⏫⏬
على سعة هذا الكون وآفاقه الرحبة ، تجد كل الكائنات فيه تتحرك بعناية الرحمن وبمشيئة القدر ،فقد تتسع أبواب الحياة في وجهك
وتُولد وفي فمك ملعقة من ذهب ،وقد تضيق بك الحياة ويضيق الكون في ملامحك، فيُقطب الزمان جبينه أمامك ،ويغضب العمر منك ،فتشعر بأن العالم يعيش كيانه، أما كيانك فمتوقف على دهاليز عدة.
لم يُعرف منها إلا المتاهة ،فتبحث متنقلاً من باب إلى باب لتجد منفذًا للحياة، فتسعى جاهدًا لكن في أول باب تطرقه تجتاحك أمواج عاتية؛ فتشُلُ من حركتك ،وتُعيقُ تقدمك ،لكنك تستمر و تواصل البحث من جديد وبكل تصميم ، فتُفكر بفتح باب آخر ولكن الهدوء القاتل حوله ؛يُرعِبُك ويُؤخِر من تقدمك وبين التردد والحيرة ،والمدّ والجزر في الأفكار تحسم قرارك بالخوض؛ لتعرف ماوراء التلال،فتدخل أُولى خطواتك مترددًا لتجد الصمت والهدوء يُخيمان على المكان، فتستمر بالخوض وأنت متأهب للصدمات ،فلقد أعتدت على ذلك، وما أن تستحوذ تلك الأفكار عليك، حتى ترى ظلامًا يحجب ضوء الشمس رويدًا رويدًا، وبيدد موجة الخوف من جديد في قلبك ،فخفتَ أن تنظر لأعالي السماء لتعرف ماهيتها وتندم ،ولكن مافعلته قدماك كان أشدُّ دهاءً من أفكارك فسابقتِ الرياح في سرعتها فخرجتَ لاهثًا من جديد تلعن وتشتم حظك ،فمادامت حياتك متاهات فعليك الخوض في جميع أبوابها، لتجد بابًا للنجاة والراحة الأبدية .
وجلست لترتاح من تعب أصابك بعد سباق قدماك مع الرياح هربًا من واقع كان لامحال ،وما إن عادت أنفاسك الشاهقة لطبيعتها، وعادت ملامح الأمل تستقر في صدرك ،حتى عقدتَ العزم ثانية على المتابعة فليس الحل في الجلوس أمام الأبواب ،فالعمر يمضي والوقت يُشارف على النفاذ ،فأسرعت بكل عزم وأنتَ تدعو الله بأن ينجيك من عقبتك تلك، وتوجهتَ قُربَ الباب الثالث حتى تسمّرت في مكانك، حينما سمعت صوت ريح صرصر عاتية ،فمن صوتها أثارت الرعب في قلبك ،وحينما نظرت من ثقب الباب و جدت رمالاً كثيفة تتطاير في الهوا تتمثل في وحش ٍ كاسر يستعدُّ للانقضاض عليك فهربتَ مسرعًا إلى رابعها لعله الأفضل من سابق عهده ،فأخذتَ تطرق حواسك لتستشعر المكان قبل الدخول فيه، حتى عرفت بأنه باب تتأجج فيه صوت البراكين لتأكل كل ماتراه أمامها ، فمن شدتها كدتَ أن تحرق وجهك، حينما قاربت من الباب، فاستعذت بالله منها وطلبت العفو والرحمة من الله وبدأت بالابتعاد وفي قرارة نفسك تقول: بقي بابان وينتهي المشوار فإما الموت بشجاعة أو العيش حرًا طليقًا كالطيور ، وتوجهتَ إلى خامس الأبواب وكان أغربها وذلك بسبب انبعاث أصوات شتى جميلة منه ،فهناك صوت لتغريد العصافيرمع هديل الحمام، وصوت معزوفة موسيقية، فاقتربتَ لتدخلَ من الباب ،وفي قلبك أمل أن يكون هذا الباب هو الباب الصائب ،فعزمت َ الدخول ودخلتَ وأنت تتعجب ُمن نفسك فمع جمال تلك الأصوات إلا أن آذانك بدأت تستشعر الراحة وأخذت بالتجول لكن النعاس غلبك في منتصف الطريق فنمتَ على قارعة الشارع ، فأنت لم تعرف كم قاسيتَ حتى وصلتَ إلى الاطمئنان، وكم من الليالي بقيتَ قلقًا طوال الليل، فهرب من عينيك النعاس، فأرهقتَ جسدك ،ودمرته بتفكيرك،وأخيرًا جاء الوقت الذي ترتاح فيه، فنمتَ ولم تدرك كم نمت ولكن صوتًا من بعيد كألحان الموسيقى العذبة التي يودّ الانسان الاستماع إليها دومًا لتريح أعصابه، قد بدأت موسيقاها تترنم في المكان قائلة :مرحبًا يا فتى لابدّ وأنك متعب ،ماالذي أتى بك هنا ؟ وماذا تفعل ؟.....
سأخبرك أمرًا أخبرني لاحقًا والآن ما رأيك أن تتناول طعامك وترتاح؟ فاستيقظتَ وأنت تعبثُ بعينيك من شدة النعاس ، فكلما شارفت على فتحهما أُغلِقا مرة أخرى من شدة النعاس، لكن ما إن رأت عينيك ملامح بدر قد تصورت في هيئة بشر، ملاكًا تشع منه النور، ما عاد للنوم مكانًا فوافقت وذهبت معها،فأعدت لك الطعام وأخبرتهاقصتك علّ الذي مضى يختفي وتتبتسم لك الحياة، فمنذ رأيتَها والتفاؤل شقَّ طريقه إليك، فلاحظت هي ذلك وضحِكت قائلة :منذ اللحظة كل ما مضى مات واليوم هو حاضرك، فانسى ما حصل وتعال معي، لتتعرف المكان فوافقتَ وبدأت تستمع بجمال المكان ،فمن سهول شاسعة مليئة بالخضار والفواكه ،إلى تلال عالية ترسم وجه الشمس بين ظلالها ، إلى صعود جبال شاهقة ونزول تلالها ، فلقد كانت ذي طبيعة خلابة ، فارتسمت في ذهنك مكان الإقامة فكان خيارك سهول قريبة من الشاطئ وليست ببعيدة عن الباب فأخذت تُناور لتقطن في المكان ،وبدأت تؤسس لنفسك عالمًا،وترسم مستقبلاً، وما أن كدتَ تنتهي من أحلامك حتى غلبك النعاس، فنمتَ ولأول مرة تحلم بغد أفضل وجميل،ولكن هيهات أن تبتعد زخرفات الخوف عنك ،وزعزعة النفس لديك، والتردد عندك فاعتادت عيناك نوم الغزلان فتنام حرصًامفتوح العينين ، وكان ذلك من حسن حظك .
عندما جاء ذلك الصوت الأنثوي الناعم يقترب غير مدرك إن كنت نائمًا أو متيقظًا، لأنك غرقتَ في النوم ،وبعد أن تأكد من نومك بدأت تستمع لهمهمات في صوته قرب أذنك أيها المعتدي بتَّ تسرق جزءًا من حياتي، وتقطن فيها، بعد أن كانت لي وحدي ،بل واختلقت الأكاذيب فالحياة في تلك الأبواب سعيدة ،بعيدة كل البعد عن ما وصفت، لهذا سأجعل من دمك شرابًا لعزف سيمفونية الخلاص منك .
وأمسكت الخوصة بيدها تودُّ طعن قلبك فتحركت قليلاً فجاء موضع الخوصة بعيدًا عن قلبك، في كتفك ،لكن سُرعان ما نزل منك الدم بشراهة ،فأخذتَ بالهرب وهي تتبعك قائلة :لقد دمرتَ نظامي، وقتلتَ صمتي ،وذبحتَ أملي، فسأقتلك ،وأتعهد بذلك إن رأيتَك قريبًا من هنا ، ولحُسنِ حظّك بأنك خرجت من الباب قبل ان تُمسك بك ،فأخذت تتوعد وتتهدد إن عُدتَ مرة أخرى بشرب دماءك .
فعُدتَ أدراجك بعيداً عنهاتُداوي جراحك، وأنت تدعوالله بأن يرأف بحالك، ويُسّخر لك نهاية سعيدة فعاد صراع الأفكار ما بين كنت تظن وكنت تظن وخاب ظنك، وما بين حظك العاثر الذي سيقضي عليك وبين أملك بالفرج الحاصل فدفعتَ الباب الأخيربقوة لتفتحه، وكلك أمل بالله وبنصره على ما فات ، فإذ بنسمات هواء عليلة تُعيد للحياة مجراها ،ورائحة المكان تعبق مسكًا ،وتنادي الطيور عليك لتستلم مكانك الخالي الذي لطالما انتظرك ،حينها فقط أدركتَ أن كل مافات كان عوائق وضغوطات الحياة ومشاكلها ،التي تعطي للحياة نكهتها ،فلو كانت حياتك رغيدة من البداية ،لما شعرت بتلك السعادة التي شعرتَ بها ،بعدما قاسيتَ فحمدتَ الله كثيرًا وبقيت تلك الذكريات طيفًا يُضفي سعادة فوق راحتك .
*مرام عبد الغني
على سعة هذا الكون وآفاقه الرحبة ، تجد كل الكائنات فيه تتحرك بعناية الرحمن وبمشيئة القدر ،فقد تتسع أبواب الحياة في وجهك
وتُولد وفي فمك ملعقة من ذهب ،وقد تضيق بك الحياة ويضيق الكون في ملامحك، فيُقطب الزمان جبينه أمامك ،ويغضب العمر منك ،فتشعر بأن العالم يعيش كيانه، أما كيانك فمتوقف على دهاليز عدة.
لم يُعرف منها إلا المتاهة ،فتبحث متنقلاً من باب إلى باب لتجد منفذًا للحياة، فتسعى جاهدًا لكن في أول باب تطرقه تجتاحك أمواج عاتية؛ فتشُلُ من حركتك ،وتُعيقُ تقدمك ،لكنك تستمر و تواصل البحث من جديد وبكل تصميم ، فتُفكر بفتح باب آخر ولكن الهدوء القاتل حوله ؛يُرعِبُك ويُؤخِر من تقدمك وبين التردد والحيرة ،والمدّ والجزر في الأفكار تحسم قرارك بالخوض؛ لتعرف ماوراء التلال،فتدخل أُولى خطواتك مترددًا لتجد الصمت والهدوء يُخيمان على المكان، فتستمر بالخوض وأنت متأهب للصدمات ،فلقد أعتدت على ذلك، وما أن تستحوذ تلك الأفكار عليك، حتى ترى ظلامًا يحجب ضوء الشمس رويدًا رويدًا، وبيدد موجة الخوف من جديد في قلبك ،فخفتَ أن تنظر لأعالي السماء لتعرف ماهيتها وتندم ،ولكن مافعلته قدماك كان أشدُّ دهاءً من أفكارك فسابقتِ الرياح في سرعتها فخرجتَ لاهثًا من جديد تلعن وتشتم حظك ،فمادامت حياتك متاهات فعليك الخوض في جميع أبوابها، لتجد بابًا للنجاة والراحة الأبدية .
وجلست لترتاح من تعب أصابك بعد سباق قدماك مع الرياح هربًا من واقع كان لامحال ،وما إن عادت أنفاسك الشاهقة لطبيعتها، وعادت ملامح الأمل تستقر في صدرك ،حتى عقدتَ العزم ثانية على المتابعة فليس الحل في الجلوس أمام الأبواب ،فالعمر يمضي والوقت يُشارف على النفاذ ،فأسرعت بكل عزم وأنتَ تدعو الله بأن ينجيك من عقبتك تلك، وتوجهتَ قُربَ الباب الثالث حتى تسمّرت في مكانك، حينما سمعت صوت ريح صرصر عاتية ،فمن صوتها أثارت الرعب في قلبك ،وحينما نظرت من ثقب الباب و جدت رمالاً كثيفة تتطاير في الهوا تتمثل في وحش ٍ كاسر يستعدُّ للانقضاض عليك فهربتَ مسرعًا إلى رابعها لعله الأفضل من سابق عهده ،فأخذتَ تطرق حواسك لتستشعر المكان قبل الدخول فيه، حتى عرفت بأنه باب تتأجج فيه صوت البراكين لتأكل كل ماتراه أمامها ، فمن شدتها كدتَ أن تحرق وجهك، حينما قاربت من الباب، فاستعذت بالله منها وطلبت العفو والرحمة من الله وبدأت بالابتعاد وفي قرارة نفسك تقول: بقي بابان وينتهي المشوار فإما الموت بشجاعة أو العيش حرًا طليقًا كالطيور ، وتوجهتَ إلى خامس الأبواب وكان أغربها وذلك بسبب انبعاث أصوات شتى جميلة منه ،فهناك صوت لتغريد العصافيرمع هديل الحمام، وصوت معزوفة موسيقية، فاقتربتَ لتدخلَ من الباب ،وفي قلبك أمل أن يكون هذا الباب هو الباب الصائب ،فعزمت َ الدخول ودخلتَ وأنت تتعجب ُمن نفسك فمع جمال تلك الأصوات إلا أن آذانك بدأت تستشعر الراحة وأخذت بالتجول لكن النعاس غلبك في منتصف الطريق فنمتَ على قارعة الشارع ، فأنت لم تعرف كم قاسيتَ حتى وصلتَ إلى الاطمئنان، وكم من الليالي بقيتَ قلقًا طوال الليل، فهرب من عينيك النعاس، فأرهقتَ جسدك ،ودمرته بتفكيرك،وأخيرًا جاء الوقت الذي ترتاح فيه، فنمتَ ولم تدرك كم نمت ولكن صوتًا من بعيد كألحان الموسيقى العذبة التي يودّ الانسان الاستماع إليها دومًا لتريح أعصابه، قد بدأت موسيقاها تترنم في المكان قائلة :مرحبًا يا فتى لابدّ وأنك متعب ،ماالذي أتى بك هنا ؟ وماذا تفعل ؟.....
سأخبرك أمرًا أخبرني لاحقًا والآن ما رأيك أن تتناول طعامك وترتاح؟ فاستيقظتَ وأنت تعبثُ بعينيك من شدة النعاس ، فكلما شارفت على فتحهما أُغلِقا مرة أخرى من شدة النعاس، لكن ما إن رأت عينيك ملامح بدر قد تصورت في هيئة بشر، ملاكًا تشع منه النور، ما عاد للنوم مكانًا فوافقت وذهبت معها،فأعدت لك الطعام وأخبرتهاقصتك علّ الذي مضى يختفي وتتبتسم لك الحياة، فمنذ رأيتَها والتفاؤل شقَّ طريقه إليك، فلاحظت هي ذلك وضحِكت قائلة :منذ اللحظة كل ما مضى مات واليوم هو حاضرك، فانسى ما حصل وتعال معي، لتتعرف المكان فوافقتَ وبدأت تستمع بجمال المكان ،فمن سهول شاسعة مليئة بالخضار والفواكه ،إلى تلال عالية ترسم وجه الشمس بين ظلالها ، إلى صعود جبال شاهقة ونزول تلالها ، فلقد كانت ذي طبيعة خلابة ، فارتسمت في ذهنك مكان الإقامة فكان خيارك سهول قريبة من الشاطئ وليست ببعيدة عن الباب فأخذت تُناور لتقطن في المكان ،وبدأت تؤسس لنفسك عالمًا،وترسم مستقبلاً، وما أن كدتَ تنتهي من أحلامك حتى غلبك النعاس، فنمتَ ولأول مرة تحلم بغد أفضل وجميل،ولكن هيهات أن تبتعد زخرفات الخوف عنك ،وزعزعة النفس لديك، والتردد عندك فاعتادت عيناك نوم الغزلان فتنام حرصًامفتوح العينين ، وكان ذلك من حسن حظك .
عندما جاء ذلك الصوت الأنثوي الناعم يقترب غير مدرك إن كنت نائمًا أو متيقظًا، لأنك غرقتَ في النوم ،وبعد أن تأكد من نومك بدأت تستمع لهمهمات في صوته قرب أذنك أيها المعتدي بتَّ تسرق جزءًا من حياتي، وتقطن فيها، بعد أن كانت لي وحدي ،بل واختلقت الأكاذيب فالحياة في تلك الأبواب سعيدة ،بعيدة كل البعد عن ما وصفت، لهذا سأجعل من دمك شرابًا لعزف سيمفونية الخلاص منك .
وأمسكت الخوصة بيدها تودُّ طعن قلبك فتحركت قليلاً فجاء موضع الخوصة بعيدًا عن قلبك، في كتفك ،لكن سُرعان ما نزل منك الدم بشراهة ،فأخذتَ بالهرب وهي تتبعك قائلة :لقد دمرتَ نظامي، وقتلتَ صمتي ،وذبحتَ أملي، فسأقتلك ،وأتعهد بذلك إن رأيتَك قريبًا من هنا ، ولحُسنِ حظّك بأنك خرجت من الباب قبل ان تُمسك بك ،فأخذت تتوعد وتتهدد إن عُدتَ مرة أخرى بشرب دماءك .
فعُدتَ أدراجك بعيداً عنهاتُداوي جراحك، وأنت تدعوالله بأن يرأف بحالك، ويُسّخر لك نهاية سعيدة فعاد صراع الأفكار ما بين كنت تظن وكنت تظن وخاب ظنك، وما بين حظك العاثر الذي سيقضي عليك وبين أملك بالفرج الحاصل فدفعتَ الباب الأخيربقوة لتفتحه، وكلك أمل بالله وبنصره على ما فات ، فإذ بنسمات هواء عليلة تُعيد للحياة مجراها ،ورائحة المكان تعبق مسكًا ،وتنادي الطيور عليك لتستلم مكانك الخالي الذي لطالما انتظرك ،حينها فقط أدركتَ أن كل مافات كان عوائق وضغوطات الحياة ومشاكلها ،التي تعطي للحياة نكهتها ،فلو كانت حياتك رغيدة من البداية ،لما شعرت بتلك السعادة التي شعرتَ بها ،بعدما قاسيتَ فحمدتَ الله كثيرًا وبقيت تلك الذكريات طيفًا يُضفي سعادة فوق راحتك .
*مرام عبد الغني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق