⏪⏬
والتفاصيل الصغيرة التي تشكّل في مجموعها لوحة بديعة، ومنها ما يسافر في الزمن 50 سنة إلى الأمام، ويبني "حدوتة" وراء "حدوتة" وراء "حدوتة". قصةً ستمسك خواصرك من الضحك وأنت تقرأها، ومنها ما يحكي تفاصيل أسرة صغيرة، وحكايات ستّ نساء يدرن في فلك بطلٍ مأزوم.
إذاً، لا يجمع بين هذه الروايات موضوع أو أسلوب أو سمة. شيء وحيد فقط مشتركٌ بينها: إنها جميعاً تزيّن كلمة "نساء" بداية عناوينها.
نساء الخيال
ممدوح عزام، سورية
دار أطلس، دمشق - بيروت
الطبعة الأولى 2011، 383 صفحة
4 أصدقاء يشكّلون أثناء دراستهم في دار المعلمين عصابة "الكف الأسود"، ويكتبون رسائل حب إلى كل الفتيات في الدار، ما عدا واحدة هي "ليلى السومري". تستنفر رسائل الحب الأجهزة الأمنية التي تقوم بالتحقيق لمعرفة من وراءها. بعد سنوات طويلة من هذه الحادثة، يعثر "زيدون" ضمن الملفات في قسم الأرشيف الذي يعمل فيه على "الأرشيف السري لعصابة الكف الأسود". يتذكر الحادثة، ويحاول الوصول إلى أصدقائه القدامى، لملء فراغات الرواية التي كتبها قبل 20 عاماً عن هذه المغامرة.
وباستخدام تقنية "الرواية المكتوبة مرتين"، يعدّل الراوي حكاياته القديمة، ويرصد آثار الخراب الذي حلّ في البلاد والنفوس، بعد أن وصل حزب البعث إلى السلطة في سورية، محاولاً البحث عن إجابة للسؤال: "لماذا لم نرسل لليلى رسالة حب مع أنها كانت فتاة أحلام الجميع؟
نساء الريح
رزان نعيم المغربي، ليبيا
الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت
الطبعة الأولى 2010، 191 صفحة
بعد أن قضى عشيقها، الذي أتت معه إلى ليبيا، على عذريتها، هجرها ورحل. فوجدت بهيجة نفسها مضطرة للعمل في خدمة البيوت، وتدفعها إحباطات الحياة وقسوتها إلى التفكير في الهجرة إلى أوروبا، بحثاً عن عالم جديد وحياة جديدة. تجمع المبلغ الذي يلزمها لوقت طويل، ثم تسافر على مركب مع مجموعة من الناس في هجرة غير شرعية.
مقالات أخرى
عن تحريم الحب والعشق في التراث العربي
الخيال الجنسي عند العرب منذ ما قبل الإسلام حتى العصر الحديث
تطلب كاتبة تقطن في العمارة التي تعمل فيها بهيجة منها أن تسجل كل أحداث رحلتها تلك على شريط صوتي، لتستفيد منه في كتابة روايتها، لكن الرواية تتوسع إلى مساحات أبعد من قصة بهيجة لتقصّ حكايات نسوة العمارة: هدى، يسرا، سومة والشقرا، وحكايات نساء يغامرن بحياتهن، فيركبن أمواج البحر العاتية ويسلمن أنفسهن للريح.
نساء العتبات
هدية حسين، العراق
دار فضاءات للنشر، الأردن
الطبعة الأولى 2010، 212 صفحة
يقرر جبار، الضابط في الحرس الجمهوري العراقي، أن يبعد زوجته أمل عن بغداد، عقب بدء الاستعدادات الجدية للحرب الأميركية المرتقبة، بعد أن تيقن أنها قادمةٌ لا محالة. هكذا تغادر أمل مع خادمتها جمار إلى العاصمة الأردنية عمان، ولا تلبث الحرب أن تبدأ فعلاً، وتسقط بغداد، ثم تغيب أخبار زوجها كلياً.
تنغمس أمل في متابعة الأخبار على شاشات القنوات الفضائية، وتدوينها، متذكرةً أحداث الحربين السابقتين، وكيف كانت أمها وجاراتها يتجمعن على عتبات بيوتهن في الزقاق الذي كانت تسكن فيه، ويبدأن بالحكي والثرثرة والضحك والبكاء، بينما هي طفلةٌ صغيرة، تنصت لهنّ وتختزن حكاياتهن لترويها بعد سنين كثيرة، مختزلةً تاريخاً طويلاً من الأحداث التي مرت على العراق، وتركت ندوبها على نسائه.
نساء الكرنتينا
نائل الطوخي، مصر
دار ميريت، القاهرة
الطبعة الأولى 2013، 364 صفحة
في عام 2064، تقع إنجي في غرام علي، لكنهما يتورطان في جريمة قتل، فيهربان من القاهرة إلى الإسكندرية، تاركين وراءهما كل ما يملكانه، ليبدآ حياة جديدة هناك، فيبنيان إمبراطورية هائلة: الكرنتينا، بمساعدة مجموعة من الأشخاص، ويقترفان جرائم قتل، لكل من يقف في طريق مصالحهما. ينشق عنهما سوسو وينشئ هو الآخر مع زوجته امبراطوريته الخاصة، ويبدأ الصراع بين العائلتين.
بخفة الدم التي لا تحتمل يكتب نائل الطوخي أحداث روايته بلغةٍ مرحة: "مش حاتقدر معاها تغمض عينيك". وينشئ سلالات للعائلتين المتصارعتين تتوارث العداء وتتفنن في تدبير المكائد والحيل، جاعلاً من الكرنتينا مسرحاً لحروب لا تنتهي تديرها نساءٌ مقتدرات بحنكة وذكاء.
نساء يوسف
لينا كريدية، لبنان
دار الآداب، بيروت
الطبعة الأولى 2012، 119 صفحة
تأتي دادا نعيمة إلى دول الخليج، هاربةً من الفقر والبؤس في قريتها البعيدة، فتعمل خادمة لدى إحدى الأسر الواسعة الثراء، وتصبح مقرّبةً من الشيخة نوال سيدة المنزل، الغارقة في عزلتها بعد زواج رجلها من أخرى. تتولى دادا نعيمة تربية الأولاد، وتكون شاهدة على حكاياتهن الصغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء. فالابنة زيزي تكتشف جسدها وشهواتها من خلال علاقات جنسية مثلية، والابن يوسف تائه بين النساء اللواتي يشكّلن عالمه الحميم: عشيقته اللبنانية ندين التي رفضت أسرته زواجه بها، وابنة عمه أفراح، التي تزوجها بضغط من العائلة، وعاهرته صونيا التي يهرب إلى ممارسة كل خيالاته الجنسية الغريبة معها عبر الهاتف.
في سردٍ رشيق ومثير، تغوص الكاتبة في عمق العلاقات الإنسانية، كاشفةً عن علاقة كل شخصية بنفسها وبالآخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق