اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

التسلُّل من تحت عتبات الأبواب الموصدة .. قراءة في رواية “رغوة سوداء”


موقع الكتابة الثقافي uncategorized 157
⏪ إيناس حليم
 يقول بطل الرواية “للحكايات باب واحد، نلج منه ثم ندور في عالمها إلى الأبد”.
لكن تلك حكاية مختلفة؛ حكاية لها ثلاث أبواب، ثلاث عتبات يعبر القارئ من خلالها في كل مرة كي يختبر مساحة جديدة! لعبة حكي نواتها البطل الشاب، بينما حبيبته “عائشة” وصديقه “يعقوب” ورئيس اللجنة الأوروبي أطراف فيها؛ جزءٌ من متاهة صنعها البطل
بنفسه ليتورط بداخلها الجميع، مجال يُفضي إلى مجال وتجربة مكتملة لا يستطيع القارئ إلا أن يتتبعها حتى آخرها.

“إلى وليد ومحمد… على حاله الجرس الذي علقته ليرن كلما نظرنا في المرآة… غير أننا فقدنا ملامحنا!”

يفتتح الكاتب روايته بذلك الإهداء كإشارة ناعمة إلى أن فقدان الملامح مصيرٌ محتمل جدًا لشعب لم يتوقف يومًا عن المعاناة؛ فتحكي الرواية رحلة شاب إريتري تقمص الأدوار بحثًا عن هوية جديدة، دون أن يُدرك أن ذلك التقمص سيكون جواز مروره لضياع هويته الأصلية إلى الأبد!

“داويت”، “داود” و”ديفيد” ثلاثة أسماء لشخص واحد ظل يبحث طوال حياته عن مكان ينتمي إليه، رأى في الهجرة نجاته، ملاذه من الجوع والفقر وحياة المخيمات، لكنه وفي أعمق نقطة من روحه كان يعرف أن انتماءه الحقيقي والوحيد لن يكون سوى للجبال وللأودية. لم يكن الشارع أو البيت أو حتى الدين خيارًا لذلك الانتماء! كما لم يكن الحب -الذي عاش قصته موقنًا أن ليس بوسعها أن تكتمل- مساحة آمنة تُحرض على الاستقرار في عمقها، أو حتى منجاة لروحه المضللة من الضياع أو من الموت.

يقول الكاتب: هذا ما يحدث حين نرغب في امتلاك كل الأشياء في آن معًا، نفقدها ولا شك.

ثم يحملنا معه عبر حدود الأماكن إلى قلب التجربة، يؤكد على وجودها ويشير بإصبعه إلى من اختبروها! فنراها بعين راويها ونعيشها بشعوره، نمشي برفقة بطله في الطريق ونختبر معه تفاصيل فرصه المحدودة في الحياة. نتفرج على قصة حبه لعائشة، القصة التي خُلقت لتكون إحدى تلك الفرص، فرصة للهروب من مشاعر الفقد والعجز الذي يمتد في الواقع إلى عجز شعب بأكمله… غرامه بقدرته على التحليق بعيدًا… -إحدى طرائقه في الهرب- يحكي لحبيبته قصص نضاله المزيفة؛ ليحاول التخفي من لقاء وجهه الحقيقي… وبقدر ما كان ذلك الحب هو وعاء المشاعر الصادقة والوحيدة في حياته، وبقدر ما كان يمثل الوطن الذي ظل يسكنه دون إرادة منه حتى النهاية؛ بقدر ما كان له وجهان أحدهما لا يشبه الآخر! وجه يبدو حقيقيًا في لحظات قليلة داخل الحكاية، والآخر أكذوبة كبرى. تتكشف للبطل تلك الحقائق مثلما تتكشف لنا خلال الرحلة… مأساته كلاجئ، الحرمان الذي عاشه بمختلف صوره، مشاعره المحايدة تجاه الأديان وعدم انحياز روحه لأيٍّ منها…

وعبر قفزات سردية مميزة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، ومن شخصية منتحلة إلى أخرى منتحلة أيضًا! ننتقل مع البطل داخل الحكايات وداخل المدن. نسير معه في شوارع القدس، نرى تفاصيل أركان المسجد الأقصى ونشعر بخشوعه لهيبته… نشم روائح البخور وفتيلات الشمع التي تُشعَلُ وفاءً بالنذور، نقف أمام المدينة التي يراها العالم دائمًا من بعيد، نزور قلبها الحقيقي برفقة بطل الحكاية! ندخل المحال الفلسطينية لبيع الملابس… فكرة التناقض المرعب في الإشارات المطبوعة على القمصان، بعضها يمجد الجيش الإسرائيلي وأخرى -قليلة ومكوَّمة في ركن- تحمل اسم فلسطين تتوسطها علامة النصر!

يتساءل البطل: كيف لمدينة أن تُبدل وجهها تمامًا ما إن نعبر شطرًا إلى الآخر؟ ترى أيُّ واحد منهما يلائمها أكثر؟ أيُّ شطر يشبه ناسها؟

ثم يواجه جزءًا حقيقيًا آخر من روحه بعد لقائه بالباحثة “سارة”، التي تستقبله في بيتها لأغراض بحثية فتضيء المناطق المعتمة في طفولته وفي حياته. يتعرف من خلالها على أمراضه النفسية ويلتقي بعجزه وجهًا لوجه أمام عدستها، يتحسس مواطن الألم في داخله ويوغل إصبعه فيها…

يقول الكاتب: وما الحكي إلا اختلاق، عدا ذلك هو محض تقليد رديء لساعي البريد.

وكما يبرع “حجي جابر” في جعل الشخصية الأصلية تضيع بين أطراف الحكاية، دون أن يمنح البطل فرصة اكتشافه أن المتاهة التي صنعها ليورط الآخرين بين حوائطها هو أول من ضاع بداخلها! يبرع أيضًا في التأكيد على أن قصص الحب يمكنها أن تُروى بشكل مغاير عشرات المرات، مثلها مثل رواية مأساة!

يتبنى الكاتب قضية شعبه ويحمل همها ضمن مشروعه الروائي دون أن يضيف إلى نصوصه نشرة أخبار… بل يحمل المأساة والألم الذي يرافقها من النشرة إلى الورق بصورة تخصه، يحتال عليها فيسلط الضوء على الهامش الذي يكتب عنه جاعلًا منه العنصر الأساسي داخل الصورة! يضع رسالته وتساؤلاته المستترة -الموجعة- داخل حكاية متماسكة، حكاية واحدة تنشطر -كالرحلة- لأكثر من حكاية؛ فننتقل عبر النص من مكان إلى آخر، من تفاصيل حياة إلى تفاصيل حياة أخرى، وبالتبعية من أكذوبة إلى أخرى! حتى يشعر القارئ في لحظة ما أن البطل نفسه لم يعد يمتلك حقيقته ولا حتى يستطيع أن يراها… يتحول إلى جزء من اللعبة وظلِ مرافق له في المتاهة التي خلقها، ولا يستطيع إلا أن يتورط داخل الحكاية حتى نهايتها…

فلا نجاة من الحكايات التي نتورط فيها، حتى لو اعتقدنا خلاف ذلك.

“حجي جابر” صحفي وروائي إريتري، وصلت روايته “رغوة سوداء” إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر عام 2018، وفازت بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الخامسة عام 2019، كما صدرت له عدة روايات: “لعبة المغزل”، “مرسى فاطمة” و”سمراويت” التي حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2012.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...