اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

صبا وصالحة | قصة قصيرة ...*مريم حوامدة

⏪⏬
(ما كنت أعلم أنه الوداع الأخير حين حضنتها وهي ممدة كالشبح على السرير حتى سقطت دموعها الساخنة ولامست وجهي ).
هناك من ربوع تلك القرية الوادعة الجميلة تنحدر " صبا" من عائلة ريفية بسيطة الحال أم وأربعة بنات وذكرين ، تتوسطهم صبا ابنة
العشرين عام ، لم تكن تحلم يوماً بمغادرة القرية والعيش في أجواء المدينة الصاخبة مع زوجها ذلك الرجل العصامي دمث الخلق ،
أنجبت صبا ولدين وبنت واحدة خلال خمس سنوات من زواجها وعاشت ظروفاً صعبة نوعاً ما خلافاً لحال شقيقتها الكبرى "صالحة " التي غادرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة حيث يعمل هناك في مصالح تجارية مرموقة مما جعل صالحة تتمتع برغد العيش ،
كانت صبا تكد وتكافح مع زوجها من أجل تربية أطفالها الصغار وجعل حياتهم هادئة ومستقرة ،
جمعت صبا وزوجها مبلغاً لا بأس به من المال وقررا شراء شقة واسعة في حي جميل وكانت صبا قد طلبت من شقيقتها صالحة إقراضها مبلغاً كبيراً من المال ليكون دفعة أولى للشقة فوافقت فوراً صالحة وأرسلت المال لأختها حيث أن العلاقة الأخوية الحميمية تجعلها لا تترد في ذلك الأمر .
شاءت الأقدار وكنت تعرفت على صبا تلك الصديقة الرقيقة الهادئة الحنونة المعطاءة ، دعتني يوماً لزيارتها في بيتها الجديد فلبيت دعوتها وعندما وصلت لبيتها أذهلني جمال الشقة وأناقتها والغرف الواسعة وقطع الأثاث الملوكي وشعرت بأن هذا بيت أحلام أي امرأة وكانت صبا تقوم بدفع قسطٍ شهري عالٍ لمالك البناية من أجل إتمام ثمنها ،
مرت سنتان على صبا في المنزل الجديد وكان قد مر على زواج شقيقتها صالحة عشرة أعوام ،
وذات يوم طلبت صالحة من صبا إعادة المال الذي أقرضتها إياه ولم تكن بحاجة له وألحت في طلبها بشدة وفي هذه الفترة كان عمل زوج صبا قد تعثر بشكل كبير وبالكاد يقوى على دفع أقساط البيت الشهرية وحالهم أصبح كحال الفقراء المعدومين ولكن يبيتون في منزلٍ أنيق ،
هذا الضغط والطلب المتكرر من صالحة كان له تأثير على حال صبا وعلاقتها بزوجها وحياة أطفالها ولم تجد سبيلاً لحل الأمر إلا ببيع الشقة وإعادتها للمالك بنصف المبلغ الذي كانت قد دفعته له في السابق خلال عامين و ذلك من أجل سداد دينها لأختها ،
غادرت صبا منزلها الجميل وعادت لاستئجار بيت قديم على أطراف أحدى القرى القريبة من المدينة ،
كان هذا الانتقال وتغير الحال له سلبياته على صبا وأطفالها وتبدل حالهم ونفسيتهم ، فمرضت صبا وكانت أعراض مرضها بسيطة ولكن لم يستطع الأطباء في البداية تشخيصه او تقديم علاج مناسب وسريع لها ،
بدأت صبا رحلتها مع المرض والعلاج وهي في نهاية العقد الثاني وأصبحت حياتها تعيسة حيث تقضي أسابيعاً في المشفى تاركة أطفالها لوالدهم الذي بالكاد كان يرتب وقت العمل ووقت البيت بالرغم من مساعدة والدة زوجته له ولكن مكوثها مع ابنتها في المشفى حال دون المساعدة التامة ،
حزنت تألمت جداً لحال صبا وكنت اسأل عنها دوماً أتابع أحوالها حتى علمت أنها تعاني مرض السرطان في المعدة والأمعاء ،
في يوم ذهبت لزيارتها في البيت وكانت قد غادرت المشفى لفترة نقاهة ، ازداد حزني عندما دخلت بيتها الصغير وتألمت لمنظر تلك الشابة الجميلة الرقيقة وهي ممدة على السرير كشبح وكانت قد فقدت نصف وزنها صفرة وجهها وعروق يديها أدمت مقلتي ولم استطع كبح دموعي حضنتها حتى لامست دموعها وجهي تحدثت معها وطمأنتها انها ستكون بكل خير قريباً وأنها ستفرح في تربية اطفالها وخاصة طفلتها الصغرى التي مزقت قلبي .

ودعت صبا وخرجت عائدة إلى العمل ولا أعلم كيف وصلت مكان العمل وعقلي وقلبي يتحدثان بحالها .
مضى اسبوعاً كاملاً على زيارتي لصبا وفي فجر اليوم الثامن صدمت لخبر وفاة صبا ،
عادت روح صبا لخالقها وتركت اطفالها الصغار .
بعد عدة شهور حدث خلاف بين صالحة شقيقة صبا وزوجها أدى بهما إلا الانفصال لتعود صالحة مطلقة من الولايات المتحدة بعد ثلاثة عشر سنة .
مرت الأيام وكان قد مضى على وفاة صبا سنة كاملة ،
تقدم زوج صبا طالباً الزواج من صالحة لتكون زوجة وأم لاطفاله الأيتام حيث أنهم أبناء شقيقتها الحبيبة الرقيقة وسيكون الأطفال في أمان ووئام معها وحنان ورعاية تامة ،
وافقت صالحة وعائلتها وباركوا هذا الزواج وتم ذلك ،
وبعدة اشهر قليلة حملت صالحة من زوجها الثاني وأنجبت منه وكانت هذه دهشة ومعجزة لم يتوقعها أحد سيما أن صالحة عقيم كما ورد في تقارير الأطباء الأمريكان .
توالت ولادات صالحة ليصبح لديها أربعة اطفال من زوج اختها المتوفاة وكانت الصدمة الكبرى حينما علمت أن صالحة تعذب أبناء شقيقتها وتميز أطفالها عنهم في كل نواحي الحياة ولم تشعرهم بالحنان والرأفة يوماً ، كما كانت ذات يوم عندما أجبرت شقيقتها على بيع المنزل الأنيق وفتحت لها أبواب الحزن والعذاب والمرض والموت ،
رحلت صبا ولم يشفع لها الصِبا
وصالحة لم تكن صالحة يوماً .

*مريم حوامدة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...