اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

عرّابي الكرديّ: في الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل الأديب الإعلاميّ مصطفى صالح كريم

⏪بقلم د. سناء الشعلان - الأردن
أوّل صديق حظيتُ به في السّليمانيّة كان الأديب والإعلاميّ الرّاحل مصطفى صالح كريم، ما كنتُ أعتقد حينها أنّ هذا الرّجل المسنّ
الحيويّ سيكون صديقي الأثير، وسأطلق عليه لقب "عرّابي الكرديّ"؛ وهو من كان يصمّم على رعايتي، ومرافقتي في رحلاتي هناك، ويسدي لي النّصائح المهمّة لاسيما في طريقة التّعامل مع المتجمع الكرديّ حفاظاً على حدوده الدّاخليّة التي يجب أن لا أخرقها، ويبتسم لي كلّما رآني أسير أمامه، ويقول لي ممازحاً بتلطّف ومحبّة أبويّة غامر: "الله أكبر يا سناء! يا أجمل طاووس في الدّنيا!"، فأضحك حينها من أعماق قلبي حتى تظهر لهاة حلقي؛ لأنّني أعرف أنّه يعبّر بكلمة طاووس عن إعجابه بهيئتي وشكلي وطريقة مشيتي وكلامي.
لقد كان في الغالب الرّجل الأكبر سنّاً في كلّ مكان ذهبتُ فيه في السّليمانيّة في الأوساط الثّقافيّة والإعلاميّة والسّياسيّة، إلاّ أنّه كان يفوق الجميع شباباً وشيّاباً حيويّة ومرحاً وخفّة ظلّ ومحبّة للحياة والفرح؛ فهو كان مبدعاً بطبيعته وبقلمه وبطريقة حياته وبفلسفته في معيشته؛ وهذه هي الأسرار الكبرى لمحبّتي له، أمّا السّر الآخر المضمر لذلك، فكان محبّته الأبويّة العجيبة التي غمرني بها، حتى شعرتُ أنّني غدوتُ واحدة من بناته أو حفيداته اللّواتي كان يعتزّ بهنّ كثيراً، وعرّفني على معظمهنّ، وكأنّه يريد أن يعلمهنّ بأنّني فرد جديد من أسرته.
كان مصطفى صالح كريم مترجماً وصحفيّاً كرديّاً ومناضلاً من المناضلين الأوائل، وشغل الكثير من المناصب الصّحفيّة، آخرها موقع نائب رئيس تحرير صحيفة (الاتّحاد)، وموقع نائب مسؤول مكتب الإعلام المركزيّ للاتّحاد الوطنّي الكردستانيّ، كما شغل سابقاً منصب نائب نقيب صحفيي كردستان. له الكثير من المؤلّفات، منها: رنين السّلاسل، وشهداء قلعة دمدم، ومتّشحة بالسّواد، وفنّ كتابة القصّة، والرّداء الأبيض، وأمّ الأحرار، وحديقة من الكلمات، ورحلة إلى بلاد الرّاين.
أوّل مرّة حدّثني فيها كان في قاعة اختتام فعاليّات مهرجان "كلاويز" بعد أن قرأتُ على الملأ قصّتي الجديدة عندئذٍ "نفس أمّارة بالعشق"، أثنى عليّ حينها كثيراً، وأهداني كتابه الجديد الصّدور "اليوم الثّالث"، وما عرفتُ حينها أنّ هذا الكتاب سينال اهتمامي، وأنّ هذا الرّجل المسنّ اللطّيف صاحب الكلام الرّقيق المحبّب وأسطون الصّحافة دمث الخصال جميل المعشر سيكون من أهمّ أصدقائي في كردستان، وعرّابي فيها.
عندما قرأتُ كتاب "اليوم الثّالث" أدركتُ أنّ مصطفى صالح كريم قد جمع فيه مقالاته التي كان كتبها على امتداد سنوات في عاموده الأسبوعيّ، وهي تشكّل مادة تاريخيّة وإعلاميّة غنيّة وأرضاً خصبة لكثير من المواضيع والدّراسات والمصادر المعرفيّة المهّمة، ولعلّ التّوثيق التّاريخيّ فيها هو من أهمّ ملامحها التي يجعلها مصدراً تاريخيّاً يوثّق لأهم الأحداث التّاريخيّة في المنطقة الشّرق أوسطيّة، لاسيما فيما يخصّ القضية الكرديّة؛ إذ هي بقلم إعلاميّ كبير يمثّل مرقاباً محلّلاً وراصداً ذكيّاً وشجاعاً لقضيته وأولوياته الفكريّة والإنسانيّة.
لقد اكتشفتُ من هذا الكتاب أنّ الصّحافة قد سرقتْ مصطفى صالح كريم عن إصرار وسبق ترصّد من الأدب على الرّغم من أنّه قد أثبت طول باعه في حقل كتابة القصّة القصيرة، ولعلّه استجاب لهذه السّرقة المشروعة ما دامتْ هي من قدّمتْ قلمه للمجتمع بالشّكل الذي ابتغاه، وحملتْ قضاياه الثّوريّة والوطنيّة والإنسانيّة والمجتمعيّة.
ولكن هذا لا يعني أنّه قد استسلم لهذا القدر، وهجر الأدب الذي يعيش في أعماقه، بل هو قد احتال بذكاء على أقداره كي يرفد الأدب الذي يهواه بحياة جديدة في جسد العمل الصّحفي الذي يحترمه.
هو يعلن في مقدّمة كتابه هذا أنّه مجموعة مقالات كتبها على امتداد سنوات في عاموده الثّابت" اليوم الثّالثّ"، وهو بذلك يصمّم على تجنيسه تحت فنّ المقالة، إلاّ أنّ الكتاب يبوح بغير ما يقوله صاحبه، ويصنّف ذاته تحت أجناس أدبيّة مختلفة، فهو مقالة سياسيّة أو اجتماعيّة أو فكريّة في بعض الأوقات، وهو قصّة قصيرة في معظم الأوقات، إلى جانب أنّه سِفْر مختلط من التّوثيق التّاريخيّ والتّسجيليّ والسّيرة الذّاتيّة والنّص الوعظيّ والخطبة المتوارية والمراثي السّرديّة والملهاة السّوداء التي تتداخل في لوحات تشكيليّة وبصريّة تقوم على فسيفساء الكلمات والأفكار والمعاني والإشارات.
ولعلّ السّيرة الذّاتيّة التي تلبس لبوس القصّة القصيرة في هذه المقالات هي من أهمّ ملامح البناء القصصيّ فيها؛ إذ وجدتُ مصطفى صالح كريم يكتب بعضاً من سيرته الذّاتية، ويستدعيها في كثير من الأوقات لتكون بوابة نحو الحدث الأبرز والهدف فيما يكتب.
لقد حاول طمس القاصّ الذي يعيش في أعماقه لحساب الصّحافي الذي يشتدّ احتلاله له تلبية لصوت ضميره وواجبه وعمله، ولكنّه أخفق في ذلك مرّة تلو الأخرى، وانتصر القاصّ الذي يسكنه على الصّحفيّ الذي يعيش تفاصيله، ويمارسها.
عندما كنتُ أحدّث مصطفى صالح كريم بهذه الملاحظات كان يصرخ بي: "لقد كتبتُ مقالة"، فأعانده قائلة: "لقد كتبتَ قصّة قصيرة في جسد مقالة". فيسكتْ، ويبتسم وكأنّني ألقيتُ القبض عليه متلبّساً بإبداع القصّة القصيرة. ثم أعود أقول له بإصرار طفوليّ دبق: "اليوم الثّالث" هو منجز سرديّ قصصيّ بامتياز، وهو عمل إبداعيّ من منظور تجنيسيّ إن سلّمنا بنظرية تداخل الأجناس الأدبيّة، وهو حالة سرديّة فضفاضة تأخذ من تقنيّات ألف ليلة وليلة وتقنيات السّرد الشّعبيّ الملحميّ الذي يحمل ميراث أمّة كاملة لتتموضع هذه التّقنيّات في قصص قصيرة كلّ منها يستقلّ في شكله العامّ، إلاّ أنّه في النّهاية ينبثق من قصّة كبرى، ويعود إليها بعد أن يعرّج على تفاصيل يوميّة وحياتيّة ونضاليّة يعيشها المشهد الكرديّ بشكل خاصّ والمشهد العربيّ بشكل عام. أنتّ تلعب دور الحكواتي الذي يداعب الخيال، ويخاطب المنطق، ويرسم له معالم المشهد الذي يعيشه".
لقد كان لي مع عرّابي مصطفى صالح كريم الكثير من الجدالات والمساجلات في شؤون الأدب والحياة بحضور الكثير من الأصدقاء المهتمّين بذلك دون أن يسرق ذلك مزاجه الفرح المتسامي على أيّ نكد أو حزن، وعندما كنتُ أسأله متى سوف تصدر مجموعة قصصيّة تعترف بأنّها كذلك، ولا تزعم أنّها مجرّد مقالات جامدة الرّوح والأداة، كان يعدني بأن يكون ذلك في القريب العاجل، وأنّني سأكون أوّل من يطّلع عليها، ويكتب نقداً عنها، ويقدّمها في الأوساط الثّقافيّة العربيّة المقصّرة في حقّه، وفي التّعريف به؛ وهو من كتب باللّغة العربيّة لعقود طويلة، وأجادها، وأخلص لها على الرّغم من الاختناقات السّياسيّة في المنطقة.
طال انتظاري لأن يبرّ مصطفى صالح كريم بوعده لي، ويصدر مجموعته القصصيّة الجديدة، لكنّه لم يفعل ذلك؛ فقد سرقه مرض السّرطان، كما هجم عليه همّ الأزمة الاقتصاديّة والسّياسيّة في كردستان العراق بعد أزمة استفتاء الانفصال عن العراق، ونسي حبّه للقصّة القصيرة، واستسلم للنّهايات، وظللتُ أتذكّر جملته الجميلة: "الفنّ الأصيل لا يخضع لسلطان، من هنا يكون الفرق واضحاً بين الفنّانين المبدعين وبين المحسوبين على الفنّ من الطّارئين والمتاجرين بالفنّ الذين لا مكان لهم في ساحات الإبداع حتى ولو حظوا برعاية متميّزة".

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...