جرى ما جرى فلا تلمْ شروداً لا كرى
ما كنتَ نائماً ولستَ من مشى السَّرى
لمَّا أضعتَ الدَّربَ ،يا تُرى فما ذنْب الكرى
ما ضلَّ طيرٌ عشَّه الذي بناهُ في مداخن القرى لمَّا الدُّخانُ في المدى جرى
فلا تقلْ : قلبي معي مشى ،وإنَّما بغيره كانت دروبي هائمةْ
في الليلِ كانتِ الثُّريَّا نائمةْ
و في النَّهار كانتِ السَّماءُ غائمةْ
قلبي غفا عني قليلاً حينَها لمْتُ الكرى
القلبُ أعمى العينِ كيفَ إنْ بليلةٍ لغيري قدْ سرى
هناكَ لم يزلْ مُعلَّقاً على حبالِ عطْرِ نسْرين القرى
وزقزقاتُ كلّ أسرابِ الشَّحاريرِ عليه قائمةْ
وفرَّ منِّيْ نحوَها، تبِعْتُه فرَّ الطَّريقُ، يا تُرى أيُّهما أجدرُ أنْ تلْحقَه خطايَ ثمَّ لا تعود نادمةْ
رأيتُه قُبيلَ تيْهي عابراً إلى هناكَ حيثُ خفقتي بقيتَ حائمةْ
في بيتِنا القديمِ حيثُ كلِّ أضواء الثريَّا لمْ تزلْ على مَخدَّةِ الحكايا نائمةْ
فكيفَ لا ألومُ قلباً عكسَ نجمي خلفَ ليلهِ جرى
ونامَ عنِّي في مرايا الأمس همُّهُ على ظهري رمى وراحَ بي يُشمِّتُ الكرى
فلا تقلْ لي: لا تُحدِّثْني عنِ الذي جرى
قلوبنُا تحت الثَّرى والعينُ لمْ تُحدّقْ طُرْفةً إلَّا بشاهقِ الذُّرا
*د. خالد زغريت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق