويمشي فوقَ نشيدنا الوطنيّ
والزّيتونُ يؤدِّي له التَّحيَّةَ العسكريَّةَ
وتُطأطئُ له كلّ النّجومُ .
-
*مصطفى الحاج حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق