اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

زيارة من نوع | قصة قصيرة ...* بقلم: على حزين

⏪⏬
كان يوم شؤم .. بدأ كل شيء غامضاً , غريباً , غير مألوف .. وعلي غير عادته.. حالة هياج شديدة تَلُّف المدينة الهادئة .. وحمّى من نوعٍ ما .. تنتاب الشوارع , والميدان .. وكأن كارثة وشيكة , أو قد حلت .. ضجيج .. صخب .. هرج .. مرج شيء عجيب .. أشبه بالفوضى .. وحركة دائبة , مضطربة , مرتبكة ـ لا تنقطع ـ في قلب المدينة , وضواحيها , ..........
خيل إليه للحظة , لو أن الأرض كفت عن الدوران , وتوقفت , ما توقف هذا الارتباك الشديد الغامض الذي ملأ الشوارع , والميدان ........
الناس في حالة هلع شديد .. تهرول .. تتلفت .. تتعثر .. تسرع .. تجري .. تختبئ .. تطل برأسها من كل مكان .. العربات تغير وجهتها قصراً .. وإلا سيتحمل أصحابها وخائم التبعات , والنتائج المترتبة على ذلك .........
الشرفات مُلأت علي أخرها .. في انتظار هذا القادم .. واللافتات العريضة , مكتوب عليها كل عبارات الترحيب , والصور , لصقت بطول الحائط , وعلقت بعرض الشوارع , وفي كل مكان .. بنات المدارس بزيهم الأزرق يملأن الشوارع .. وقلب الميدان , وهنّ يتأبطنّ حقائبهنّ المدرسية ذات المناظر الطبيعية الخلابة , والنجوم والشخصيات البارزة , يتمايلن , يتسللن , ويمشين علي مهلٍ .. وكأن الأمر لا يهمهن , ولا يعنيهن في شيء , يتهامسن , غيرعابئات بالتحذيرات والتهديدات , يرموهن بنظرات اللامبالاة .. ثم يضحكنّ .. ويمضين في طريقهن .. والشمس بدت .. وكأنها تسترد عافيتها .........
يقف خايفاً .. يترقب .. ينظر هنا وهناك .. وينتظر .. لأن الأمر بالنسبة له جد خطير .. يُهمه .. ويفزعه .. قدوم هذا الكائن .. العجيب .. الغريب , الذي طالما سمع عنه الكثير, والكثير ..........
" حتماً سيأتي بعد قليل .. ليقلب المدينة رأساً علي عقب .. مُقطّب الجبين .. زاماً بين حاجبيه .. لا يعجبه شيء .. يحدق في كل اتجاه كصقرٍ جارح " .... ,
يدنو من بضاعته , في قلق داخلّي , مذعوراً , متحفزاً , يخاف أن يظهر , فجأة أمامه .. ينزل من السماء .. او يخرج من تحت الأرض .. أو من وسط الزحام .. فيركله , أو يرفُثه , او يؤذيه , أو يحرقه بنظراته السامة .. يلوح بعيداً بعينيه .. متحيزاً إلي سور المنتزه الحديدي متحفذاً .. ومستعداً لكل التوقعات .. راجعَ مع نفسه بعض الأمور, وما سيفعله , إذا ما بدا يتجلى , أو يظهر ذلك القادم الغريب , .........
أطرق برهة يفكر , هنيهة , يدير في جمجمته .. سيناريو صغير .. رسمه في ذهنه سيقوم بأدائه , عندما يأتي هذا المنتظر .........
المعنيون بالأمر تجمعوا حوله .. محذرين .. ومنذرين .. أخبروه بكل شيء .. بصراحة , ووضوح , ثم فطّموه بما يجب أن يفعله , وما يقوم به , إذا جاء من هم في انتظاره .. ثم انصرفوا غير بعيدٍ .............
تمتم ساخطاً , لعن أبوه , وأمه , واليوم الذي جاء فيه إلي الدنيا .... " موقف صعب , والمهمة ثقيلة علي النفس ".. هكذا كان يخاطب نفسه .. رمقهم في غيظ .. وغضب .. والشرر يتطاير من بؤبؤ عينيه , وهم مازالوا منهمكين في إفراغ الشوارع من كل شيء يعيق حركة المرور .. يوسعون الطريق ينظفونها من القمامة .. ويبعدوا المارة عن المكان ..
فهم يخافون أن تقع عينه علي عيب .. أو شيء قبيح .. فلا يروقه , ولا يعجبه منظره , فتكون الطامة الكبرى , والمصيبة العظمى , وقاصمة الظهر, وهلكتهم جميعاً , فيظعنون الناس غير أبهين علي شيء .. أو باقين علي من يعرفونهم ..
عض يده من الغيظ .. مصمص شفتيه في حنقٍ , وحرقة , وقرف .. ضرب يده علي فخذه .. كور ريقه الناشف في فمه .. بصق علي الأرض , وعليهم , وعلي كل ما يدور حوله .. وعلى الدنيا كلها ............
لافتات معلقة هنا وهناك .. منتزهات نظيفة مزينه .. شوارع مكنوسة , وأرض مرشوشة بالعربات الصغير , البيضاء .. وأصحاب المحلات الذين قاموا تطوعاً برش الماء .. بالخراطيم ليسكنوا الغبار, والتراب .. والمارة يتحاشون كل ذلك .. ويمضوا مسرعين .. إلي حال سبيلهم ......
انتصف النهار.. واشتدت الشمس وقوي ساعدها .. وكثر الزحام وبلغ ذروته .. بعضاً من المعنيين بالأمر .. يقفون على مفارق الطرق .. يشيروا بأيديهم .. لتنظيم حركة المرور المزدحمة , بعربات " الكارو" والحنطور " والمكروباظ ".. وعربات اليد .. والناس اللاهثة العابثةُ , المُكشّرة عن أنيابها .. بحواجب مدّلاة .. وشوارب طويلة .. تزغر بعينيها .. وتمرق مسرعة .........
يسمع بعض المارة .. يسب ويلعن الذي كان السبب في قطع العيش , والأرزاق .. فيؤمن على كلامه .. تقف فجأة سيارة سمراء .. يشعر بقلبه يدق .. قلبه يقع في صدره .. حين رآها ترمي ببعض نفر .. مدججين بالسلاح .. يجروا في انتشار , خاطف , وسريع في كل اتجاه .. انزووا , غاصوا .. اختفوا في وسط الزحام ..... بلع ريقه الناشف في حلقه , بصعوبة.. جفّف عَرَقه الخارط , المتساقط على جبينه .. وصدغيه , انحنى قليلاً ..غطّي شيئاً كان يبتاعه .. بحث في جيبه عن سيجارة وعلبة " الكبريت " أحس كدبيب النمل يسري في جسده .. والتعب يضرب برجليه ويعصف بعقله .. جلس القرفصاء .. في حذر شديد .. ضائقُ صدره .. وهو ينظر في يترقب , وحذر .......
ويمر الوقت بطيئاً جداً , كسلحفاة عجوز عمياء عرجاء .. وكان والباعة الجائلون منزوون بجواره.. يبيعون خلسة للناس .. وكأن الأمر بالنسبة لهم لعبة مضحكة.. بينما يراها هو سخيفة .. أو خديعة من المعنيين بالأمر حتى لا يجلسوا في الشارع .. لبيعوا مثل كل يوم .......
بينما هو كان جالساً القرفصاء .. عيناه تدور في محاجرها .. يدير في رأسه كل شيء .. منحنياً في حذر على إنائه , وكل الاحتمالات الممكنة , والغير ممكنة , والسيناريوهات التي سيقوم بها مطروحة في رأسه.. متحفزاً , ومنتظراً .. قدوم هذا لأتي .... ؟؟؟!!!....
من مجموعتي الثانية حفيف السنابل
-
*على السيد محمد حزين
 طهطا ــ سوهاج ــ مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...