اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

فتاة"بريئة" من صلب شيطان -- قصة قصيرة : بقلم محمود كامل الكومى


للخمر مذاق لا يستساغ , ورغماً يتجرعه الأِنسان ,أملا أن يهفو العقل فيطير , ويصير الدخان بل والجِنان .
لماذا يساير الأنسان الأهواء؟ ,وصولا الى الأنواء ,ورغم مرارة الكأس يتجرعه كالولهان !

هل هو النسيان ,أم التوهان , ليبدو الجسم يُهان
ولماذا الأنسان يتدنى كالحيون ؟! ويُغَيَب عقله ولو لِسُوَيعَات .
أسئلة تطرحها المُهجة على الذاتِ , وتُجِيب بعيداً عن العنفوان .
بُرعماً أنا فى الحديقة يزوى, كان ثدى أمى هو من يروى , ينساب ينبوعاً ينبت اللحم ويَشحذُ العظم , الى أن كبرت معى الأيام , فكان حنان الأم لطفلها تحديدُ كيان – بنت أنا لِأُمِها شفاه وقلبُ ولِهاه .
حين غادرتنى أمى الى الحياةِ الأبديةِ, لم أكن قد بلغت الدورة الشهرية, فكانت المأساة حين فاجأتنى والدماء تنساب من مكان ,التحذير من العبث به, كان عنوان , ومعاناة البنت بفقدان أمها (كنز أسرارها), تطوى صحاف الحياة .
تزوج والدى على الفور , فلم يدرك حالة القهر التى خالجتنى وعايشتنى
فأنزويت .
كان صراعه مع أمى قد وصل حد الضرب والقهر وفرض الرأى بالقوة,

اِن هى لم ترو ظمأ شهوته الجامحة التى يحرمها الشرع , خبرتنى "خالتى" بعد أن كبرت , قيل انها تشبه والدتى طبق الأصل ,رأيتها وأرتميت فى احضانها فضمتنى بكل الوهج والولع والحب ,وقد بحثت عنها بعد سنوات من القهر .
كانت السنوات البالية والنوادى الليلية تُجاريهُ , والهوى دائما يكويه – وعلى أفخاد النسوان , صارت "النقطة" تنظف جيوبه من المصارى ,فى رعاية نَدامَى السم الهارى, لكنه كان كل يوم منها يملأ جيوبه ويزيد –والدى , الذى لايدرى عنى انى من صلبه فوجب أن يصون لحمه وعِرضه , من تدنيس بصرى برؤية ملذاته واهوائه وتراقص شيطانه .
تحسست أردافى بيدها , وجذبتنى من يدى وبيدها الاخرى داعبت نهديا , وزفرت من ثغرها :"كبرتى يا بنت"وحملقت بعيونها الوحشيه وغاصت نظراتها فى كامل جسدى وتابعت " جسمك فار" وطلب من يَلِمُه قبل مايسيح ,
كانت "داليا "زوجة أبى قد ذاع أسمها وأنتشر بطول كورنيش الأسكندرية وعرضها وقداشتهرت ب"دندش" ما أن تنتهى من الرقص بأشهر فنادق محطة الرمل , الا وتنتقل الى الآخر , حتى تنتهى بأشهر فنادق حدائق المنتزه , صار أبى يتتبع خطاها طوال الليل , بسيارته الحديثة الطراز التى تقلها من مكان الى آخر , هى من تتصيده على الرغم من تواجد عربتها المخصصة بالبودى جارد , وفى الأخير تقاعدت بسب حادث أَلَمَ بها وأثر على جزعها فمنعها الأطباء من الرقص , فتزوجت والدى فور وفاة أمى , وأمست غَمى وهَمى.
حتى بعد أن تقاعدت , كانت محترفة الأِغراء , تعرِف كيف تُسيل لعاب من يتوق الى النظرات , و هذا سر لهث أبى ورائها حتى تزوجها ,فغدا لايطيق بُعَادِها, اِن آتى ليلا فالسُكر من أجل احضانها والعبث بكل محتوياتها, تعرف أن أراد يشذ فتغرية وتجاريه,واِن خرجا معا للسهر فمن اجل احتساء الكاسات وتغييب العقول ليأتيا ليلا ليستباح المكان بالآهات وغنج الأصوات التى لاتعرف لشعورى واحاسيسى حُرمات ,وكأننى ممن يحرسون المكان كالقواد , رغم أنى فى سن المراهقة , لكنى قد تحصنت بِكُرهِ الجنس ونشاز الأصوات وعيوب الكلام الذى يخرج متعقبا كاسات الخمور , فلا يختشى من يحتسى , ولايدرك اِلا الشهوه والشذوذ, فكرهت المكان والزمان والأب وزوجته الشيطان .
سافر أبى من أجل البيزنيس الى احدى الدول الآسيوية- لا أدرى مانوع البيزنيس ؟!, لكنه كان من رجال الأعمال الذين يثيرون فى هذا الزمن الشبهات ويستأثرون بحظوة الحكومة وممن تُفتح لهم الأبواب - فأنفردت بى داليا الشيطانة , كالحية داعبتنى بجسمها الأملس – فقد كانت كل أسبوع تزداد به تلميع والميكب من باريس وملابسها الداخلية أغلى من الخارجية وهذا وذاك من أفخر الماركات العالمية – وبتغريد الحمام حولت الكلام الى سلام , وبدت أن خوفها علىَّ قد فاح وساح ,فقد أتت لى بعريس , صار بى مجنون بعد أن رأنى بالطريق ,فأخبرتنى أنه طلبك من والدك , وأن الأخير أوكل مهمة اقناعك بى , لم أرد عليها ,فدائما ماكان قلبى ينقبض خلال اى حوار مع داليا زوجة ابى (الشيطانه), كانت خطواتى تقودنى معظم الايام الى نادى سبورتنج وقت العصارى وها انا اتركها لأحتمى بزميلاتى فى النادى , أمضيت الوقت مع كرة المضرب ( التنس), ورجعت البيت كى أزيل العرق عن جسمى بدش ماء وأنام , كانت غرفة الشيطانة موصده , لكن أنبعث من وراء الباب أصوات تأوهات وغرام وكلام حرام , نظرت من ثقب الباب فرأيتهما عرايا , جريت نحو باب الشقة وفتحته بقوة كى أطير بعيدا عن هذا الجو الخانق المريب , فأنفتح باب غرفة الشيطانه ولحقت بى قبل أن اغادر ,أمسكت يدى وأخبرتنى بأن هذا هو من جاء لخطبتى , كان فى كعبها شاب أنيق لكنه كان من القوة عتيق مفتول العضلات , تَفَوه من ثغره مخاطبا اِياى :جئت أطلب خطبتك يا جميلة الجميلات ليتك توافقين لحظتها مهرك كنوز الكون وسأتى لك بالرياحين والبساتين ,نزعت يدى من بين براثن الشيطانة وجريت الى الطريق على وجهى أهيم .
ضاقت الدنيا بى بما رحبت به , لكن سرعان ماعادت بى الذاكره الى أيام المدرسة , حين توقف أحد المدرسين عند أسمى ,وقال لى أنه والمرحومة والدتى جيران قبل ان تتزوج رجل الأعمال والدك صاحب الأسم المشهور فقد كانت تقطن منزل جدك فى المنشية ووصف لى العنوان وأخبرنى أن خالتى مازالت تقيم فى المكان وهى الآن ربة أسرة , وأن والدك قد منعهم من الاتصال بك , خاصة وأنهم اتهموة بأنه سبب من اسباب وفاة أمك – لم أدر كيف أن وصف العنوان قد أنطبع فى ذاكرتى من يومها ولم يفارق مخليتى الى الآن , قادتنى أقدامى حيث المكان ,ولم ألح كثيرا فى السؤال , لكن سرعان مادلنى ابناء الحى على العنوان , وما أن رأتنى خالتى حتى أحتضنتى كأنها لم تفارقنى من الصغر , وأدركتنى "أِيمان"الله يرحمك يا "أشجان" , أنت نسخة من أمك , أرتميت فى أحضانها وبكيت , كفكفت دموعى وأردفت ماذا فعل بك الشيطان؟ قلت لها أنها الشيطانه , وأنسَبتُ أحكى لها الحكاية وعندما أنتهيت قالت : ستقيمين معى الى أن يأتى والدك , وان كنت مطمئنه الى أنه أس الفساد !
مر أسبوع وأنا بين أحضان خالتى أعيش فى أمان وأطمئنان , لكنى طلبت من خالتى أن نذهب الى حيث يقيم والدى والشيطانه لنخبره بعلاقتها المشبوهة مع الفتى الذى اوهمتنى بأنه جاء ليخطبنى ’ سايرتنى خالتنى غير مقتنعه .
كنت مع والدى وأخيرا الشيطانه " داليا" نقيم فى أرقى مكان على شاطىء البحر بالأسكندرية فى حى " سان استيفانو" وهو مجمع سكنى وفندقى وتجارى ضخم يضم مجمع سينمائى ومحلات تجارية هى الارقى ويقع فى 31 طابقا فوق الأرض لايجرؤ على التملك فيه اِلا المحتالين ,وقد بناه رجل اعمال على انقاض مكان عتيق ومشهور كان جزءاً من تاريخ الأسكندرية أشتراه بالفتات ضمن حملة ممنهجة شنها عملاء " كامب ديفيد" لتدمير الثقافة والحضارة والعقل الجمعى للأنسان .
حين وصلنا المكان كانت المفاجأة .
هناك عسكرى على باب الشقه وقد صار تشميعها بالشمع الأحمر , قالت خالتى: انت متأكده أن هذه شقتكم يا أيمان رددت نعم , سألنا العسكرى الواقف على الباب فأجاب بأن النيابة أمرت بالتحفظ على المكان وقد تم القبض على من به عرايا وتم حبسهم احتياطيا , غادرنا المكان , وأتضح أن الأنباء الرسمية والعرفية , قد غطت الفضاء , فرحلة والدى الى البلد الآسيوى كانت من أجل جلب الهيروين وأن الترويج كان يتم بمعرفة الشيطانه والشاب المفتول العضلات الذى أدعت انه جاء لخطبتى ,وروجت الأخبار بأن والدى كان يعمل لحساب مسؤول كبير يسهل له الأمور ويحمية ,وقد دلس عليه والدى أن الصفقة الأخيرة لم توفق , فأوشى به وأبلغ عنه السلطات التى تعقبته هو والشيطانة وعشيقها الشاب برضاء من فرضه على َّ الواقع والداً وقد صار الآن ديوث,
فتتبعوا خطواتهم وتأكدوا من ترويجهم للهيروين المجلوب فهاجموا المكان بعد أن تأكدوا انه تخبأ فيه – السموم البيضاء - لحظة أن كان ثلاثهم فى سكر بَيِن عرايا يمارسون الشذوذ وأهانة الأجساد فأستباحوا حرمتها , فثارت فضيحتهم تملأ الكون فى هذا اليوم الملعون .
غَافَلتُ خالتى وجريت هائمة على وجهى على شاطىء البحر وبمحازاة المياه ناجيتُ الأمواج التى أشتد هياجها فى هذا الشتاء , لأطرح السؤال على روح أمى ,لماذا قبِلت الزواج من رجل بدا مريب وقد خبرتنى خالتى أنه صار يلعب بالمال بمايثير الشبهات ؟, ولماذا لم تغادره حينما جَبِلها على أن تخالف الشرع من أجل أن يرضى شهوته ؟ لماذا تركت نفسها له لكى تُنجِبُنِى فأنتسب الى شيطان؟ .
حين وصلت خالة "أيمان" الى مكانها بعد عناء , كانت الأمواج قد اجتاحت الشط وعادت بأيمان تقذفها الى عمق اليَمِ وهى تصرخ وخالتها تناديها حتى غامت فى الغريق.
محمود كامل الكومى
كاتب ومحامى - مصرى

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...