اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الكابينة رقم 05 | قصة قصيرة ... * رحمة بريكي - تونس


⏪⏬
أدخل كابينة الهاتف العموميّ باكرا.. أشعل النّور ثمّ أجرّ سطل الماء من الحمام الخلفيّ، أدلقه وأبدأ بشطف المكان قبل أن يهلّ الزّبائن ثمّ أفتح الباب على مصراعيه لتجفّ الأرضية وأنتحي ركنا خفيّا وراء الكونتوار وأشرع في غزل الحلفاء قفيفات صغيرة أبيعها
للعرائس يضعن فيها الحلوى والحناء والسّواك..لو كنت أنا العروس لصنعت لنفسي مثلها أيضا لكني لم أجد الرجل المناسب بعد.. لا أرفع رأسي عن الحلفاء إلاّ لأفكّ القطع النقديّة لبعض الزبائن.. وأحيانا أخرى، فليغفر الله لي، أرفع رأسي وأفتح عينيّ وأصغر أذنيّ حين تشدّني محادثة أحد العاشقين أو أحد أولئك الذين لديهم حبيبات لم يروهم مطلقا إلا من خلال الخيالات وكابينات الهواتف العموميّة..يا الله ماأكثرهم!
هذا المساء.. عندما جنّ الليل نهضت، نفضت الحلفاء عن حجري ومضيت إلى الكابينات أُعمل مفتاحي في صناديق الهواتف فتنصرم القطع النقديّة رنّانة في الكيس البلاستيكيّ..
الكابينة رقم 05، إنّها الأخيرة،يكون صندوقها ثريّا في العادة لأنّها الأقرب إلى الباب لهذا يدلفها أغلب الزبائن.. هممت بفتح الصندوق ولكنّ وردة وحيدة كانت عالقة تحت سمّاعة الهاتف طالعتني في انكسار.. هل ينسى العشّاق ورودهم؟ دار في رأسي السؤال قليلا ثمّ سحبت الوردة ووضعتها في كأس ماء على الكونتوار ثم أقفلت الباب وغادرت.
اليوم الموالي الكابينة رقم 05.. وردة منسيّة من جديد. وضعتها في كأس الماء. وغادرت المكان.
في اليوم الثالث والرابع والخامس.. وردة منسية أيضا!
فكرت أن أعود بالورود إلى بيت الحاج.. ولكن في الحقيقة، أنا كذبت كثيرا يا الله..وأنا خجلة جدا من فعليَ هذا.. إذ لم يسبق أن أحضر لي أحدهم وردة مطلقا.. وإنّما كنت أتبجّح بذلك بهتانا أمام بنات الحاج وهنّ كنّ يعرفن كذبي..
ولكن؟ هذه الورود! أيمكن أن يكون أحدهم قد تركها لي فعلا؟
في اليوم الموالي، لم أستطع غزل الحلفاء للعرائس.. كان عليّ أن أغزل قفيفات لنفسي.. الورود قبالتي فتحت شهيّتي لأفكّر في رجل من جديد.. ربما هذا الذي ينسى وروده كل يوم على سماعة الهاتف الصّدئة..
ناديت البصّارة وفتحت لها كفّي خِفية وراء الكونتوار، همست لي.. سِمح ومڨدود، رثّ الحال لكن طيبة القلب ماتتشراش بالمال.. نقدتُها وأرسلتها.
عنّ لي خاطرٌ فقفزت ناحية الكابينة رقم 05 ولم ينته النهار بعد.. وردة أخرى !
ربّما آن لي الآن أن أعود بورود رجل حقيقيّ، خفق قلبي فعلا.
عقب النهار أفرغت صناديق الكابينات ثمّ ملت إلى ورداتي أغمرها.. حين وقف بطوله الفارع في الباب، تراجعت إلى الوراء.. في الحقيقة لم يكن الرّجال الشُّقر يستهوونني ولكن لابأس.. ثيابه رثّة كما قالت البصّارة ولكن لابأس أيضا سنجد صِرفة لهذا.. تقدّم خطوات إلى الداخل فارتعشت في يدي الورود، فتح فمه ليتكلّم فخرج صوته غريبا.. بَهْ.. بَهْ باا... ثمّ أشار إلى الورود بعينين هائمتين..
إن كان أصمّا فهذا أفضل أيضا.. في الحقيقة أنا امرأة ثرثارة وهذا نفّر من حولي الكثير من الرّجال، كما تعلمون لايحب الرّجل المرأة المهذار.
انتبهت إلى سلّة في يده مليئة بالورود.. تقدّم نحوي ثمّ رفعها في منتصف وجهي، أخذتها منه فآبتسم. خفق قلبي مجدّدا.
بقينا صامتين.. عاد يصدر أصواته الغريبة من جديد مشيرا إلى الورود التي في يدي..
دخل نادل المقهى المجاور ليأخذ القطع النّقديّة ويصمّدها، صرخ في الرّجل..
- مخلوف ! لقد عدت يا رجل!
تعانقا.. نظرت إليهما..
بهبه مخلوف من جديد، أخفيت الورود عن النّادل خجلا.. تحدّثا فيما بينهما ببضع إشارات لم أفهمها..
نظر النّادل إلى الورود التي أداريها ثمّ همس لي..
- يقول مخلوف إنّه يترك لك وردة كلّ يوم منذ ستّة أيّام.. فلتنقديه ثمنها الآن.. إنّه لايعمل نهاية الأسبوع.

* رحمة بريكي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...