اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أحلام تحت الركام ...*متولي محمد متولي

⏪⏬
مثل الجميع كانت لي أحلام كثيرة ، كنت أحلم أن أتزوج ، ويكون لي بيت سعيد وأولاد وبنات ، ولكن كما يقولون ليس كل ما يتمناه
المرء يدركه ؛ فكل هذه التطلعات المباحة والمتاحة للجميع ؛ كانت بالنسبة لي أحلاما تحت الركام , وكنت أعرف أنها ستظل تحت الركام إلى الأبد !
لقد رضيت بنصيبي ، ولكن من حولي غير راضين ؛ حتى أمي التي سمعت بأذنيها الطبيب الذي كشف علي منذ سبع سنين ؛ وهو يؤكد أنني مصابة بعيب خلقي في الرحم وأن الإنجاب في المستقبل مستحيل ! كل ما قالته هي وأبي وقتها أن هذه المسألة بيد الله سبحانه وتعالي ، وليست بيد مخلوق ! أبي وأمي يؤمنان بالمعجزات ؛ أما أنا فمن يومها أصبح وجودي على قيد الحياة معجزة
ما فائدة أن أتزوج وأفرح شهرا أو سنة ؛ ثم بعد ذلك أحصل على تعاسة وحسرة وألم لا يفارقني طول العمر لا توجد في هذا العالم كلمة أكرهها أكثر من كلمة (عاقر ) ؛ أو لقب يسبب لي الرعب أكثر من كلمة ( مطلقة ) ؛ اللعنة على الرجال ؛ لن أضع نفسي تحت رحمة أحدهم ؛ هذا قراري ولكن ماذا أفعل وجيراني وأقاربي وأهلي لم يعد لهم شغل إلا موضوع رفضي للعرسان ، وما أكثرهم هذه الأيام ! إنهم يظنونني مغرورة ؛ وما أكثر ما سمعت ورأيت من غمز و لمز !
كان من السهل علي أن أصبر و أتحمل ؛ ولكن ليت الأمر توقف عند هذا الحد ؛ لقد بدأ أصحاب النفوس المريضة في ترويج الشائعات ؛ إنها تجارة رائجة أكثر من تجارة المخدرات ؛ الويل لهم لقد مرضت أمي بسببهم ؛ كادوا يقتلونها بألسنتهم ! إن السموم التي ينشرونها تكفي لقتل فيل يزن ثلاثة أطنان ، ولكن أمي معروفة بصبرها وقوة إيمانها
من أجلها فقط قررت أن أخوض التجربة المريرة ؛ سأضحي من أجل أمي ؛ لكنني في نفس الوقت سأتخذ احتياطاتي ؛ لن أدخل القفص إلا ومعي مفتاحه !
علي أن أختار الشريك المناسب ؛ ربما لو أحسنت الاختيار أجنب نفسي وأهلي الوقوع في كارثة ؛ ظل شبحها يهددني لسنوات !
يا إلهي كل الذين يتقدمون لي لا يعيبهم شيء ! سبحان الله ! لو كان الحال غير الحال ما خلا أحدهم من العيوب ؛ إنها الدنيا العجيبة التي لا تعطي أحدا ما يريد
أصبح علي أن أتحرك ؛ فمواكب الخطاب لا تتوقف ؛ يا للعجب كيف تشتكي صديقاتي وجاراتي قلة الخطاب ربما يخشين الحسد !!
وحتى لا يدهمني الوقت اخترت وقررت ، وكان اختياري صدمة للجميع ، حتى أمي ولكنني كنت متأكدة أن هذه الصدمة ستزول بمرور الأيام .
كان معاقا يتحرك دائما بدراجة بخارية ذات ثلاث عجلات ، أقل مني تعليما ، يكبرني بسنوات ؛ ربما فاته قطار الزواج فلم يكن قط ضمن قائمة اختيارات أي فتاة ! صاحبت أخته ، ولمّحت لها بأنني سأوافق عليه إذا تقدم لخطبتي !
لا أدري حتى الآن كيف أقنعت أمي وإخوتي ! أوهمتهم أنني أحبه ؛ ألا يقولون أن الحب أعمى ؛ كادوا يصابون بالحول من شدة الذهول كدت أقتل أمي وأنا لا أدري !
لم يعد لأهل حارتنا حديث إلا هذه الزيجة لا أحد يصدق أنني بعد رفضي لكل هؤلاء الخطاب - وكل واحد فيهم بحق أمير أحلام أي فتاة - أتزوج بشخص لا يوجد بيني وبينه أي تكافؤ ! كنت بيني وبين نفسي أشعر أنني ظلمته ، فرغم أنه كان يتظاهر بالسعادة ، إلا أنه كان يعرف أنني لم أحبه ، ولكنه كان يحاول - مثلي - التكيف مع هذه الحياة الجديدة ، تعود - مثلي - أن يتظاهر ويمثل أنه سعيد !
لم ألتفت لما يقولون ، وبدأت أتكيف مع حياتي الجديدة ، ومرت سنة وحدث ما لم يكن في الحسبان ! اللعنة على هذا الطبيب الذي شخّص حالتي منذ سنوات ، لقد أكد أنني معيبة ، وأن هذا العيب الخلقي سيجعلني عاقرا ، لكن ها هو طبيب آخر يؤكد لنا من خلال التحاليل وجود حمل !!
الشهور تمر ، وبطني تتكور ، وتزداد ، و الجنين يكتمل ! إنني أشعر بقدميه تركلاني ؛ يريد أن يرى الحياة ، الحياة التي أشعر أنني على وشك الخروج منها .
-
*متولي محمد متولي بصل
دمياط

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...