⏪⏬
1
حين تَخرُجُ المدينةُ من مينائِها..
ويَنْقَضُّ الموتُ على البشرِ الطّيّبين..
ويَخرُجُ حُكّامُها من المدينة والميناء..
لا يَرسو على شَطّها سوى الفيروز!
2
حين يَضيعُ الحُلْمُ جيلاً إثْرَ جيل..
وتَشْهَدُ “ناطورةُ المفاتيح” كيف يُنهَبُ الوطنُ في وَضَح النّهار..
ويُلقى في لُجَّةِ البحرِ فَرَحُ الفقراء..
لا يبقى مِن مَعنى للوطن سوى فيروز.
3
حين تُباعُ القدسُ “بثلاثين من الفضّة”..
وتَهوي سِكّينُ كبيرةٌ في ظَهرِ دمشقَ الشّام..
وتَتَلاشى براعمُ الزّهر من الرّبيع الذي سَوّقوه..
تُعَرِّشُ ياسمينةٌ كبيرة في دارةِ فيروز.
4
حين يَضيع “شادي” في كلّ حارة..
ويتعذّر الاتصال أيضاً في قَرنٍ جديد ب “ستّي في كَحْلون”..
ويَبقى القمرُ وحْدَه “بيْضَوّي عالنّاس”..
لا يبقى على طاولةِ الحوارِ شأنٌ أَهَمُّ من سُبحةِ فيروز.
5
حين تَعلو المهاتَراتُ السّياسيّةُ والدّينيّة..
ويَتشدَّقُ المتسلِّقون على جُثثِ انفجارِ العنبر رقم 12..
وتَصْبُغُ الكراهيةُ كلَّ الشّبابيك..
تَبقى في كلِّ بيتٍ أيقونةٌ واحدة وحيدة هي فيروز.
6
حين يَعلو صوتُ النّشاز..
وتَسقُطُ عن الجسدِ ورقةُ التّوت..
وتَنكسرُ القيثارة..
لا يبقى للأغنيةِ سوى صوتِها.. وللحشمة سوى عباءةِ فيروز.
7
حين تَتَبدَّدُ اللُّثغةُ الفرنسيّة..
وتَصيرُ تَحكي بالعربيّة.. وتَبكي بالعربيّة..
وتَعطِف على اليتامى والثّكالى والأرامل والعجائز الذين لم يعطفْ أولو أمرِهِم عليهم..
يَصيرُ الوطنُ أرفعَ وسامٍ اسمَه فيروز.
8
حين تُغنّي “سائليني ياشآم”.. و”القدس لنا”..
“پاريس يا زهرة الحرّيّة”.. و”غنّيتُ مكّةَ أهلَها الصّيدا”..
“بغداد والشّعراءُ والصُّوَرُ”.. “لبيروت من قلبي سلام”..
يَصيرُ العالَمُ كُلُّهُ.. كُلُّه.. امرأةً فينيقيّةً اسمَها فيروز.
9
حين تَصيرُ الأغنيةُ فَضاءَ صلاة..
ويُزهر الحُبُّ في القلبِ والعقلِ والوجدان..
عناقيدَ.. أماليدَ.. غاباتٍ.. وشطآن..
تتكسَّرُ أمواجُ الشّرّ على صخورِ بَحرِ خَيرٍ من فيروز.
10
وحين أَجلسُ على أريكةٍ من ورد..
ويَعبقُ من حَولي البخّور..
ويَعلو.. يَعلو.. صَوتُ الوطنِ في عمقِ عينيها الحزينتَين..
تَراني أشربُ القهوةَ في بيتي.. في بيتِك.. في بيتِ أهلي.. وبيتِ أهلك..
مع فيروز!
-
*د. نهلة غسّان طربيه
أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن
1
حين تَخرُجُ المدينةُ من مينائِها..
ويَنْقَضُّ الموتُ على البشرِ الطّيّبين..
ويَخرُجُ حُكّامُها من المدينة والميناء..
لا يَرسو على شَطّها سوى الفيروز!
2
حين يَضيعُ الحُلْمُ جيلاً إثْرَ جيل..
وتَشْهَدُ “ناطورةُ المفاتيح” كيف يُنهَبُ الوطنُ في وَضَح النّهار..
ويُلقى في لُجَّةِ البحرِ فَرَحُ الفقراء..
لا يبقى مِن مَعنى للوطن سوى فيروز.
3
حين تُباعُ القدسُ “بثلاثين من الفضّة”..
وتَهوي سِكّينُ كبيرةٌ في ظَهرِ دمشقَ الشّام..
وتَتَلاشى براعمُ الزّهر من الرّبيع الذي سَوّقوه..
تُعَرِّشُ ياسمينةٌ كبيرة في دارةِ فيروز.
4
حين يَضيع “شادي” في كلّ حارة..
ويتعذّر الاتصال أيضاً في قَرنٍ جديد ب “ستّي في كَحْلون”..
ويَبقى القمرُ وحْدَه “بيْضَوّي عالنّاس”..
لا يبقى على طاولةِ الحوارِ شأنٌ أَهَمُّ من سُبحةِ فيروز.
5
حين تَعلو المهاتَراتُ السّياسيّةُ والدّينيّة..
ويَتشدَّقُ المتسلِّقون على جُثثِ انفجارِ العنبر رقم 12..
وتَصْبُغُ الكراهيةُ كلَّ الشّبابيك..
تَبقى في كلِّ بيتٍ أيقونةٌ واحدة وحيدة هي فيروز.
6
حين يَعلو صوتُ النّشاز..
وتَسقُطُ عن الجسدِ ورقةُ التّوت..
وتَنكسرُ القيثارة..
لا يبقى للأغنيةِ سوى صوتِها.. وللحشمة سوى عباءةِ فيروز.
7
حين تَتَبدَّدُ اللُّثغةُ الفرنسيّة..
وتَصيرُ تَحكي بالعربيّة.. وتَبكي بالعربيّة..
وتَعطِف على اليتامى والثّكالى والأرامل والعجائز الذين لم يعطفْ أولو أمرِهِم عليهم..
يَصيرُ الوطنُ أرفعَ وسامٍ اسمَه فيروز.
8
حين تُغنّي “سائليني ياشآم”.. و”القدس لنا”..
“پاريس يا زهرة الحرّيّة”.. و”غنّيتُ مكّةَ أهلَها الصّيدا”..
“بغداد والشّعراءُ والصُّوَرُ”.. “لبيروت من قلبي سلام”..
يَصيرُ العالَمُ كُلُّهُ.. كُلُّه.. امرأةً فينيقيّةً اسمَها فيروز.
9
حين تَصيرُ الأغنيةُ فَضاءَ صلاة..
ويُزهر الحُبُّ في القلبِ والعقلِ والوجدان..
عناقيدَ.. أماليدَ.. غاباتٍ.. وشطآن..
تتكسَّرُ أمواجُ الشّرّ على صخورِ بَحرِ خَيرٍ من فيروز.
10
وحين أَجلسُ على أريكةٍ من ورد..
ويَعبقُ من حَولي البخّور..
ويَعلو.. يَعلو.. صَوتُ الوطنِ في عمقِ عينيها الحزينتَين..
تَراني أشربُ القهوةَ في بيتي.. في بيتِك.. في بيتِ أهلي.. وبيتِ أهلك..
مع فيروز!
-
*د. نهلة غسّان طربيه
أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق