⏪⏬
على صاحبِ هذهِ الجُثَّةِ
الاعتذارُ من السَّيدِ القاتلِ
لأنَّ دمَهُ القَذِرَ
تَسَبَّبَ بتَلوِيثِ الثِّيابِ الأنيقَةِ
والحذاءِ اللامعِ
كانَ على هذا الغبيِّ
المُشبَعِ بالتخَلُّفِ والجَلافَةِ
أن يَستَقبلَ الموتَ
بشجاعةٍ .. ورحابةِ صدرٍ
دُونَ أيِّ اعتراضٍ
أو احتجاجٍ .. أو تَذَمُّرٍ
لأنَّ قاتِلَهُ سَيِّدٌ عظيمٌ
تنحني لَهُ الهَامَاتُ والقَامَاتُ
كانَ على هذا المَقتُولِ
الهَمَجِيِّ
أن يحتَرمَ قاتِلَهُ
لَحظَةَ تَسلِيمِ رُوحِهِ الرَّخِيصَةِ
فَقَاتِلٌ ذُو مَكَانَةٍ سَامِيَةٍ
يَنحَدِرُ من عَائِلَةٍ سَامِقَةِ الرِّفعَةِ
لا يجُوزُ أبدَاً
لِلمَقتُولِ أن يَنتَفِضَ
أو يَتَخَبَّطَ بِنَزِيفِهِ
ويَتَطَايَرَ دَمُهِ بِطَرِيقَةٍ رَعنَاءَ
فَتُسَبِّبُ تِلكَ الفَوضَى اللئِيمَةَ
ما كانَ عَلَيهِ أن يُبَالِغَ بِآلامِهِ
ولا أن يَنبُسَ بِحَرَكَةٍ
تَنِمُّ
عَنْ قِلَّةِ الذَّوقِ والأدَبِ
يُفتَرَضُ بِهِ
ألَّا يَتَجَاوَزَ حُدُودَهُ
لَحظَةَ اغتِيَالِهِ
فَمَا قِيمَةُ أنْ نَمُوتَ
على يَدِ سُمُوِّهِ الرَّحِيمَةِ ؟!
وما فَائِدَةُ أرواحِنَا السَّخِيفَةِ
إنْ لَمْ تَكُن
في تَصَرُّفِ عَظَمَتِهِ
وَنَحنُ لَمْ نَأتِ إلَّا لِخِدمَتِهِ ؟!
جِئنَا إلى الدُّنيَا
لِنَعمَلَ على إسعَادِهِ
وَإراحَةِ أعصَابِهِ
هُوَ مَولانَا وَرَغِبَ بِقَتلِنَا
أليسَ هذا من حَقِّهِ ؟!
هُوَ مَالِكُنَا
وأحَبَّ أن يُفَرِّجَ عَنْ نَفسِهِ
ويَتَسَلَّى بِدَمِنَا
فَهَلْ نُنَغِّصُ عَلَيهِ عَيشَهُ ؟!
وَهَلْ مِنَ الأخلاقِ والحِكمَةِ
أنْ نَجبُنَ وَنَرتَعِبَ
ونُثِيرَ الضَّوضَاءَ ؟!
فَلَيتَهُ يَتَقَبَّلُ مِنَّا الاعتذَارَ
وليتهُ يُسَامِحُنَا .. ويصفحُ عَنَّا
فَنَحنُ نَمُوتُ إرضَاءً لِرَغبَاتِهِ
وَلِنَزَوَاتِهِ الطَّاهِرَةِ
جُبِلنَا على طَاعَتِهِ العَميَاءِ
فَلا أحَدٌ مِنَّا يَبخَلُ أو يَضُنُّ
عَليهِ بِحَيَاتِهِ
فَهُوَ رَمزُنَا الأبَدِيُّ
وَهُوَ فَخرُ عُرُوبَتِنَا المُبَجَّلَةِ
وُلِدنَا ونحنُ نَهتُفُ باسمِهِ
وُلِدنَا ونحنُ نُمَجِّدُ شَخصَهُ
وُلِدنَا وحَنَاجِرُنَا تَصدَحُ
بِالرُّوحِ وَبِالدَّمِ
نَفدِيكَ يا أمِيرَنَا المُفَدَّى .
-
*مصطفى الحاج حسين .
على صاحبِ هذهِ الجُثَّةِ
الاعتذارُ من السَّيدِ القاتلِ
لأنَّ دمَهُ القَذِرَ
تَسَبَّبَ بتَلوِيثِ الثِّيابِ الأنيقَةِ
والحذاءِ اللامعِ
كانَ على هذا الغبيِّ
المُشبَعِ بالتخَلُّفِ والجَلافَةِ
أن يَستَقبلَ الموتَ
بشجاعةٍ .. ورحابةِ صدرٍ
دُونَ أيِّ اعتراضٍ
أو احتجاجٍ .. أو تَذَمُّرٍ
لأنَّ قاتِلَهُ سَيِّدٌ عظيمٌ
تنحني لَهُ الهَامَاتُ والقَامَاتُ
كانَ على هذا المَقتُولِ
الهَمَجِيِّ
أن يحتَرمَ قاتِلَهُ
لَحظَةَ تَسلِيمِ رُوحِهِ الرَّخِيصَةِ
فَقَاتِلٌ ذُو مَكَانَةٍ سَامِيَةٍ
يَنحَدِرُ من عَائِلَةٍ سَامِقَةِ الرِّفعَةِ
لا يجُوزُ أبدَاً
لِلمَقتُولِ أن يَنتَفِضَ
أو يَتَخَبَّطَ بِنَزِيفِهِ
ويَتَطَايَرَ دَمُهِ بِطَرِيقَةٍ رَعنَاءَ
فَتُسَبِّبُ تِلكَ الفَوضَى اللئِيمَةَ
ما كانَ عَلَيهِ أن يُبَالِغَ بِآلامِهِ
ولا أن يَنبُسَ بِحَرَكَةٍ
تَنِمُّ
عَنْ قِلَّةِ الذَّوقِ والأدَبِ
يُفتَرَضُ بِهِ
ألَّا يَتَجَاوَزَ حُدُودَهُ
لَحظَةَ اغتِيَالِهِ
فَمَا قِيمَةُ أنْ نَمُوتَ
على يَدِ سُمُوِّهِ الرَّحِيمَةِ ؟!
وما فَائِدَةُ أرواحِنَا السَّخِيفَةِ
إنْ لَمْ تَكُن
في تَصَرُّفِ عَظَمَتِهِ
وَنَحنُ لَمْ نَأتِ إلَّا لِخِدمَتِهِ ؟!
جِئنَا إلى الدُّنيَا
لِنَعمَلَ على إسعَادِهِ
وَإراحَةِ أعصَابِهِ
هُوَ مَولانَا وَرَغِبَ بِقَتلِنَا
أليسَ هذا من حَقِّهِ ؟!
هُوَ مَالِكُنَا
وأحَبَّ أن يُفَرِّجَ عَنْ نَفسِهِ
ويَتَسَلَّى بِدَمِنَا
فَهَلْ نُنَغِّصُ عَلَيهِ عَيشَهُ ؟!
وَهَلْ مِنَ الأخلاقِ والحِكمَةِ
أنْ نَجبُنَ وَنَرتَعِبَ
ونُثِيرَ الضَّوضَاءَ ؟!
فَلَيتَهُ يَتَقَبَّلُ مِنَّا الاعتذَارَ
وليتهُ يُسَامِحُنَا .. ويصفحُ عَنَّا
فَنَحنُ نَمُوتُ إرضَاءً لِرَغبَاتِهِ
وَلِنَزَوَاتِهِ الطَّاهِرَةِ
جُبِلنَا على طَاعَتِهِ العَميَاءِ
فَلا أحَدٌ مِنَّا يَبخَلُ أو يَضُنُّ
عَليهِ بِحَيَاتِهِ
فَهُوَ رَمزُنَا الأبَدِيُّ
وَهُوَ فَخرُ عُرُوبَتِنَا المُبَجَّلَةِ
وُلِدنَا ونحنُ نَهتُفُ باسمِهِ
وُلِدنَا ونحنُ نُمَجِّدُ شَخصَهُ
وُلِدنَا وحَنَاجِرُنَا تَصدَحُ
بِالرُّوحِ وَبِالدَّمِ
نَفدِيكَ يا أمِيرَنَا المُفَدَّى .
-
*مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق