⏪( أرى الجسد و النفس تؤثر كل منها في صاحبه : فأيما تغير يعتري حالة النفس يفضي إلى تغير في شكل الجسد والعكس صحيح – فأي تغير في شكل الجسد يفضي إلى تغير حالة النفس أرسطو والجسد هنا الذي ذهب اليه ارسطو ميلاد الأفكار التي تؤؤل على أنها
تعاقب دائم لميلاد الأفكار وهذا ما ذهب اليه مهند الأخرس في كتابه المعنوي ” تحت ظل القلم ” كما يذكر الأخرس في مقال عن الأخلاق ما قاله أرسطو ” فيرى أن الأخلاق مرتبطة بسعادة الإنسان التي هي غاية وجوده ويعرفها على أنها الأفعال الناتجة عن العقل من أجل الخير الأسمى بالسعادة وينتقل الأخرس إلى سردية مختلفة لينقل لنا سيرورة شعبية فلسطينية ويصعب الاستدلال التفصيلي
بها جميعا لذلك آثرنا الاقتصار على مقاله ” حكاية أغنية : بالاخضر كفناه بالحمر كفناه ” وحكاية المقال عن شاعر فلسطيني كبير
د/ عزالدين مناصرة عندما ودع الشهيد الشاعر ( زياد القاسم ) وتقربيه بالشرح المركز الواضح لمختلف
المفاهيم والمكونات والآليات السردية المخصوصة بهذه النوع من القصائد
مما ينسجم مع طبيعة تلك المرحلة التي شرع يترسخ فيها الوعي بقيمة هذا السرد المؤثر ( والورد إحمر
يا دمة النازف إن كنت عذابا يوميا لاتصفر ص١٤٥ )
ويذهب الكاتب الاخرس إلى مناحي اخرى من كتابة المقال فيعرج على المقال الفلسفي من خلال
مقاله الذي وضع له عنوان ” بعض من القول في بعضِ ما تفتقده وقد يلجأ الكاتب هنا إلى فكرة أن هناك تعاقب دائم لمصارع الأفكار . وقديما
قال شيشرون إنه لايوجد رأي مخالف للعقل لم يقل به من قبل بعض الفلاسفة . وذات السياق يذهب
الأخرس عندما يقول ” على اعتبار ان الانسان دائمً يتحدث ويشغل باله بما يفتقده لا بما لديه ص ١٠٣
وقد يرفض بعض المفكرين هذه النظرة ويبدأ من النقطة البسيطة التي تفيد بأن العبارة الكلية من مثل
( كل البجع أبيض ) كما ذكر بوبر وقد اعترض كلٌّ من هيلاري بُتنام وتوماس كون على هذا التوصيف لبوبر
وقال انه الممكن دائما ان ننكر ان نظرية ما قد تم تكذيبها من خلال ملاحظةٍ تبدو للوهلة الأولى أنها تكذيبها
وبصفة عامة فإن القول هو استدلال من حالات إلى حالاتٍ ماضية مستقبلية مفردة كما فعل الأخرس
وانا اكتب هذه الكلمات طرأ على ذهني ما قاله : احد الآباء فيلسوفا فيثاغوريا عن افضل طريقة لتربية
أخلاقية بقوله أجاب الفيلسوف الفيثاغوري اجعل منه مواطنا في دولة ذات قوانين صالحة والحق فيما
ذهب اليه الأخرس الحب نعم الحب ( فهذا الحب ما ان تطلبه بنجمة أو نجمتين سرعان ما يأتيك بالسماء وما فيها … ص٩٣ )
إن البشر على حد قول أوتونويرات أشبة ببحارة سفينة في عرض البحر يمنكنهم ان يصلحوا اي جزء من السفينة التي يعيشون بها ويمكنهم ان يصلحوا السفينة كلها جزءا جزءا ولكن لايمكنهم ان
يصلحوها كلها دفعة واحدة . هذا ما خرجت به من قراءة كتاب تحت ظل القلم وإن التغير لن يتوقف إلى الأبد كما ان القلم الذي يتفيأ بظلال الروح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق