*سارة الليثي
رواية ايكادولي للكاتبة حنان لاشين هي حكاية مسلية تتمتع بقدر وافر من عوالم الخيال الممتعة، ولكن كان الأجدر الإشارة إلى أنها موجهة للصغار والمراهقين وحتى مع هذه الإشارة فإن ذلك لن يشفع لها ركاكة الأسلوب الأدبي، فالخيال وحده لا يصنع عملاً أدبياً
متميزاً، إنني أرفع القبعة لخيالها وقدرتها على نسج الحكايا في هذا العالم الخيالي الرائع ولكنها حتى لم تستفد من هذا العالم الخيالي الذي نسجته في حبكتها، فرواية ايكادولي للكاتبة حنان لاشين تحكي عن شاب يسافر عبر الزمن من خلال كتاب ليدافع عن القيم التي يحتويها الكتاب.
سارة الليثي |
أولاً: لم تستفد الكاتبة حنان لاشين من العالم الخيالي الذي خلقته في رواية ايكادولي حيث أن الحبكة التي اختارتها لا تتناسب مع خيالية هذا العالم؛ فشخصيتي أنس ومرام كان بإمكانها الإلتقاء في العالم الواقعي لينسجا قصة حبهما العفيف بنفس الطريقة دون الحاجة إلى عالم خيالي فكان بإمكانها أن تضعهما في أوضاع مشابهة لو جعلتهما شابين تائهين في الصحراء في رحلة سفاري مثلاً، أما وإنها أختارت أن تنسج عالم وأجواء خيالية فكان عليها الإستفادة من هذا الجو.
في اعتقادي كان من الأفضل أن تكون قصة الحب بين أنس ومرام أمر جانبي بينما يحتوي الكتاب الذي أتى عبر الزمن للدفاع عنه على أمر جلل خاصة وأنها تستخدم أجواء النوبة القديمة فكان بإمكانها التبحر في هذا الموضوع بشكل أكبر والخروج منه بأحداث أقوى مما تضمنته رواية ايكادولي، ثانياً: وقعت الكاتبة حنان لاشين في سردها لرواية ايكادولي في فخ الوعظية والمباشرة، فهي تتدخل في كل فقرة لتبرير تصرفات أبطالها وتوضيح أهدافهم وإبراز الخطأ والصواب في تصرفاتهم.
الكاتبة حنان لاشين تتصور القارئ طفلاً عليها أن تتوجه إليه طوال الوقت بالنصح والإرشاد، ذكرتني بتلك الحكايات التي كان يحكيها لنا والدانا ومعلمونا في صغرنا عندما كانوا ينهونها بأن بطل الحدوتة فعل ذلك لأنه شاطر وجيد ولابد لنا أن نقتدي به، أو أنه وقع في هذا المأزق لأنه لم يستمع لكلام والديه وقد تعلم الدرس ولابد أن نتعلم الدرس مثله! قد يجدي هذا الأسلوب في أعمال موجهة للأطفال دون السادسة ولكنها لا تدخل ضمن نطاق الأدب.
في الأدب وفي عالم الرواية والقصة بالأخص لا يتدخل الكاتب بأي شكل من الأشكال في توجيه القارئ أو حتى توجيه شخوصه، بل يتركهم على سجيتهم يتصرفون كما تملي عليهم طبائعهم وصفاتهم التي رسمها لهم عند بداية الكتابة ويتطورون بتطور الأحداث كالشخصيات الحقيقية تماماً، ولا يتحدث هو عن صفاتهم وطبائعهم وما يفكرون فيه بل يتركهم هم يعبرون عن ذواتهم تلك من خلال تصرفاتهم أو الحوار الداخلي أو الحوار مع الشخصيات الأخرى، وهذا ما افتقدت له تماماً الكاتبة حنان لاشين في رواية ايكادولي لذا أتت ركيكة على المستوى الأدبي وإن كانت ذاخرة بالخيال كأفلام صائدي الأشباح وإن كانت مسلية كأحد حلقات مسلسل فريندز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق