مذ قطعتَ حبال النوم، وأنتَ
بانتظارك، فاذهبْ وتدفّقْ منكَ إليك،
كدمٍ سرّيٍ سُحِبَ للتّو من مصرفِ
الوقت.
أيّها النّازح الى الأماكن المبتورة،
بينما يسبل جفنكَ للرحيل، يسقط
الحزن من عرق السماء، ستّون قبرًا.
وأنتَ بانتظارك، فكّرْ بأطفالِ الموت
والحرائق التي تشتعلْ.
كان ينبغي أنْ تموتَ كي تنام.
كان ينبغي أنْ تأكل نار انتظارك كي
تنفث ألمك، ويصبح رمادًا.
متْ ببطءٍ، وأنتَ تخرجُ منكَ، كباقةِ
وردٍ غشيها الإصفرار، ليتيح لي
الشعور بالغربة ووحشةِ الفراغ.
العصفور الذي غفى فوق طائرة
ورقيّة، توقّف عن الندبِ فوق أعمدة
الكهرباء.
كانت رؤوس المارّة تعيرهُ نظرةً
عابرة، وكاميرا مجنونة تقف وسط
الطريق تصرخ: يا لقلة حيلتي.
أيّها الهواء المقصوص من ورق
الوقت، ثمّة حيلٌ أخفقتْ في العبور
، وثمّة أيادي تشطبُ بالحبرِ وجه
الأحزان.
أيها المسافر، حين تملُّ الاتّكاء على
عكّاز انتظارك، تذكّرْ أنّكَ ما زلتَ
تتنفّس وسط هذه النار، برائحة
الصلوات الخمس.
*تغريد بو مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق