اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الشرط | قصة قصيرة ...*آمنة بريري

⏪⏬
ـ سئمت حياتي .
بهذه الكلمة كان يفتتح كلّ صباح .صحيح هو لم يبد تمرّدا أو عصيانا لخالقه ،فيبدأ يومه دائما بصلاة الفجر في وقتها ،ثمّ ينطلق إلى أشغاله في انصياع ،لكن تلك العبارة كانت ما يبدأ به نهاره دائما وذلك منذ فترة طويلة .

كان يحسّ أنّه إنسان منكوب ،فالحظّ يعاكسه والقدر يرفض تحقيق أحلامه .إنّه لا يعيش بالطريقة التي طمح إليها ، إضافة إلى مكابدته أعمالا مجهدة ترهق جسده الضعيف .لقد أصبح الألم رفيق حياته الدائم ،وأصبح الوجع عنصرا مألوفا في حياته اليوميّة .

هو لا ينكر أنّه عرف أوقاتا من السعادة . لكنّ الألم والإحباط الذين وسما أيّامه جعلاه يتغافل عن نعمٍ حظي بها ، ويردّد في كلّ صباح تلك العبارة .

ـ سئمت حياتي .

ذات فجر وهو يجرجر قدميه نحو غرفة الحمّام للوضوء ،برز أمامه كائن نورانيّ في هالة من ضياء .فثبت في مكانه مذهولا وحدّق في المخلوق العجيب عاجزا عن النطق .

وسمع من الكائن النورانيّ قولا واضحا :

ـ ما رأيك أن لا تكره بعد اليوم حياتك .

ثمّ قدّم له عرضا عجيبا .سيقتح أمامه أبواب الدنيا .ستتحقّق كلّ أحلامه ،سينال كلّ النعم الدنيويّة في أجمل صورها .ستندثر أحزانه وتولّي أتعابه .فلا ألم ولا بؤس ولاعناء أومشقّة .

ـ لكن هناك شرط .

ـ وما هذا الشرط ؟

و فاجأته الإجابة .إنّ الشرط هو أن يتنازل نهائيّا عن أمله في حياة أخرويّة مختلفة عن الوجود الدنيويّ .سيكون هذا عيشه أبدا على الأرض وفي السماء .هذه الحياة التي ألفها ستكون الشكل الوحيد لوجوده إلى أبد الآبدين ،لكن طبعا في صورتها البديعة التي اقترحها عليه .

وتساءل في حيرة :

ـ أتقصد أنّي لن أدخل الجنّة بعدما أموت ؟

فأجاب الكائن العجيب :

ـ كلاّ ،ليس هذا هو المقصود .لكنّ حياتك الأخرويّة لن تتغيّر في طبيعتها وشكلها عن حياتك الدنيويّة .وبعبارة أخرى ستكون جنّتك نسخة أخرى عن الدنيا .لكنّها صورة بديعة خالية من كلّ الشوائب والمنغّصات .

وأضاف الكائن في صوته الهادر :

ـ ستُمنح فرصة للتفكير ،فالأمر مصيريّ .موعدنا غدا في نفس هذا الوقت .

ثمّ أضاف في هدوء :

ـ سآخذ معي أحزانك وأتعابك في هذا اليوم الذي ستفكّر فيه ،لكي تعرف نوع الحياة التي ستكون كلّ وجودك .

وحدّق الرجل فيه بعينين ذاهلتين وهو يراه يتعالى في الهواء ،ولمح فجوة في السقف تنفتح ليخرج منها .فأصابه الفزع الشديد ،وصاح بصوت مرتجف :

ـ انتظر أيّها الغريب… .لست أقبل هذا العرض .أعد عليّ أحزاني …أعد عليّ أتعابي ….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*آمنة بريري كاتبة تونسيّة من مواليد مدينة مساكن بسوسة سنة 1974 .حاصلة على الأستاذيّة في اللغة والآداب العربيّة من كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة .تعمل أستاذة تعليم ثانويّ وتدرّس اللغة والآداب العربيّة .تكتب القصّة والشعر ولها كتابات موجّهة للأطفال .صدرت لها مجموعة قصصيّة عن دار نقوش عربيّة للنشر بعنوان “بشّرهُ بالجنّةِ “

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...