اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ثمر السنين | قصّة قصيرة ...**وفاء الرعودي

⏪⏬
يتابع الأخبار..يتابع عيون عائلته..يحاول أن يقرأ نظراتها..يلوذ بصورة زوجته على الجدار تبتسم له في الغياب..وقف مرارا أمام هذه الصّورة قبلا وبكى ..بادلها أحيانا نفس الابتسام ثم سرعان ما بكى..ساءلها مرارا زوجته هل توجد هناك في عالم الغياب مشاعر
ألم؟..مشاعر حنين؟..هل تنزف الرّوح مثلما هنا من الفقد؟..لم تعد هذه الصورة تكدّر لحظاته..لم يعد يعتذر من زوجته إن صدرت عنه ضحكات من القلب وهي غائبة عن محفل الفرح..لم يعد يشعر بالذنب لأنّه يستطيع أحيانا أن يستمرّ في الحياة دونها صديقة روحه وتوأمها ...لم يعد يشعر بأن شطرا كبيرا من كيانه راح معها..ينظر الآن للصّورة ..طوبى لزوجته موتها الكريم..رحلت عزيزة..ودّعها أحبّاؤها حتى مثواها بما يليق من تراتيب..حتى آخر لحظاتها ظلّت ترى المحبّة في عيون عائلتها..كان يأسى على موتها ذات نوبة قلب ؛اليوم يبارك غيابها قبل أن تعيش ما يعيشه..مطمئن أنّها ماتت قبل حلول نوع فظيع من الموت..كيس أسود يوارى فيه الجسد المنبوذ ثمّ حفرة سحيقة تبلعه ..وحتى ذاك المآل يؤخذ إليه وحيدا إلا من أشخاص لا يعرفهم..يمسكون جثّته بالحبال وقد حملتها إليهم جرّافة صدئة... ما أبشع هذا الرّحيل..!
{المسنّون أكثر عرضة لالتقاط فيروس كورونا..المسنون لا أمل من شفائهم إن أصابهم فيروس كورونا ...اعزلوا كبار السنّ..ودّعوا كباركم....}اللّعنة لك أيّتها الأخبار الشمطاء.!..ينكمش بمقعده أكثر..يرقب خلسة نظرات ابنه..يحاول أن يفهم منها شيئا..يحوّل عينيه إلى زوجة ابنه اليافعة تحضن ابنها وتتابع الأخبار ماذا يجول في ذهنها الآن؟..لطالما نادته أبي..لطالما اعتبرته تعويضا من الله عن فقد والدها..لطالما اعتبرها ابنته الغالية التي رزقها على كبر..ماذا سيتغيّر الآن؟..ماذا سيحلّ بالقلوب ؟..ينظر إلى حفيده الصّغير الرّائع لا يفهم شيئا ممّا يدور حوله..يعود إلى نظرات ابنه..صامت لا يتكلّم ..متجهّم الوجه لا يرفع عينيه عن التلفاز..الأخبار مازالت تبثّ الرّعب..بلدان تجمع المسنّين في مكان واحد وتذرهم لحجر جحيميّ..رئيس يقول بكلّ قسوة ووقاحة {ودّعوا كباركم!..} أيّ هول يسمعه.!. من كانوا مصدر الحبّ والبركة صاروا خطرا.!.من كانوا جذور الحياة صاروا تهديدا لها!.تعالي وانظري يا زوجتي الحبيبة زمانا صار فيه كبار السنّ أعشابا طفيليّة يمكن التخلّص منها لأجل حماية أشجار الشباب اليانعة..أو ظلّي بعيدا عن هذه اللّعنة مكرّمة في موتك الوقور ..الحمد للّه أنّك عشت عزيزة ومتّ عزيزة..الحمد للّه أنّك لن تعيشي عذاب المشاعر الّذي أعيشه بين عائلتنا..لن يقضّ نومك الخوف من مصير مأساويّ..لن تخافي أن تنظري في عيني ابنك فيطالعك الرّعب..لن تفتحي أيّ وسيلة إعلام وتجدي خبر مسنّين تركوا لموتهم البطيء وقد طبّق عليهم قانون الحرب وأذعنوا له كالخرفان مسالمين. {الكبار عاشوا حياتهم ليتركوا الشباب يعيش أيضا...} لن تجدي خبر امراة أخرجت والدها من المنزل وأوصدت عليه الباب خشية منه على أبنائها ولم تثنها عن قسوتها نداءاته المسترحمة الملتاعة..لن تسمعي أشخاصا يباركون منطق البقاء للأقوى ...ظلّي آمنة في غيابك ..صرت أطمئنّ لابتسامتك في الصّورة..صرت أطمئنّ بها عليك ...يشعر بحرارة على وجنتيه..إنّها دموع قلبه..لم يعد يبصر الصّورة جيّدا ..اغرورقت عيناه أكثر..لم يعد منتبها لجلسته المنكمشة كأنّها تلوذ بركن الأريكة بطريقة جنينيّة..يعتدل سريعا ويكفكف دمعه..لم يلتفت إليه أحد مازالت الأخبار تؤلّب عائلته عليه..يلتفت لابنه مازال مشدوها للتلفاز مفطّبا..التفت لزوجة ابنه تشدّ ابنها إلى حضنها أكثر وتحوّطه بذراعيها كأنّها تحميه ممّا تسمعه..مسك عصاه قرّبها إليه ليستطيع الوقوف..شحذ قوّته وانتصب واقفا..أخذ طريقه إلى غرفته..لم يلتفت إليه أحد حتّى حفيده الصّغير الّذي كان يناديه بشغف كلّما رآه لا يلتفت إليه .. ها هوّ يتابع بنظراته التلفاز كأنه يفهم ما يشاهده ...حتى وقع العصا على أرض الغرفة لم يثر انتباه أحد.. سيرحل !..سيذهب بعيدا..لقد وصلت الرّسالة.!.أمهلوني فقط ما تبقّى من سويعات اللّيل..كان يقصد غرفته ميّتا يطلب قبره...انتهى كلّ شيء.. فلذة الكبد أصبح ربّ عائلة يخشى عليها الخطر وأنا خطر!..لا تخف يا بني من وهبك صحّته وشبابه وعمره لن يهبك في الأخير الخطر..من ترعرعت في رحمته وسقاك من حبّه واعتبرك كلّ دنيته لن يسمح بخاطر مخيف يعبر ذهنك..سأبتعد..التفت إليهم ليتأكّد للمرّة الأخيرة بأنّ الزّمن لم يعد ذات الزّمن ..مازالوا ساهمين..رفع رأسه إلى صورة زوجته كأنّ ابتسامتها تنقبض..سأفعل !..لا تخشي شيئا..سأرحل ..الأمانة التي استودعتني إيّاها لأمنحها الحبّ الّذي كنت تمنحينه لم تعد تحتاج مني شيئا..صرت من يهدّد أمانتك ..سأرحل ..أكمل طريقه نحو غرفته ولم يكد يقربها حتّى سمع حفيده يصرخ باكيا ..جدّي إلى أين؟..تفكّه الأم من قبضتها ليركض إليه ..تتبعه هي بدورها وتسال بمودّتها المعهودة:{أبي إلى أين؟..لم أنتبه لوقوفك من جانبنا..أعتذر!.. سريعا سأجهّز العشاء لقد ألهتنا هذه الأخبار..لطف الله بنا...}..صوت ابنه أخيرا يصل إليه .:{.أبت إلى أين؟..} ..تنتبه الآن بنيّ أني أغيب عنك؟؟؟!...

*وفاء الرعودي
تونس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...