في وطني
تُشرق الشمس باكراً
لتُغدِق على روابينا
النور بوفرة...
تترك فراش الليل
غارقاً في الضجيج
فلا وقت للنوم
عندنا...
حتى لا تتأخر الساعات
عن أحداثها...
فعلى شوارعنا عجلات
لا تعرف التريث
تختصر المسافات
نحو حُمّى صٍراع
ومجون قاتل...
وكأن الجميع
بداء الصرع مُصاب
وأسفاه !
إلى أين يأخذنا
هذا الجنون الماثل
في وطني
كل الأشياء ملونة
ولا مكان بيننا
لألوان الضباب
عندنا الرمادي
لا ينفع...
فلم يتركوا
مساحةً للظل
وشمسنا باتت حارقة...
الشتائم تصرعنا !
كما الشر المثابر !
حتى الكلمات
في وطني ملونة
صبغوها بلون الدم
القاتم ...
ولم يتركوا لها شيئاً
من شفافيتها
من عفويتها
لتقول لا للمقامر !
في وطني
كل الطرقات
مُعبدة ...
وكل المسالك
مفتوحة
طموح شبابنا
جارف...
حفظوا كل كتب
الثورات ...
وسياسات الأمم
ومناهج الشعوب
معرفتهم تتجلى
بالهدوء...
بالحكمة...
فلا مجال للوهم
بينهم ...
ولا لزرع الفتن
لن ينغلقوا
لأنهم...
أخذوا العبرة
من التاريخ
من أحداث
دمرت...
وهجرت...
وقتلت ...
وتركت مجلدات
عن الأخلاق الرديئة
شبابنا ...
عرفوا بأن:
لا وطن يزدهر
بكثرة الكلام
وبتر السواعد !
في وطني
الكل يسعى
إلى الكمال
ويزدري
الآراء الفاسدة
وسياسة الاعتدال
مثَلُهُم الدائم...
فلا شِقاق
ولا نِفاق
ولا تقاسم
مكاسب تفرق بينهم
ولا جدل عقيم !
كل أبناء وطني
يحلمون...
يتمنون...
سيغمرهم الرضا
سيملأ نفوسهم
إلى حد الذهول
يوم نقول...
لا لنوم الجهالة
لا لأصوات
الخنوع...
فلا أعذب
من ينبوع
خيراتك
يا وطني
في وطني
لن تتأخر الشمس
عن منحنا الطاقة
مجدداً ...
ولن يبقى
ليلنا إلى الأبد
مُتعِباً...
وهذه الرهبة
قريباً ستنجلي
ويعود أفقنا
بأهازيج الربيع
مشبعا...
وستزهر طرقاتنا
وتنفتح
شبابيك أحلامنا
في بيوتنا
وفي ساحاتك
يا وطني
-
*ندا ذبيان
لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق