اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حُلم قصة قصيرة .... *بقلم :على حزين

⏪⏬
في الوقت المحدد ذهبت.. ركبت السيارة .. وبيدي صحيفتي المفضلة .. ألقيت نظرة سريعة فوق الوجوه الناعسة داخل السيارة .. والعيون التي لم تزل تقاوم النوم , ارتخيت فوق الكرسي .. السائق ينادي على نفر واحد

ــ فرد واحد .. فرد واحد .. نفر , نفر ,
الميدان يعج بالمشاة .. علي بعد مائة متر .. غرزة شاي صغيرة .. صاحبها منهمك في تقديم الشاي للسائقين , والزبائن من الركاب .. وبائع الفول المدمس ينادي , وهو يعُد بعض السندوتشات للموظفين :
ــ الفول المدمس الحلو ..
وبائع الصحف واقف علي الرصيف .. وتحت أبطه كومة من الجرائد والمجلات ...
ـــ مازال الوقت مبكراً
وأنا أتلفت على جارتي .. ربما تأتي لنذهب سوياً .. ورحت أفكر , وأسرح بعقلي , وتركة لعقلي عنان الخيال , ورحت أتخيل .. وأحلم ... " حلمت .. بالنجاح في الامتحان , والوظيفة .. والزواج .. والبيت .. والأسرة .. والأولاد .. والاستقرار والحياة الكريمة ... و .. و ... و.. "
أخيراً انطلقت العربة.. فوق الطريق الزراعية.. راحت عيناي تلتهم كل ما يقابلها في الطريق .. الحقول الخضراء .. النخيل .. البيوت .. الناس .. الأنعام المبدورة وسط الحقول .. بعض الدكاكين تفتح أبوابها.. العربات الملونة تسبح في نهر الشارع .. والشمس تُعاكس السائق , الذي يرفع يده, ويشير للذين يلوحون له بأيديهم ليقف لهم .. يضرب " تلكسات " يهدئ من سرعته .. أمام احد المدارس وهو منهمك في معالجة شريط " الكاست".. فيخرج الصوت مشروخ .. يضرب المسجل بيده.. يخرج الشريط مرة أخرى .. يهزه بيده , يضربه " بتبلون " العربية.. يضغط عليه مرة أخرى , يدخله في الكاست , بعدما ينفخ فيه بفمه.. والصوت لم يزل مشروخاُ يردد خلف المغني ..
ــ غلطة .. وندمان عليها ؟..
أخرجت سيجارة من جيبي , أشعلتها .. نفخت الدخان بعيداً .. قلبت الصحيفة بين يدي .. دسست وجهي بين اوراقها .. نظرت في ساعة معصمي .. كانت تشير للتاسعة صباحاً .. ورحت أردد في نفسي ...
ــ ما زال الوقت مبكراً ..؟
الموقف قريب من ميدان الثقافة .. ترجلت .. حتى وصلت قلب الميدان .. فردت خطواتي .. حتى أتفادى زحمة العربات .. مسكت قدمي الرصيف .. الجدار علق عليه إعلان ضخم .. للفنان احمد أدم " شجيع السينما " تذكرت الضجة الإعلامية حول هذا الفيلم .. فكرت أن أدخل لأشاهد العرض .. منعني الخوف من التأخير عن المعاد .. فتابعت السير , والتسكع .. علي الطريق .. ريثما أصل المكان ,
ــ مازال الوقت مبكراُ
ها هو مستشفي الهلال .. رابض أمامي .. بجوار سوق الخضار .. كما وصف ليّ تماماً .. تأكدت من أنني لم أضل الطريق .. سألت أحد البائعين الجائلين عن المكان فأشار بيده نحو المبني المجاور .. هززت له رأسي .. شكرته , مبتسماً .. واصلت السير .. وأصوات الباعة في السوق , تعلو , وتنادي بأثمان السلع .. مع أصوات العربات المزعجة الفظيعة .. فكدت أسٌد أٌذني من شدة الضجيج .. وأخيراً وصلت , دخلت المبني . كان مليئاً بالعمال , ومعدات البناء , وبقايا أنقاض الهدم , يبدو أنه ترميم لبعض جدرانه .. تصفحت الفناء .. الأدراج المدرسية .. ملقاة , ومعطوبة علي الأرض , وبجوار الباب الرئيسي أكوام بعضها فوق بعض , وعدد لا بأس به من المتقدمين للمسابقة جلوساً على بعضها ’ وقد حضروا باكر , للمسابقة المعلن عنها .. والباقي يحضر تباعاً .. جلست على مقعد دراسي بجوار الباب الجديد .. نظرت في ساعت معصمي ..كانت تشير للعاشرة صباحاً .
ــ لم يزل الوقت مبكراً ..
ليلة أمس قالت ليّ جارتي .. أنها تقدمت لهذه المسابقة .. جٌلت ببصري بحثاً عنها وسط الزحام , فلم أجدها .. ثم كررت المحاولة مرة أخري .. لعلى , وعسى أن أجدها .. ولكن دون جدوى .. أخرجت علبة سجائري .. أشعلت واحدة .. وراح عقلي يسرح في أشياء كثيرة .. ويسبح في دنيا الخيال ....
" حلمت بالوظيفة .. والتعيين في القطاع العام .. والزواج بمن أحب .. والبيت .. والأسرة , والأولاد .. والاستقرار.. والحياة الكريمة .... و... و..."
أفقت علي صوت أجش .. ينبعث من جثة ضخمة .. يقف في الدور الثاني .. يلقي التعليمات علي من حضر من المتقدمين للمسابقة الواقفين في انتظار الأسماء ...
ــ من واحد إلي مائة , يصعدوا لأعلي .. ومن مائة إلي مائتين , يقفون بجوار السبورة هناك ...و ......؟!
اندفعت مع الكتل البشرية المتزاحمة .. المتدافعة كقطعان الماشية .. اختفيت وسط الزحام , حتى وصلت إلي صاحب الصوت .. دفعت إليه ــ بصعوبة بالغة ــ الورقة التي أحضرها لي ساعي البريد بالأمس ــ لفني بنظرة حادة .. وقال ليَ وهو يبتسم ابتسامة باردة , باهتة , بلهاء
ــ احنا عوزين يا استاذ رقم الإيصال ..؟!!
أحد الواقفين بجواري .. استوضح منه الأمر أكثر .. ثم أخبره بأن الإيصال قد فقد منه ..فلم يرد عليه بشيء .. والكتل البشرية الملتفة , المتدافعة حولي .. تكاد تمنع عني الهواء.. بصعوبة بالغة انسحبت من بينهم ..جلست علي اقرب اريكة .. ريثما أشتم نفسي .. برهة أخرجت فيها .. حافظة نقودي المموهة .. المزدحمة بالأوراق في جيبي .. أبحث فيها عن الإيصال .. أخرجت أحشائها كاملة , وضعت كل ما فيها أمامي .. محتوياتها .. " صورة من المؤهل الدراسي .. بطاقة الرقم القومي .. صورة شهادة الخدمة العسكرية .. شهادة وفاة والدي, الذي رحل عن الدنيا منذ عام .. أٌقصوصة ورق بها أرقام تلفونات .. إعلان صغير قطعته , من جرية المساء .. عن مجموعتي القصصية الجديدة .. مبلغ زهيد من المال , لا يتعدى المائة جنيه مصري " .. هذا كل ما كان في حافظتي القديمة " ...
بسرعة البرق أعدت كل شيء الي مكانه.. هرولت خلف الرجل الضخم .. أخذت أناديه بكل صوتي .. لكن صوتي قد ابتلعته الأصوات العالية .. المرتفعة , المتشابكة , المتداخلة .. فدخلت وسط الزحام من جديد , فدفعتني أمواج البشر المتدفقة .. حتى وجدت نفسي أمام السبورة الخشبية .. التي علقت عليها كشوف أسماء , وأرقام المتقدمين للمسابقة, نظرت فيها بحثاً , وأخيراً تعرفت علي اسمي ورقمي بصعوبة بالغة .. فتذكرت جارتي , فبحثت عن اسمها , وعن رقمها إشفاقاً مني عليها من هذا الزحام القاتل , فلم أجده , ولم أستطع بأن أتعرف عليه.. فعدت إلي مكاني الأول , بجوار الباب الرئيس في ارتباك, وقلق , وحيرة , جلست أراقب وأترقب .. أنظر.. وأنتظر دوري في دخول اللجنة التي ستمتحنني .. برهة تركة فيها لعقلي عنان الخيال , ورحت أتخيل .. وأحلم من جديد ...
" حلمت .. بالنجاح في الامتحان , والوظيفة .. والزواج. .. والبيت .. والاسرة .. والاستقرار, والأولاد .. والحياة الكريمة .. و ... و ... و .. "
انتبهت على صوت جارتي , وهي تكلمني بصوت رقيق , ويدها تهزني لأعود إلي نفسي , وإلى تلك المدرسة المكتظة بالبشر , من متقدمين من الجنسين للمسابقة التي أعلوا عنها من أيام وقد .. وضعت على وجهها ابتسامة جميلة .. متفائلة
ــ أنت من بدري هنا ,,؟
ــ أنا بحثت عن اسمك ورقمك , فلم أعثر عليه
ــ أنا وجدته .. أسمك , ورقمك بيـ نادوا عليه , قم , واذهب إليهم بسرعة ..؟...
ــ ..........
كان نفس الصوت الأجش , ينبعث من نقس الجثة الضخمة .. لنفس الرجل الأصلع المنتفخ بكرشه.. يقف في الدور الثاني .. ينادي على أسمي , ورقمي في التسلسل الخمسون بعد المائة , ومازال يجيب على أسئلة بعض المتقدمين للمسابقة , والواقفين في انتظار أسمائهم , ويلقي عليهم التعليمات الصارمة , ويطلب منهم الهدوء والصمت حتى يستطيع كل واحد أن يسمع اسمه ورقمه .. اندفعت نحوه بسرعة الصاروخ , أو كالطلقة الطائشة التي خرجت من السلاح على غير هدى , ثواني وكنت بجواره , الهث , وأنا أقدم له الإيصال , نتشه من يدي وهو يدفع بي إلي الداخل .. اللجنة عبارة عن عدة لجان , كل اثنين , أو ثلاث نفر , في ركن ما وأمامهم شاب , أو فتاة , والأسئلة شفهي , عبارة عن سين وجيم من غير , لا ورقة , ولا قلم , وطبعاً بعد أن ُتقدم هويتك , ويراجع أسمك في الكشوف التي أمامهم , وكلاً في تخصصه , ومن ثمَّ يعطوك درجة , ويضعوا لك نتيجة مبدئية , وهذا الامتحان تمهيدي , ثم يرقي الناجحون بعد ذلك , ويصعدون , إلي امتحان أخر, يكون هناك في " القاهرة " ويكون شفهي , وتحريري أيضاً , ومن ثَمَّ في الأخير , المقابلة الشخصية ... المهم ... أديت الامتحان , وخرجت , بحثت عن جارتي , فلم أجدها , فص ملح وذاب , فانتظرت قليلاً , ربما تكون قد دخلت إحدى اللجان , جلست تحت الشجرة , أنتظرها حتى أسألها , عن اجتيازها للامتحان , ولنعود سوياً , ومرت ساعة من الوقت , وأنا أنتظرها .. أخرجت علبة سجائري , أشعلت واحدة وجلست أنتظر ... حتى طال انتظاري ....

*على السيد محمد حزين
طهطا ــ سوهاج ــ مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...