⏫⏬
غَلْقُ النَّوَافِذِ يَا لَيْلَايَ فِي الدَّارِ = يُؤَجِّجُ الْحُبَّ فِي عَمْدٍ وَإِصْرَارِحَبِيبَتِي لَا تَخَافِي مِنْ تَفَرُّقِنَا = وَلَا تَخَافِي الْهَوَى فِي وَقْتِ إِبْكَارِ
إِنَّ التَّنَفُسَّ لَنْ يُقْصِيكِ عَنْ خَلَدِي = فَأَنْتِ نَبْعُ الْهَوَى مِنْ خَيْرِ تَيَّارِي
إِنِّي أُحِبُّكِ أَنْتِ الحُبُّ مِنْ زَمَنٍ =قَدْ جِئْتُ فِيهِ إِلَى الدُّنْيَا بِأَوْتَارِي
شَذَايَ أَنْتِ وَأَشْعَارِي وَتَجْرِبَتِي = حَبِيبَتِي يَا مَلَاكاً زَانَ قَيْثَارِي
أَرْنُو لِشَعْرِكِ يُسْبِينِي أُمَلِّسُهُ = وَأَخْطَفُ الْقُبْلَةَ اللَّهْفَى بِأَشْعَارِي
تَكَحَّلِي لِي أُحِبُّ الْكُحْلَ مُنْتَعِشاً = عَلَى رُمُوشِكِ عِنْدَ اللَّيْلِ يَا نَارِي
وَالرَّاسِخُونَ بِفَضْلٍ مِنْ سَنَا الْبَارِي = فِي الْحُبِّ جَادُوا بِلَا بُخْلٍ وَإِقْتَارِ
اَلْعَارِفُونَ أَنِينَ الشَّوْقِ مُنْسَجِماً = وَفِي دُجَى اللَّيْلِ يَشْكُو مِثْلَ إِعْصَارِ
فِي نَهْنَهَاتِ الْهَوَى إِيقَاعُ كَوْكَبِهِمْ = يَسْرِي بِهِ الْحُبُّ فِي رَعْدٍ وَأَمْطَارِ
اَلْقَابِضُونَ بِإِعْزَازٍ وتَكْبِرَةٍ = عَلَى جِمَارِ حَنِينٍ عَاشَ فِي الْغارِ
عَرِّجْ بِنَا يَا بُرَاقَ الْعِزِّ فِي شَغَفٍ = نَلْمَحْ هَوَاهُمْ بِتَسْبِيحٍ وَإِكْبَارِ
أَهْلُ الْهَوَى عُذِّبُوا لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا = لِمَنْفَذٍ لِجِنَانِ الْعِشْقِ مَوَّارِ
جَابُوا سَمَاءَ الْهَوَى وَاسْتَمْتَعُوا زُمَراً = بِكَاسِ خَمْرٍ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مِعْطَارِ
مَالِي أَرَى الْحُزْنَ يَشْدُو فَوْقَ قَيْثَارِي = وَالْكَوْنُ يَرْقُصُ فِي عُجْبٍ وَإِبْهَارِ ؟!!!
مَا لِلْحَيَاةِ تَسِيرُ الْيَوْمَ ضَاحِكَةً = وَلَمْ تُنَكِّسْ بُنُودَ اللَّهْوِ فِي الصَّارِي ؟!!!
وَكَيْفَ لِلْأَرْضِ دَارَتْ مِثْلَ عَادَتِهَا = لَمْ تَكْتَرِثْ بِضَيَاعِ الْحِبِّ وَالْجَارِ ؟!!!
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ مِنْ أَحْلَى مَشَارِقِهَا = مِنَ الْمَغَارِبِ بَاتَتْ فِي دُجَى السَّارِي ؟!!!
وَقَدْ تَنَاغَمَ نَايُ الصَّبِّ فِي قَمَرٍ = يُزَيِّنُ اللَّيْلَ فِي إِيقَاعِ إِبْشَارِ
أَمَّا النُّجُومُ بِلَا قَصْدٍ تُدَاعِبُنَا = وَنُورُهَا بَيْنَ أَشْمَاسٍ وَأَقْمَارِي
تِلْكَ الطُّيُورُ تُغَنِّي فَوْقَ دَوْحَتِهَا = كَكُلِّ يَوْمٍ بِإِيسَارٍ وَإِعْسَارِ
لَمْ يَتَوَقَّفْ مِسِيرُ الْكَوْنِ مُرْتَجِزاً = بَيْتَ الرِّثَاءِ بِتَأْبِينٍ وَإِشْهَارِ
فَلَا تَخَيَّلْ أَزِيزَ الْحُزْنِ فِي كَبِدِي = إِذْ مَا رَحَلْتَ حَبِيبِي بَعْدَ أَسْفَارِ
وَلَمْ تُوَلِّ حَيَاةُ الْكَوْنِ فِي أَسَفٍ = وَلَمْ تَزُلْ يَا حَيَاتِي بَعْدَ إِدْبَارِ
مَعِي أُحِبُّكِ فِي جَهْرِي وَإِسْرَارِي = أُحِبُّ فِطْرَةَ مَنْ يَهْفُو لِأَخْبَارِي
أَنْتِ النَّسَائِمُ فِي قَلْبِي أُعَلِّقُهَا = حِرْزاً وَحِفْظاً فَطُوبَى لِلهَوَى الْجَارِي
قَلْبِي يُحِبُّكِ يَا مَجْنُونَتِي أَبَداً = وَلَوْ تَهَيَّتْ لِقَلْبِي نِسْوَةُ الزَّارِ
عَبِيطَةَ الْحُبِّ تِيهِي فِي شَذَا كَلِمِي = وَاسْتَنْشِقِي الْحُبَّ مِنْ بُسْتَانِ أَعْطَارِي
سَذَاجَةُ الحُبِّ فِي عَيْنَيْكِ تَجْذِبُنِي = حَتَّى أَضُمَّكِ فِي أَلْحَاظِ مِنْظَارِي
عَيْنَاكِ رِمْشَاكِ خَدُّ الْبَحْرِ أَقْطِفُهُ = وَفُوكِ أَحْلَى بِقُبْلَاتِي وَأَسْمَارِي
جَفْنَاكِ قَدْ عَلَّمَانِي الْحُبَّ فِي وَلَهٍ = أَنَا المُتَيَّمُ يَا شَهْدِي وَأَنْهَارِي
كَأَنَّمَا الْكَوْنُ مَوْلُودٌ بِآذَارِ = وَيَشْرَبُ الْغَيْثَ غَضّاً بَعْدَ إِجْفَارِ
حَبَّاتُ غَيْثٍ تُثِيرُ الدِّفْءَ فِي جَسَدِي = تُثْرِي الْحَيَاةِ مَعَ اسْتِغْفَارِ أَسْحَارِ
سُورِيَّةُ الْمَجْدِ مَرْسُومٌ عَلَى خَلَدِي = أَنَّ الْحَيَاةَ نُبُوءَاتٌ لِثُوَّارِ
فَاصْدَعْ بِمَا سَنَّهُ الْبَارِي لَنَا بِيَدٍ = أَثْنَتْ عَلَى الْمُلْكِ فِي تَلْمِيسِ شُطَّارِ
جَابُوا الْحَيَاةَ عَلَى اسْتِبْطَاءِ خُطْوَتِهَا = بِمَا يُسَمُّونَهُ نَصْراً لِأَحْرَارِ
سُورِيَّتِي فَدَعِينِي أَرْتَشِفْ نَفَساً = يُعَبِّئُ الْكُلَّ فِي أَعْقَابِ إِقْصَارِ
فَوَحِّدِي الْخَطْوَ فِي مُسْتَقْبَلٍ أَرِبٍ = يُنْجِي الْجَمِيعَ مَعَ اسْتِبْسَالِ طَيَّارِ
بَدْرٌ أَطَلَّ عَلَى رُوحِي فَسَكَّنَهَا = تَشَبَّسَتْ فِي الْمُنَى مِنْ غَيْرِ إِعْذَارِ
عَلَى الْحَنَايَا تَجَلَّى فِي رَوَائِعِهِ = مُغَلْغِلاً وَاثِقاً يُدْلِي بِإِنْذَارِي
وَبَاحِثاً فِي حَنَايَايَا يُقَلِّبُنِي = فَارْتَحْتُ مِنْ حِضْنِهِ فِي ثَوْبِيَ الْعَارِي
أَوْمَأْتُ فِي وَجْهِهِ فَانْجَابَ عَنْ قَمَرٍ = أَنْوَارُهُ غَلْغَلَتْ فِي الْمَوْكِبِ الْقَارِي
فِي وَجْهِهِ الْمَاسُ يُنْبِي عَنْ أَصَالَتِهِ = وَفِي الْمَعَادِنِ إِنْبَاءٌ بِإِكْثَارِ
أَنِ اقْتَرِبْ وَشْوَشَاتُ الْقَلْبِ تَعْرِفُنِي = فَاقْطِفْ مِنَ الْحُسْنِ مَمْزُوجاً بِآثَارِي
يَا فَارِساً قَدْ أَثَارَ النَّقْعَ فِي وَسَطِي = اُعْبُرْ عَلَى الْيَخْتْ مَبْهُوراً بِآظَارِ
مُدِّي يَدَيْكِ إِلَى آهَاتِ سَحَّارِ = وَاسْتَبْشِرِي نِعْمَةً مِنْ مَدِّهَا الْهَارِي
قَدْ كُنْتِ حُلْماً بِحَاءِ الْحُلْمِ سَيِّدَتِي = تَحَقَّقَ الْحُلْمُ فِي حِفْنَاتِ أَوْزَارِ
لَكِنَّهَا سُلَّمٌ فِي جَنَّةٍ خَلُصَتْ = لِلْعَارِفِينَ بِإِسْكَانٍ وَإِهْجَارِ
إِنْ جِئْتِنِي فِي فِنَاءِ الدَّارِ مُوجَدَةً = أَمْدُدْ يَدَيَّ إِلَى عِتْقِيَّةِ الدَّارِ
نُخَلِّصِ الْحَرْفَ مِنْ أَشْجَانِهِ أَبَداً = وَآخُذِ الثَّدْيَ فِي تَرْنِيمِ زُمَّارِي
مُدِّي يَدَيْكِ إِلَى الْمَوْعُودِ فِي فَرَحٍ = بِالْعَائِدِينَ عَلَى إِيقَاعِ جَرَّارِ
اَلْيََوْمَ أَنْتِ بِحِضْنِي فِي دُجَى سَمَرِي = تَسْتَدْفِئِينَ بِأَحْضَانِي وَجُمَّارِي
*محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق