وعَبَرتَ البابَ السادس والعشرين
وما زلتَ تُحَدِّقُ
ما زالت عينُكَ تمنحُ للأشياءِ بكارتَها
عصفورٌ يترنَّحُ في القلب العُشِّ
بلادٌ لا بحرٌ يحضنها.. روحُكو الرأسُ وطاويطٌ تلعبُ فيه الغُمَّيضَ وتركضُ..
واللهُ يُطِلُّ...
أصحابُك يحتشدون على باب الحانةِ
تحت المئذَنةِ
وحول الطبليةِ
فوق الأرصفةِ يسيرون يُصلّون يبولون وينتَحِبون
يصولونَ لِتَتَّسِعَ الأُغنيَةُ وتنكمشَ الدولةُ،
فوق الأرصفةِ أناشيدٌ يتوارى فيها الحلمُ
َوتنكشفُ السَّوأةُ
وحدَك مخمورًا تهذي
تتقاذفُكَ الغفوةُ والصحوةُ
كُثُرٌ أصحابُكَ، والعُمرُ أقلُّ..
أيُّ الأبوابِ سيُفتَحُ؟
من أيَّةِ نافذةٍ سيهبُّ الشوقُ عليك؟
ومن أي المُدُنِ سيأتيك بريدٌ يُنجِيكَ؟
وأيُّ بناتِ العم ستُمطِرُ من أجلك / تغزلُ من لحمك عدُّودَتَها؟
أيَّةُ صاعقةٍ ستخِرُّ على الجسد الضامرِ
كي يضمُر أكثرَ..
كي تتحررَ منك قصيدتُكَ الأولى
وعليكَ تَدُلُّ..
وعبرتَ البابَ السادس والعشرين
وعبَرَتك قوافلُ وحروبٌ
سُرّاقٌ للبهجةِ ومواسمُ فيضانِ المعنى
وحقولُ دلالاتٍ، أضرحةٌ، ومشانقُ، صلبانٌ، ورؤىً،
وتآويلٌ، وخرائطُ، أعيادٌ، ومزاميرٌ، وأزاميلٌ، أصنامٌ
عُشّاقٌ، ووصوليون، مواعيدٌ فاتتك، جرائدُ خانتكَ، وسَفرٌ، وحقيبةُ كِتفٍ لم تَسَع الذكرى،
ودموعٌ حَرَّى..
عبَرَتكَ سماؤكَ ، وظلالُكَ، والغيمةُ فوقَك
ضَلَّتْ خطواتُكَ، والهدفُ أضَلُّ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق