وأنا .. أبحث عن بئر ٍ .. في ذاكرة ٍ قفراء
ماء .. ماء .. ماء .. ماء
ماء تخبو فيه .. خلاصة كل العظماء ْ
حلم ٌ .. لا يحسن .. حتى العوم
يُوشك ان يطفو كغريق ٍ .. فوق الماء
كحصاة ٍ .. فوق النهر
أرميها .. فتعوم .. دوائر تتوالد ..
تتناسل ُ أجيالاً .. فوق الماء ْ
تكبرُ .. تكبر ُ.. حتى تتلاشى أشلاء
عبث اَن تَخضَّر .. عروق التين
وَيُورِق ُ زهر التفاح .. بعقر ِ الصحراء ْ
عبث ان نقطع غصن الزيتون ..
وَنشهَر ُ عَوَرَتنا .. عزلاء ْ
ماء .. ماء .. يدفق فيه نماء
اسمع صوت الماء ..
خرير .. يدوي في رأسي ..
يندِب ُ ثاكلتي ... لهفة عطش ٍ ..
لهفة شعر ٍ .. في قلب ..
لا يرعِد ُ فيه .. غمام الشعر ..
إلا .. من نزف الشعراء
فحياء الفارس ان يَقبِر َ .. عار هزيمته ..
وَجل ٌ.. دون دماء
كابوس ٌ يُعرِج ُ بي عَوداً .. من بِدء التاريخ
وأبحث .. ابحث .. عن اسمي في جثث القتلى
أبحث عن وطني البدوي .. في ذاكرة قفراء
وأبحث عن بئر .. عن واحة غيد ..
عن إعرابي ٍ .. يعرف ذئباً ..
يؤنس ُ في رفقته ..
نعجة ُ قلبي .. في الصحراء
تَيه ٌ .. ورمال .. وعبيد ..
وسياط .. تختص .. بجَلد ِ الفقراء
هذيان ٌ من عطش ٍ.. ينكس ُ راحلتي العضباء
فأضَل ُ وحيداً .. أندِب ُ حُزني ..
أندِب ُ خجلي أندِب ُ عاري ..
أندِب ُ سوء الطالع ِ .. في النكباء
ظمأٌ.. وسراب .. في الصحراء
عطش وضياع .. في عقر الصحراء
جوع يفتك .. حتى بالموت
ولا نملك ُ .. إِلا الصحراء
حتى جاء .... وما أعظم من جاء
لله الشكر .. بما اعطى
لله الشكر .. بما شاء
بئر يكفي .. لعبادة .. رب الصحراء
بئر يكفي .. كل قناعات الفقراء ..
اَن تكبح ذاك الجوع ..
وتحيا تحيا .. في عش النبلاء
بئرٌ يكفي .. نهَم جِياع الأرض ..
وكل السراق وحتى .. داعش والغبراء
بئر يكفي .. اَن نُعلن للعالم ...
انَ النفط وريد يجري بدماء .. بدماء سوداء
انَ النفط دماء الأجداد .. دماء حضارتنا الصمَّاء
انَ الحرية لا تنزف إلا .. فوق ثياب الثوار .. عَزاء
انَ البسمة ... صرخة ثغر ٍ ..
في وجه الأحزان .. رثاء
وعويل الأطفال .. جراح ..
تعتصر الآلام .. بكاء
ما أبخس أثمان بلادي .. طول .. عرض
وطن .. يتوضأ بالحزن ..
صلاة العيد ... بمحض ِ رياء
وطن تُفقأ فيه عيون .. كانت ترنو .. بلهاء
وطن لا يعرف .. إلا اَن نُدفَن َ أحياء
*رحيم خلف اللامي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق