اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

مجانين اليان ...* وليد.ع.العايش

⏪⏬
حمل اليان سلاحه ، بندقية أصابها الخَرفْ ، شريط من الرصاص ، رمانة يدوية هجومية ، مَطَرةُ ماء ، كيس بلاستيكي صغير فيه
بعض الطعام والشراب رُبّما أُصيبا ببعض العَفنِ , فقد مضى زمن ليس بالهين وهما في رُدهة الكيس المُهترئ ، ومالبث أن اِلتحقَ بالرتل المُغادر للموقع القريب من تلّةٍ شمطاء كعجوزٍ تسعينية .
كان شاباً في مُقتبل العمر ، طويلُ القامة ، أشقرُ الشعر ، أزرقُ العينان ، رقيقُ الشفتان ، خفيفُ الوزن ، ومع ذلك كانَ قوي البُنية ، اِشتهرَ بين رفاقه بِدقّةِ التسديد وإصابة الهدف .
هو من قرية بعيدة ، لم يعد يدري بأيِّ اتجاهٍ هي الآن ، تركَ هُناك والدته وشقيقته ذات التسعة أعوام ، أما والدهُ فقدْ مضى إلى حيث اللاعودة ... ذات يوم شتويٍّ قصَّ عليهم أحد رفاقه بأنّهُ قُتِلَ قُرْبَ نهر ( النيل ) بشكلٍ بَشعْ ، كان اليان وقتها في عامهِ الخامس عشر ، اِلتقفَ الكلمات وكأنّها مِطرقة دَقَّتْ رأسهُ بقسوة : ( سوفَ أنتقمُ لكَ يا أبي ) قالَ مُحدِّثاً نفسه ...
حثَّ خطواته المُتثاقلة خلف الرتل ، صرخ الرقيبُ : ( هيا ... هيا أيّها الجندي , يبدو بأنّكَ مُتعَب ... يجب أن نصلَ قبل الغروبْ ) ... رَمقهُ الشابُ بنظرةٍ ساخرة !!! لمْ يُعجبهُ كلامه , لكنّهُ اِنصاعَ للأمر ، فهنا ليس هناك مجالاً للتردد , وإلاّ فإنَّ طلقة واحدة تكفي للذهاب إلى الجحيم ...
المطرُ لم يتوقف في ذلك اليوم ، البوط العسكري يغوصُ في الوحل ، الأقدامُ تلتصقُ بالأرض ثُمَّ تنسلُّ بصعوبةٍ بالغةْ ، لاحتْ الشمسُ بشكلٍ خاطفٍ من خلف الغيوم السوداء ، شعرَ اليان بشيءٍ من الدفءِ ، وتابع مسيره كما خروفٍ يلاحقُ القطيع ، المشي هو السبيلُ الوحيد في هذا الجوّ البارد للتخلص مِنَ الصقيع ، تحوّلَ المطرُ إلى ندْفٍ مِنَ الثلج ، في ذات اللحظة زَعقتْ أصواتُ البنادق , علا أزيزُ الرصاص : ( اختبئؤا ... إنَّهُ كمين ... اسرعوا ) ، تبعثرَ الجنود بينَ الأشجار المُتراصة على جنبات الطريق , وفي حُفر هنا وهناك ، شاهدَ اليان أحدَ رفاقه يسقطُ كعصفورٍ قريباً منهُ ، لقدْ أصابتهُ رصاصة خرقاء في رأسه ، لا وقت أكثرَ للتفكير ، زحف على بطنهِ صوبَ حُفرةٍ مليئة بالمياه ، اِلتصقَ بها كما كان يفعلُ منذُ سنوات عندما يَحِنُّ إلى حُضنِ أُمّهْ ...
ساعة أو أكثر مرّتْ بطيئةً كالسلحفاة ، تسمَّرَ في مكانهِ من شدّةِ البردْ والخوف : ( هل سأموت أنا أيضا ) ... بعد أن توقف تنفس الرصاص لم يُشاهد أيّاً من رفاقه ، لقد بقي وحيداً هنا , مما زادَ من حُفنةِ الخوف المتجمهرة في قلبه ... : ( أين ذهب الجميع ... ماذا سأفعلُ الآن ) ، حاول أن يتبعَ خطوات الرتل لكنَّ أثار الأقدام تاهتْ تحتَ نُدَفِ الثلج ، سلكَ طريقاً فرعياً – فربما يكون العدو مازال متربصا في هذا الطريق ينتظر فلول الرتل - ولعلّهُ يجدُ فيه رفيقاً من رفاقه ، مائة متر أو أقل كانت كافيةً ليتعثرَ بِجثّةٍ زرقاء اللون ، لم يخَفْ منها ، فقد اعتادَ على هذا المنظر المُفزع ، جلس بالقرب من الجُثّة ، كانت لأحد رفاقهِ في الرتل ، تحسسَها من جوانبها المُختلفة ، لم يكن فيها أية آثار لرصاصةٍ أو طعنةْ ، ثغرها يرسم ابتسامة باردة ( لابدّ أنَّ جِينانْ ماتَ منَ البردِ والجوع ) , ردّدَ كلماته بصوتٍ مُرتعشٍ مسموع ...
فتّشَ في جيوبِ رفيقه ، عثرَ فيها على ورقة وقلم ، وفي الجيب الآخر وجدَ رسالة كتبها جينان إلى أخيهِ على الطرفِ الآخر منَ الجبهة ، قرأ الرسالة عدّةَ مرات ، انهمرَ الدمع من عينيه ، كان يُسابِقُ المطرَ الآتي من السماء ...
رمى بسلاحهِ جانباً ، شرب بعض الماء ، ثُمّ أمسك بالورقة والقلم وبدأ يكتبُ رسالةً إلى أُمّه ، ولم ينسَ شقيقته هُناك في القرية : ( أُتراهما ما تزالا على قيدِ الحياة ) لقد مرّت سنة ونصف الأخرى دون أن يعلم عنهما أيّ شيء ... شرَح لهنَّ حاله ، وكيفَ يُقاتلُ على هذه الأرض التي لا يعرف حتى اسمها، ختَمَ الرسالة بعبارةٍ كتبها بخطٍّ عريض : ( لماذا أنا هُنا ... من أجلِ مَنْ أُقاتل ... لِمَ سأموت ... لِمَ ماتَ الكثير من رفاقي ... هم يعيشونَ هناك في القصور ونحنُ نموتُ دونَ أن ندري ما السبب ... ) ... وقّعَ رسالتهُ ثُمّ طواها أكثرَ من مرّة : ( كيف سأرسلها ؟؟؟ )...
عصفتْ برأسهِ الصغير فكرة ما ، ترك كل شيء كان يحملهُ سوى كيس الطعام والشراب ، اِنطلقَ نحو جبل يُطلُّ برأسهِ من بعيدْ ، آهٍ ... قبلَ ذلك دسَّ الرسالة في جيبهِ الأيمن ...
( لابد أن أرى من قمّة هذا الجبل طريقاً يؤدي إلى قرية أو مدينة قبل حلول الظلام ) ...
ثلاثةُ أسابيع مضتْ منذُ تلكَ اللحظة ، رائحةُ الحرب التي حصدتْ ملايين الرؤوس لم تتوقف , بل كانت تزداد اشتعالاً وتحصد مزيداً من الأرواح التي لم يعد لها مكان على هذه الأرض , حكاياها تنتشر عبر الراديوهات الكبيرة الحجم , رائحة الدم طغتْ على مياه البحار ...
كانت الأمّ منشغلة بطهي طعام الغداء ، الكلب الصغير يقفزُ مُسرعاً ، فتحتْ الأمّ الباب ، كان اليان المُوحِلُ الوجه يقفُ هناك , اندفعت نحوه كسيلٍ آتٍ من علوٍّ شاهق , لكنه أبعدها بكلتها يديه قبل أن تصِلَهُ : ( إنّهمْ مجانين يا أماهْ ... كل مَنْ ماتوا مجانينْ ) نظر إلى قبر أبيه القريب من شجرة بلوطٍ كادت أن تبلغ المئة سنة : ( حتى أبي ... حتى أبي يا أماه ... مجنون مثلهم ... ) ...

*وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...