⏬ رضا محريزي
⏬ ترجمة الدكتور رحيم الساعدي
في هذه الورقة استعرض تحليلاً لمفكرين أحدهما غربي والأخر شرقي، هما كيركجارد وابن عربي، لتحليل اقدام إبراهيم، النبي الإلهي العظيم، لذبح طفله.
ويمكن للدراسات في كل تخصص توضيح القواسم المشتركة أو المتمايزة بين الثقافات، ونشير هنا إلى وجهة نظر كيركجارد وابن عربي لقصة تضحية طفل إبراهيم، والمذكورة في الكتاب المقدس والقرآن، وجميع أتباع الديانات الإبراهيمية.
فقد وصف كيركجارد، الفيلسوف الدنماركي، رد إبراهيم (ع)على أمر الله بذبح ابنه بانها ذروة صدقه وإيمانه، وبالتالي فهو يصف إبراهيم بأنه إمام الإيمان حتى لوكان لديه بعض الشك.
ويواجه إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، الذي أعطاه الله ابنًا بعد سنوات عديدة، أمرًا جديدًا من الله فاختار الإيمان عندما كان الصراع بين الحكمة والإيمان أو الأخلاق والإيمان، وهذا الاختيار انما هو اختار تاريخي لموضوعات اللاهوت في مرحلة حساسة وعميقة.
من وجهة نظر كيركجارد، فإن الإيمان يتجاوز الحكمة والقانون والإيمان يعني صلب كراهية العقل، ويأتي الإيمان بالضبط من النقطة التي ينتهي عندها العقل.
فالإيمان ممكن بكل استحالة ممكنة والمستحيل ليس من دون معنى، بل على العكس، هذا المستحيل، هو ما يوصلنا إلى الحقيقة، خلافًا للعقل. والمستحيل هو معنى الحقيقة (على الرغم من أن هذا المفهوم باطل)
فيما سبق، رأى كيركجارد أن تصرف إبراهيم هو ذروة إيمانه وأشاد بإبراهيم، وهو يعتبره العقل المدبر للإيمان.
الآن، ماذا عن تعليق ابن عربي عن ذبح إسحاق على يد إبراهيم؟ ان ابن عربي يحلل فعل إبراهيم عليه السلام فى رؤيا ذبح ابنه. من لحظة ظهور الأغنام في رؤيا إبراهيم عليه السلام وهي حقيقة لان نوم الامام (إبراهيم) هو وهم وغير حقيقي.
يقول ابن عربي: "قال الله لإبراهيم،" لقد فهمت بصدق ما كنت تحلم به، ولم تقل: (انها مصادفة) وكنت صادقا في الحلم، وما راه انه كان يذبح الطفل نفسه في الرؤية وقد اخذ إبراهيم حرفية الحلم ولم يفسره ، بينما كان يجب تفسير الرؤيا .
باختصار، في قصة إبراهيم وتضحية الطفل، يقبل كل من كيركجارد وابن عربي، الاختبار مع الفارق الذي يحدد إبراهيم للفوز في هذا الاختبار، ويدعوه إلى الإيمان بالحقيقة،
لكن ابن عربي يقول إن الاختبار كان لتوضيح ما إذا كان إبراهيم يعرف معنى الرؤيا (يقصد اختبار عقلي)، لقد حلم إبراهيم أنه سيضحي بطفله، لكن هذا لا يعني أن الحلم سيتم تفسيره، والعبور في الامتحان.
في النهاية، يجب الاعتراف بأن ذبح الابن وقرار إبراهيم بتنفيذ الوصية الإلهية والتضحية بالطفل ربما
يكون المثال الأكثر وضوحًا على صراع الحب والإيمان أو صراع العقل والإيمان عبر التاريخ
وهذا الصراع هو واحد من الموضوعات الجادة والعميقة التي ارتبطت بوجهات نظر مختلفة في مجال
فلسفة الدين، ويمكن للمرء أن ينظر إلى وجهة نظر ابن عربي حول الاختيار الذي يعلقه الإسلام على العقلانية والنظر إلى نظرة كيركجارد المسيحي الذي يعتبر الإيمان كحكمة مسبقة مع الاخذ بنظر الاعتبار الحاجة المزيد من التفاصيل ومساحة من الحرية للبحث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق