⏬
في بلدهما الأرجنتين كما في العديد من دول أمريكا اللاتينية يرى القراء بل و الكثير من النقاد أن بورخيس تشعر عندما تقرؤه أن كل كلمة وكل جملة وكل فقرة قد تم التفكير فيها وأنها صنعت مبنى متين وقوي ، بدون تشققات أو أخطاء. في حين أن كورتازار يقوم
بالتجارب ، يكسر القوالب ، يلعب بالكلمات ، يغير بناء الجمل ، يهمل علامات الترقيم ، لكن دائمًا يكون له هدف جمالي. بورخيس هو أكثر كلاسيكية و كورتازار أكثر طليعية. على الرغم من هذه الاختلافات فكلاهما كلاسيكي بمعنى عالميتهما ، واتساع نطاق موضوعاتهما ، وقدرتهما على تحريك القراء في أماكن و أوقات مختلفة.
حديث خورخي لويس بورخيس عن خوليو كورتازار
قام الكاتب الأرجنتيني فرناندو سورنتينو بحوارات عديدة و مطولة مع الكاتب العالمي خورخي لويس بورخيس و جمعها في مؤلف تحت عنوان " سبع محادثات مع خورخي لويس بورخيس" نقتطف منه هذا المقطع ، و قد ترجمته من نصه الأصلي الإسباني ، الذي يتحدث فيه بورخيس عن كورتزار .
فرناندو سورنتينو: هل أعجبتك قصص الواقعية السحرية لخوليو كورتازار ؟
بورخيس: نعم ، لقد أعجبتني ، و لقد وقع حادث صغير. هل سبق أن حكيته لك ؟
فرناندو سورنتينو : لا
بورخيس : لقد التقيت كورتازار في باريس ، في منزل نستور إبارا. فقال لي:
هل تتذكر ما حدث لنا بعد ظهر ذلك اليوم في "القطر الشمالي" ؟
قلت "لا " .
ثم قال لي:
"كنت قد أحضرت لك مخطوطة و قلت لي أن أعود بعد أسبوع ، وأنك ستخبرني عن رأيك فيها".
كنت حينئذٍ أصدر مجلة "حوليات بوينس ايريس " (وهي مجلة منسية الآن دون مبرر) ، تخص السيدة سارة أورتيس باسوالدو ، وقد كان قد أحضر لي قصة "البيت المسكون" و بعد أسبوع عاد ليسألني عن رأيي .
فقلت له : "عوض أن أعطيك رأيي ، سأخبرك بأمرين:
الأول هو أن القصة تحت الطبع ، وفي غضون أيام قليلة سيكون لدينا الحكم ؛ و الثاني : لقد قمت بتكليف أختي نوراه بالرسوم التوضيحية.
لكن في تلك المناسبة ، في باريس ، أخبرني كورتازار بما أود أيضًا أن أذكره لك وهو :
" ذاك هو النص الأول الذي نشرته في بلدي عندما لم يكن أحد يعرفني. "
وكنت فخورا جدًا بكوني أول من نشر نصًا لجوليو كورتازار ، ثم التقينا عدة مرات في اليونسكو ، حيث يعمل ، وهو متزوج بل كان متزوجا من أخت صديق عزيز علي ، فرانسيسكو لويس بيرنارديز . حسنًا ، كما سبق أن قلت ، لقد رأينا بعضنا البعض مرتين أو ثلاث مرات في حياتنا ، ومنذ ذلك الحين هو في باريس و أنا في بوينس آيرس ، وأعتقد أن قناعاتنا السياسية مختلفة تمامًا: لكنني أعتقد أن الآراء هي ، في نهاية الأمر ، أكثر الأشياء سطحية في شخص ما ، وأنا أحب قصص الواقعية السحرية لكورتازار .
*عبدالناجي آيت الحاج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع : فرناندو سورينتينو "سبع محادثات مع خورخي لويس بورخيس" بوينس آيرس ، أتينيو ، 1996 ، ص. 103-105
في بلدهما الأرجنتين كما في العديد من دول أمريكا اللاتينية يرى القراء بل و الكثير من النقاد أن بورخيس تشعر عندما تقرؤه أن كل كلمة وكل جملة وكل فقرة قد تم التفكير فيها وأنها صنعت مبنى متين وقوي ، بدون تشققات أو أخطاء. في حين أن كورتازار يقوم
بالتجارب ، يكسر القوالب ، يلعب بالكلمات ، يغير بناء الجمل ، يهمل علامات الترقيم ، لكن دائمًا يكون له هدف جمالي. بورخيس هو أكثر كلاسيكية و كورتازار أكثر طليعية. على الرغم من هذه الاختلافات فكلاهما كلاسيكي بمعنى عالميتهما ، واتساع نطاق موضوعاتهما ، وقدرتهما على تحريك القراء في أماكن و أوقات مختلفة.
حديث خورخي لويس بورخيس عن خوليو كورتازار
قام الكاتب الأرجنتيني فرناندو سورنتينو بحوارات عديدة و مطولة مع الكاتب العالمي خورخي لويس بورخيس و جمعها في مؤلف تحت عنوان " سبع محادثات مع خورخي لويس بورخيس" نقتطف منه هذا المقطع ، و قد ترجمته من نصه الأصلي الإسباني ، الذي يتحدث فيه بورخيس عن كورتزار .
فرناندو سورنتينو: هل أعجبتك قصص الواقعية السحرية لخوليو كورتازار ؟
بورخيس: نعم ، لقد أعجبتني ، و لقد وقع حادث صغير. هل سبق أن حكيته لك ؟
فرناندو سورنتينو : لا
بورخيس : لقد التقيت كورتازار في باريس ، في منزل نستور إبارا. فقال لي:
هل تتذكر ما حدث لنا بعد ظهر ذلك اليوم في "القطر الشمالي" ؟
قلت "لا " .
ثم قال لي:
"كنت قد أحضرت لك مخطوطة و قلت لي أن أعود بعد أسبوع ، وأنك ستخبرني عن رأيك فيها".
كنت حينئذٍ أصدر مجلة "حوليات بوينس ايريس " (وهي مجلة منسية الآن دون مبرر) ، تخص السيدة سارة أورتيس باسوالدو ، وقد كان قد أحضر لي قصة "البيت المسكون" و بعد أسبوع عاد ليسألني عن رأيي .
فقلت له : "عوض أن أعطيك رأيي ، سأخبرك بأمرين:
الأول هو أن القصة تحت الطبع ، وفي غضون أيام قليلة سيكون لدينا الحكم ؛ و الثاني : لقد قمت بتكليف أختي نوراه بالرسوم التوضيحية.
لكن في تلك المناسبة ، في باريس ، أخبرني كورتازار بما أود أيضًا أن أذكره لك وهو :
" ذاك هو النص الأول الذي نشرته في بلدي عندما لم يكن أحد يعرفني. "
وكنت فخورا جدًا بكوني أول من نشر نصًا لجوليو كورتازار ، ثم التقينا عدة مرات في اليونسكو ، حيث يعمل ، وهو متزوج بل كان متزوجا من أخت صديق عزيز علي ، فرانسيسكو لويس بيرنارديز . حسنًا ، كما سبق أن قلت ، لقد رأينا بعضنا البعض مرتين أو ثلاث مرات في حياتنا ، ومنذ ذلك الحين هو في باريس و أنا في بوينس آيرس ، وأعتقد أن قناعاتنا السياسية مختلفة تمامًا: لكنني أعتقد أن الآراء هي ، في نهاية الأمر ، أكثر الأشياء سطحية في شخص ما ، وأنا أحب قصص الواقعية السحرية لكورتازار .
*عبدالناجي آيت الحاج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع : فرناندو سورينتينو "سبع محادثات مع خورخي لويس بورخيس" بوينس آيرس ، أتينيو ، 1996 ، ص. 103-105
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق