أجلس دائما أحدق في تلك البقعة البيضاء على الجدار المقابل أركز قليلا فيها أشيح عيني لليسار ،أنشغل هناك فراشة تائهة تحوم في الأفق الضيق تقترب وتسرع مبتعدة ألم تكن هنا أين اختفت ؟
هناك من طرف النافذة يتسرب صوته إنه عصفور لعله ينادي صغيره لوليمة / أسترق السمع لكنه سرعان ما يصمت ، أين تلاشى الصوت ؟
أقلب رواية أتابع معاناة البطلة تذرف عيني أحبس دمعي كي لا يراها أطفالي وهم يعبرون يسألوني عن اسم دب وتمساح أو قطعة حلوى ، أتمالك نفسي لحظات أختنق حتى يخرجوا أو أنهم لم يحضروا أصلا
ينتابني الندم / لماذا كل هذا الكبت ؟
أريد أن أبكي أن أكتب ولا أخفي دفتر مذكراتي ، أن أوزع مهماتي في زمانها ومكانها ، لا أحد يلاحظ متاعبي
لا أحد هنا أبدا !!
أعتصر الألم أضغط رأسي بقوة أستجمع قواي لأجلهم ، أعيش ذكراهم أحلامهم آمالهم وخيباتهم ،
من هم ؟ أين ذهبوا ؟ لما كل هذا العناء ؟
هل مر طيف لي بذاكرتهم ؟
هل جمعوا حروف اسمي ونطقوا بها صباحا ؟
هل قلق أحدهم لحالي يوما ؟
أعود وعيني من حيث بدأت لتلك البقعة البيضاء الفراشة العصفور الرواية أسئلتهم وذكراهم ،
تنتابني تنهيدة وجع أمسح دمعتي أفرك أنفي أحرك شفتي أتمتم ..لعله تهديدا لا أقوى عليه
سراب كل شيء سراب ،
أترك المكان مسرعة أتناول هاتف تجاوزني ذكاءً وغباءً استمع لموسيقاي بصوت صاخب
لأغتسل من بقايا السراب .
مريم حوامدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق