الشاعر نزار قباني
الشاعر الكبير نزار قباني، دمشقيّ النشأة والتعلق، ولد في إحدى حارات دمشق القديمة عام 1923م ، درس الحقوق في جامعة دمشق، تخرَّج منها ليدخل السلك الدبلوماسيّ من أوسع أبوابه، وتنقَّل بين عواصم كثيرة في العالم، ساهم قباني في تطوير الشعر العربيّ، وكانت أشعاره وأقواله ولاتزال الأشهر على ألسنة الناس، تزوج نزار مرتين ، الأولى كانت بنت خاله وأنجب منها هدباء
وتوفيق، والثانية العراقية بلقيس وأنجب منها عمر وزينب، وقد كان أشعار ديوانه الأول قالت لي السمراء من أجمل ما قال نزار قباني، وتبعه غيره الكثير من الدواوين والأشعار، توفي قباني في عام 1998م ورحل في نيسان في العاصمة البريطانية لندن.
أجمل ما قال نزار قباني
يعدّ قباني من أفضل شعراء العصر الحديث، حيث كتب عن المرأة فأبدع في وصفاها ووصف مشاعرها وفهمها ونصرَ قضيتها، وكتب عن الحبِّ فاقترن الحب بنزار و بأشعار نزار، فإذا ما ذُكِرَ الحبّ لابدَّ أن يُذكرَ القباني، وأبدع أيضًا في شعر السياسة والدفاع عن القضية الفلسطينيّة، نزار باختصار يعدُّ أيقونة الشعر العربي الحديث.
من أجمل ما قال نزار قباني شعرًا عن المرأة قصيدة أريدك أنثى التي قال فيها:
أُريدُكِ أُنثى
لأنَّ الحضارةَ أُنثى
لأن القَصيدةَ أُنثى
وسُنْبُلةَ القمح أُنثى
وقارورةَ العطر أُنثى
ومن أجمل ما قال نزار قباني عن الحبّ قصيدة الحب المستحيل التي يقول فيها:
أحبك جدًا
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدًا
أحبك جدًا وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنتِ بمنفى
ومن أجمل ما قال نزار قباني عن فلسطين قصيدة القدس التي يقول فيها:
بكيت، حتى انتهت الدموع
صليت، حتى ذابت الشموع
ركعت، حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع
حزينةٌ مآذن الجوامع
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
ومن أجمل ما قال نزار قباني أيضًا قصيدته الدمشقية التي يقول فيها:
هذي دمشق وهذي الكأس والراح إني أحبُّ وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقيُّ لو شرحتم جسدي لسـال منه عناقيـدٌ وتفـاح
ولو فتحـتم شراييني بمديتكـم سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب تشفي بعض من عشقوا وما لقلـبي -إذا أحببـت- جراح
ومن أجمل قصائد نزار قباني أيضًا قصيدة زيديني عشقًا التي يقول فيها:
زيديني عشقًا، زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
يا سفر الخنجر في أنسجتي
يا غلغلة السكين
زيديني غرقًا يا سيدتي
إن البحر يناديني زيديني موتًا
علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني
جِسمُكِ. خارطتي ما عادت
خارطةُ العالمِ تعنيني
نثر نزار قباني
لا يقلُّ نثرٌ نزار قباني أهميةً عن شعره، فنثرياته لاقت رواجًا وصدىً عند كلِّ من قرأها أو سمع بها، فقد كتبَ بأسلوب متمكن، فكان يغزل من الكلمات مقاطع نثرية فذَّ منها الكتابة عمل انقلابي، والمرأة في شعري وفي حياتي ولعبت بإتقان وها هي مفاتيحي، ومن أجمل مقولاته النثرية:
“هل لاحظتم أنَّ الجراح وحدها هي التي تملك ذاكرة قوية ، وأنَّ الفرح لا ذاكرة له، الفرح عصفور من زجاج، يرتفع عن الأرض عشرة أمتار، ثم يقع على الأرض ويتهشم، أما الحزن فهو هذه السنونوة السوداء التي تحمل أولادها وتعشعش على شواطئ العين ومدخل القلب وترفض أن ترحل”.
“ليس كل شيء في القلب يقال، لذلك خلق الله النهيدة، الدموع النوم الطويل، الابتسامة الباردة، ورجف اليدين”.
“احذر اولئك الذين يتخذون أحباباً مؤقتين ريثما تبرأ جراحهم”.
“هكذا يقف الكاتب العربي ممزقاً بين وضعه المدني كرجل متزوج من الحكومة ورجل فنيّ يشتهي خيانة زوجته الحكومة، ولكنه لا يستطيع التنفيذ حرصاً على مستقبل الأولاد وشرف العائلة، وإلى أن يوجد الكاتب العربي الشجاع الذي يستطيع تمزيق ورقة زواجه من السلطة، ويمارس الخيانة الزوجية ولو لمرة واحدة، سوف تبقى كتب الأدب لدينا بعيدة عن المنع والمصادرة تماماً ككتب التدبير المنزلي”.
“إذا كنت قاسيًا يعشقك عشرة، وإذا كنت طيبًا يجرحك ألف”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق