⏪⏬
في الصباح
يبدو لي هذا العالم مربعاً
ثلاث زوايا ضيقة ووجهي زوايته الرابعة
هذا لا يعني بأن ملامحي ثابتة
بل أنا فعل الانغلاق ... إكمال الشكل ... والانتهاء
لقد تعلمت قديماً كيفية التعامل مع الدوائر
لكنني مؤخراً تسكنني المربعات،
تجتاحني بكل مافيها من جمود وزوايا
لتنغرس في جلدي كنبضات متتابعة ومؤلمة
وتنقر داخل رأسي على شكل أفكار مسننة
...
سوف أغيب قريباً،
لا أقول ذلك لإثبات حضوري القديم
أقصد الاعتراف بقدرتي على الصمود حتى الذوبان
...
آه أيتها الأشكال الحتمية التي تسيطر على تفاصيلنا
أنا أفهم تماماً ماسوف يحدث
أستوعب كل هذا الوهم
أتذكر البداية
فستاني الكحلي القصير
وخصلات شعري الثائرة و المائلة للحُمرة
العلبة المعدنية التي كانت تحتفظ بها جدتي في أعلى رف، منتظرة اللحظة المناسبة كي تغمرنا بسكاكرها الملونة
مكتبة أبي الدافئة
صوته وهو يمتدح كتبه ومي زياده
والتماع الشمس على جبينه وطعم عصير الفراولة الذي يحبه،
سقف التوتياء
أول شجرة ياسمين راقبتها وهي تنمو
أول وردة قضمتها بأسناني الحالمة، ثم أكلتها بنهم ربيعي
وتلك اللحظة التي اكتشفت فيها أن هناك عصفورا يسكن حنجرتي
لتهزمني بعدها جميع الأغنيات
وأتذكر ...
ضحكة أمي الحادة جداً
الضحكة التي يَتبعُها دائماً عبارة (الله يكفينا شر هالضحكات)
....
واليقين الذي يهطل بغزارة الآن فوق قلبي الرطب،
سأتذكره أيضاً
......
أستوعب جيداً ماسوف يأتي من ألم
أنا لست مستعدة...
لكنني هادئة على غير العادة
الشيء الوحيد الذي أرفضه الآن هو الاعتماد على قوتي
فكل الأشياء تحولت إلى طين
الصلابة التي كنت أفتخر بها تهشّمت
رغم الهدوء
وانسياب الحزن من أمامي كما لو أنه نسمات عابرة
أنا أرتجف
.......
الحنين
أستطيع إبعاده
آه كم أمقت هذا التكرار
فنجان القهوة البلاستيكي الممل
أروقة المشفى الباردة
الستائر البيضاء الباهتة
المصعد الضيق
الأسرّة المعدنية
الأنفاس المعقمة بالترقّب
الألم
الكثير من الألم
والانتظار المرتمي بكل ثقله فوق كتفي
فوق يأسي.
*منى محمد
في الصباح
يبدو لي هذا العالم مربعاً
ثلاث زوايا ضيقة ووجهي زوايته الرابعة
هذا لا يعني بأن ملامحي ثابتة
بل أنا فعل الانغلاق ... إكمال الشكل ... والانتهاء
لقد تعلمت قديماً كيفية التعامل مع الدوائر
لكنني مؤخراً تسكنني المربعات،
تجتاحني بكل مافيها من جمود وزوايا
لتنغرس في جلدي كنبضات متتابعة ومؤلمة
وتنقر داخل رأسي على شكل أفكار مسننة
...
سوف أغيب قريباً،
لا أقول ذلك لإثبات حضوري القديم
أقصد الاعتراف بقدرتي على الصمود حتى الذوبان
...
آه أيتها الأشكال الحتمية التي تسيطر على تفاصيلنا
أنا أفهم تماماً ماسوف يحدث
أستوعب كل هذا الوهم
أتذكر البداية
فستاني الكحلي القصير
وخصلات شعري الثائرة و المائلة للحُمرة
العلبة المعدنية التي كانت تحتفظ بها جدتي في أعلى رف، منتظرة اللحظة المناسبة كي تغمرنا بسكاكرها الملونة
مكتبة أبي الدافئة
صوته وهو يمتدح كتبه ومي زياده
والتماع الشمس على جبينه وطعم عصير الفراولة الذي يحبه،
سقف التوتياء
أول شجرة ياسمين راقبتها وهي تنمو
أول وردة قضمتها بأسناني الحالمة، ثم أكلتها بنهم ربيعي
وتلك اللحظة التي اكتشفت فيها أن هناك عصفورا يسكن حنجرتي
لتهزمني بعدها جميع الأغنيات
وأتذكر ...
ضحكة أمي الحادة جداً
الضحكة التي يَتبعُها دائماً عبارة (الله يكفينا شر هالضحكات)
....
واليقين الذي يهطل بغزارة الآن فوق قلبي الرطب،
سأتذكره أيضاً
......
أستوعب جيداً ماسوف يأتي من ألم
أنا لست مستعدة...
لكنني هادئة على غير العادة
الشيء الوحيد الذي أرفضه الآن هو الاعتماد على قوتي
فكل الأشياء تحولت إلى طين
الصلابة التي كنت أفتخر بها تهشّمت
رغم الهدوء
وانسياب الحزن من أمامي كما لو أنه نسمات عابرة
أنا أرتجف
.......
الحنين
أستطيع إبعاده
آه كم أمقت هذا التكرار
فنجان القهوة البلاستيكي الممل
أروقة المشفى الباردة
الستائر البيضاء الباهتة
المصعد الضيق
الأسرّة المعدنية
الأنفاس المعقمة بالترقّب
الألم
الكثير من الألم
والانتظار المرتمي بكل ثقله فوق كتفي
فوق يأسي.
*منى محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق