اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

طلال سلمان: عز الدين المناصرة: " يتوهَّجُ كنعان " بين الخليل وبيروت

 طلال سلمان
 ⏬ طلال سلمان

اختلفت الأزمنة علينا، فافترقنا، وتباعدت المسافات ما بيننا، وغامت الأسماء وسط افتقاد العناوين، لا سيّما بالنسبة إلى المخلوق الفلسطيني، الذي يُراد له أن يكون خارج الزمان، وخارج المكان، إلاّ إذا صارت الأرض، (دار حرب).
-عز الدين المناصرة… ما زال للاسم رنينُه، وما زالت في الذاكرة بعض الملامح، والكثير من الأبيات، والمقاطع المتحدّرة من قصائده، التي حفظت بيروت، بعضها، أو تلك التي جاءت أصداؤها من دمشق، وعمّان، والجزائر، وكلها تأتينا بفلسطين، وتأخذنا إليها.

-شعَّ الاسم (عز الدين المناصرة) على الغلاف الذي تحتلُّ صدره لوحة الصنوبر، حارس البحر للفنّان مصطفى فَرُّوخ. وأما عنوان الديوان (يتوهَّج كنعان)، فهو جديد – قديم، لأنه عبارة عن (مختارات شعرية)، من مجلَّدي أعماله الشعرية، ومع أنّ بعض قصائده تنتمي زمنياً إلى النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى مطلع الألفية الجديدة، فقد وجدتُ فيه الكثير من ملامح الغد. و (بشيء من التسامح، يمكن أن يُعدَّ عز الدين المناصرة، رائداً من روّاد الحركة الشعرية الحديثة)، كما وصفه حارس الذائقة الشعرية العربية، (إحسان عباس، 1993). أو كما قال محمود شريح: (بعد نزار قباني، وأدونيس، جاء إلى بيروت، ثلاثة شعراء، كانوا يساهمون في تشكيل ملامح بيروت الشعرية في السبعينات هم: محمود درويش (العكّاوي)، وعز الدين المناصرة (الخليلي)، وسعدي يوسف (البصري)، ممّا ساهم في تحوّل جذري في خريطة الحداثة الشعريّة).
عز الدين المناصرة
عز الدين المناصرة
-وبشيء من التسامح، وجَّه عز الدين المناصرة إهداء ديوانه الجديد- القديم إلى (الصديق العتيق المُعتَّق)، فاتحاً أمامه، مرّةً أخرى، أبواب (سنوات النهوض)، التي كادت تكون ثورة، بشعر أقرب إلى (الحُداء)، مُتدرجاً عبر النزول المتسارع سقوطاً مع الزمن الفلسطيني إلى بكائيات، هي أقرب إلى (التحريض)، وليس الرثاء: ينهض (محمود درويش، وعز الدين المناصرة)، أمام أسوار عكّا، وجبال الخليل. فكلاهما أعطانا عبر فلسطين، ملحمة النضال العربي في هذا العصر. (والأخطر) أنّ كليهما، رسم لنا (طريق الغد)، يقول المناصرة:
(حين تكون الجُملةُ مخفيَّةْ / بدهاليز الفتنةِ، أو في قلب الريحْ/ وتكون الجملةُ ضوءاً يجهل زيتَ القنديلْ/ لا تشرحْ أسرار المنديلْ/ بل يكفي أنْ تتركَ شيئاً للقال وللقيلْ/ يكفي أنْ تترك للقارئِ، فَسْحةَ صمتٍ بيضاءْ/ من أجل التأويل). وما أكثر التأويلات، وما أحوج القارئ العربي إلى فسحة صمت بيضاء، بعدما ازدحمت فوق صدره الخيبات، التي التهمت الآمال العريضة، والتي كانت لا تلبث أن تجدد نفسها بدم الشهداء، فتزهر ربيعاً جديداً.
-(خليليٌّ حتى العظم، هو عز الدين المناصرة)، وهو لشدّة عشقه للخليل، يوزّعَها على كل شيء بفلسطين:
(مَنْ مُجيري إذا طاردوني، وكانت شعاراتُهم واحدةْ./ آخر الليل، حتماً تجيء الخليلُ إليَّ على شكل طفلٍ يُفجّرُ فيَّ شقاوته، وأنا ساهمٌ، والمقاهي هنا علَّمتني السَهَرْ./ صِحْتُ: إنَّ الخليل، رمادٌ، ترون، ولكنَّها عندما يبلغُ النهر أعلى الجبال، تكون الخليلُ رعوداً مُجلجلةً، ثمَّ برقا، تكون الخليل شَرَرْ). وفي مقطع آخر من قصيدة (القبائل): (قَدَمٌ في الريح وفي التابوت/ قَدَمٌ أخرى في بيروت/ قلبي في المنفى يا (باجسُ)، يخضرُّ قليلاً، ويموتْ).
-بيروت، بيروت، بيروت… المدينة التي توهمها (بعض الفلسطينيين) وطناً، لم تكن الوطن، قدَّمت نفسها معبراً، ولم تكن تريد، أو تهيئ نفسها لتكون (مقبرة)، لكن البريق مخادع، ووهم السلطة قاتلٌ للأوطان:
(يا هِلي، إنَّ بيروت في دمنا، إنْ سكنتُمْ بها/ قبِّلوا نحو باب الخليلْ… يا هِلي…/ شمِّلوا باتجاه بحار الجليلْ، يا هِلي، يا هِلي، يا هِلي).
-حتى (جفرا)، تستحضر بيروت، التي غدت تميمةً فلسطينية، يُعلّقها الشاعر في رقبتها، لعلّها تدرأ عنه (خطرها)، ثمَّ يقبّلها باشتهاءٍ، لأنه يتمنى أن تعود جفرا إلى وطنها، حتى لا يتخذ من بيروت، (وطناً بديلاً!!):
(منديلكِ في جيبي تذكار/ لم أرفع صاريةً إلاّ قلتُ: فِدى جفرا/ جفرا ظلَّت تبكي في الكرمل، ظلَّت تركض في بيروتْ/ وأبو الليل الأخضر من أجلِكِ يا جفرا/ يقذف من قهرٍ طلقته.. ويموتْ).
-عز الدين المناصرة، لم يكن في يوم من الأيام (شاعر سُلطة). كتب جورج ناصيف (جريدة السفير، 28/1/1981)، ما يلي: (الثورة، أملُنا… والسلطة الثورية، مأساتنا.. هذا التوقيع لعزالدين المناصرة، أستأذنه، لأضع توقيعي إلى جانب توقيعه، تماماً)، لكن قيادة الثورة الفلسطينية، لم تكن تقدر، ولم تكن تريد، ولعلّها لم تكن تستطيع أن ترفض (السلطة)، حتى لو وعت السلطة مقتلها وتابوت الأحلام:
(اذبحوا الخوف فينا، يُشرِّشُ، حتى يثور الذليلْ/ واركلوا جُثَّة الخوف في حُفرةٍ، وبلا أثرٍ، أو دليلْ/ خَرَسٌ وارفٌ كالنخيلْ/ من خليج المحيط/ من محيط الخليج/ بكاءٌ يزلزل أركانَ هذي البيوتْ/ نحاول مُلْكاً، وقد لا نموتْ/ بثوب السُموم الذي أرسلته لنا الرومْ/ خلفك رومٌ، حواليك رومٌ، وفي الماء رومْ/ وفي الشاي رومْ/ في الصحافةِ رومٌ، وفي كتب الجامعاتْ/ في أَسرَّةِ زوجاتنا والبيوتْ).
-أما حين وقعت جريمة اغتيال المبدع (ناجي العلي)، فقد تفجَّر غضب عز الدين المناصرة، واندفع يطارد (الريح السوداء)، التي قتلت فلسطين مرّة أخرى:
(رَجُلٌ من عنبٍ، قهوائيُّ السِحْنةِ، لا فرق إذا كان المطرُ الصيفيُّ، يحاصرنا بخليط الألوانْ/ رجلٌ يحمل أسئلةً، ويطوف بها فوق الأمواجْ: / خُذ سيفاً يا بوشكينْ، خُذ وتراً يا ناجي، خذ حِذْرك يا حلاّجْ./ رجلٌ من جسدٍ مهترئٍ مكسورْ، لكنْ ما طأطأ أبداً لهدير الاضواء/ أين إذنْ حنظلةُ، وكنعانْ: / الأوَّل قبرٌ في لندنَ، الأوَّل رسمٌ في صُحُفٍ، والقاتلُ أوَّلُ من يرثيه/ الثاني شعرٌ ممنوعٌ يركض في التيهْ/والثالث يشرب قهوته في البار، ويعنيهِ الأمرُ، ولا يعنيهْ./ يا كنعانيَّ الطوب الأحمر يا ناجي، وحدك عوسجةٌ ومديحْ/ يا سيف الدولة في تطوانْ/ يا شجر الدولة في وهرانْ/ مَنْ يوقف هذي الريح السوداءْ، مَنْ يشفطُ من قلبي هذا الشيحْ.).
-تتهاوى الحماسة تحت ضغوطات اجتياحات اليأس، ثمَّ لا تلبث أن تجدد نفسها بقرار واع: على الفلسطيني أن يستمر في المقاومة، وإلاّ انتهى: يقاتل العدوّ، يقاتل اليأس، يقاتل العالم، يقاتل ضدَّ نفسه أحياناً، لكنه، إن توقَّف عن القتال، خرج من فلسطين، ولم يعد:
(سنخترعُ البحرَ، ثمَّ نرشُّ البهار عليهِ، ونجلبُ من جبل الشام أقمار غوطتها، ومن القدس صخرتها، مِنْ ضلوعك، بيروت، رَوْشتكِ القرمزية، نَشْوي على الفحم، فوق التلال المحيطة، قلْبكَ يا بحرُ، أحجاركَ المرمريّة، ننشرها فوق حبل النهارْ/ جهِّز جوادَكَ للرعي في مرج ذاكرة الغيم قبل المساءْ/ كعاصفةٍ من صباح كروم اليقينْ/ بطيءٌ بريدُكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصل العاشقينْ.).
-عز الدين المناصرة، شكراً أنك ما زلت حيّاً، تقول فلسطين شعراً، وتغني (الخليل، وجفرا، وكنعان، وعكا، وبيت لحم، وأريحا والناصرة، والبحر الميّت)، وتواصل (المقاومة حتى الشهادة)، ونحن مثلك، نردّد:
(ما الذي سوف أُعطي لطفلة هذا الشهيدْ: ناشفٌ غَضَبي/ جارحٌ عَتَبي/ ناحلٌ قَصَبي/ فاردٌ حُجُبي/ غامضٌ طربي/ واضحٌ عجبي/ مُسْدلٌ كُتُبي/ مُشرعٌ تعبي/ مازجٌ خَبَـبي/ فاعلنْ، فعلنْ…وفعولن سأحشرها في المحيط الذي طوَّق الدائرةْ/ القصيدةُ زعلانةٌ مثل أسوارها الناطرةْ.).

⏬ مؤسس (جريدة السفير) اللبنانية.

*رأي اليوم

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...