اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة تعزيز للاقت

بطعم النعناع | قصة قصيرة ...*سوسن الشريف

⏪⏬
درجة الحرارة تتعدى الخامسة والأربعين، مضطرة أسير من المترو إلى حيث سأقابل صديقتي القادمة من خارج قارة القاهرة، تسكن في واحدة من ضواحي ٦ أكتوبر، تبدو وسط البلد المكان الأنسب لكل منا. كان من الصعب أستقل تاكسي وسط هذا الزحام المعتاد في
ذلك الوقت. الساعة تتعدى الخامسة، ودرجة الحرارة لا يبدو أن لديها أية نية للتنازل ولو قليلًا لأجل الناس التي تسبح في العرق. البعض تبلد إحساسه وتحول لشخصٍ آلي، يسير مستسلمًا للحرارة، غائبًا عن الوعي، تتقاذفه الأجساد المهرولة من حوله، والبعض يسير مسرعًا، تتصبب قطرات العرق كشلال يتدفق من كل مكان بجسده، لعله يصل لمكان بارد، كمدخل عمارة من عمارات وسط البلد العتيقة، التي تنعم بجو معتدل طوال العام.

أخيرًا وصلت لمكان اللقاء، هاتفتها، أخبرتني أنها في الطريق المزدحم بلا نهاية، وكم هو خطأ فادح أن جاءت بسيارتها. مممم هذا الخبر يعني أنها ستقضي ساعة أخرى أو أكثر للبحث عن مكان للسيارة. اسوأ قرار يمكنك أخذه تأتي لوسط البلد بالسيارة، وبالطبع يتفهم سائقي التاكسي ذلك فيضاعفون عليك الأجرة، لذا عليك بالاختيارات الأقل سوء، الباص أو المترو.

ها هي مروحة كبيرة سأجلس أمامها، المكيف معطل بالمكان المغلق، ولا يوجد خيار أفضل من الجلوس بمكان مفتوح بجوار تلك العزيزة التي تصارع بجسارة وتوزع الهواء الساخن بالتساوي على الجميع. اخترت كالعادة أبعد منضدة للناس وأقربهم إلى المروحة، استظل بشجرة تمنحني من وقت لأخرة نسمة طيبة لطيفة. يجلس أمامي رجال وامرأة وفتاة كل منهما معها رفيق، من حيت لأخر يتلفت إلى الرجال سواء من هو جالس بمفرده، أو مع أصدقائه، أحدهم يدقق في وجهي مرسلًا بدعوة للمشاركة، وأخر يبتسم في سخرية واستعلاء، والمجموعة تصدر همهات فتصلني بوضوح عبارات ساخرة لإشفاقهم علي لتخلف من أنتظره عن الموعد، صار المكان مُثيرًا لحرارة الغضب أكثر من حرارة الجو.

واحد فقط لم يلتفت إلي إلا لحظة دخولي، رماني بنظرة لا مبالاة باردة محببة إلى النفس، إذن هذه البقعة من المكان التي استكنت إليها الأكثر أمانًا، وتمنحني فرصة للنظر بحرية أمامي بما أنه ولاني ظهره، فلن أرهق عيني بالتجول في كل مكان لتجنبه، كما أفعل مع الجالسين الأخرين. وفي خضم الهمسات والنظرات قام هذا الإنسان من مكانه، وتكشف الفراغ الذي تركه عن كوب ماء بارد، نعم بارد جدًا، يبدو هذا واضحًا بجمال من خلال قطرات المياه المكثفة على الجدار الزجاجي للكوب، كان النادل وضعه أمامه للتو، ولم يرتشف منه بعد. وكأن حلمك يتحقق أمامك، وما عليك إلا أن تأخذه بهدوء، كوب ماء نقي، مثلج في مثل هذه الأجواء، أي جنة هذه التي تجسدت على الأرض أمامك في لحظة، لكن انتظري هذا لا يخصك، إنه له ..

ظلت عيناي معلقة على كوب الماء أراقبه وأغزل فيه أبيات من الشعر بيني وبينه لا يسمعها أحد، اقضت فترة من الزمن وما زال كلانا وحيدًا، وانتهبت أنه وحيد.. يعني صاحبه رحل وتركه، يالا قلبه القاسي، أو لعله ممن يحبون الصيف، ويرفضون مثل هذه النعم اللطيفة، لا يبدو أنه سيعود. قمت بهدوء، غير مبالية بنظرات من حولي، تناولته ببطء يليق بجمال لحظات اللقاء، سالت المياه الباردة تروي وتنبت زهر عوضًا عن كل الصحراء التي خلفتها حرارة اليوم بأكمله. كان طعمه منعش ولذيذ، شعرت بكل قطرة تلامس روحي وتعيدها للحياة، حتى الزجاج البارد كان له لمسة سحرية على شفتاي، فصارا لونهما وردية كزهر الخوخ، مرطب الشفاه التي كنت أضعه بطعم النعناع منح المياه مذاقًا مختلفًا، وكأن الجو صار ربيعيًا فجأة.

صوت صديقتي أعادني من جنتي السحرية، فها هي قد وصلت أخيرًا، سعادتنا باللقاء بعد فترة طويلة، نشرت في المكان بهجة وسعادة غامرة، وانطفأت كل العيون المتسائلة من حولي على خيبة أمل، لعلهم توقعوا مشاجرة مع من كنت أنتظره وأخلف موعده، كم كان الأمر مسليًا عن حق.

عدنا إلى حيث كنت أجلس، ولدهشتي وجدت النادل وقد وضع أمامي كوب ماء بارد كالذي كان على منضدة الرجل الأخر، يعني لو صبرت ثانية لحظيت بتلك المتعة من مكاني، لكن هكذا الإنسان خلق عجولًا. بينما كنت وصديقتي نتبادل الحديث، عاد صاحب كوب المياه. رفعه إلى فمه، مرة تلو الأخرى، بدا وكأنه يتذوق شيء لا يشرب، تلفت حوله، عاد ونظر إلى موضع فمه، وجد بقايا من أحمر شفاه بطعم النعناع، ظن أنه نداء خفي، ظل يبحث بعينيه، لا أحد يجلس بمفرده. نداء صوته عال بطعم النعناع أخرجه عن وقاره ولامبالاته، تحدث إلى النادل، وسأله بصوت مرتفع عن ما إذا كان يعرف من شرب من الكوب، أجابه النادل بالنفي، بدا وكأنه سيسأل الجميع.

مضت أكثر من ساعتين وأنا أستمتع برفقة صديقتي، وذلك الرجل الذي يبحث عن صاحبة طعم النعناع …
-
*سوسن الشريف

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...