*نجية الأحمدي
كصوفي خاشع في رقصة عشق إلاهي، يصغي الشاعر "عبد الجواد الخنيفي" في ديوانه "أبتسم للغابة" لموسيقى الكون ولغته الموحدة وهو ينتظر ألوان الطيف والصباحات على الشرفات ويحاول أن يقبض على خيوط الطفولة وذكريات قصية مرت به ومر
بها
بحرف باذخ شامخ الجرح يبتسم الشاعر ابتسامة الألم والأمل وهو يتساءل من أين يبدأ النهار ويقتفي أثر بورخيس في الحديقة، ويُسائل الطريق التي نسيت أبناءها دون رد أو ذكرى ،والذئاب عما تريده من نظرات الميتين.
حاله حال العاشقين يحمل النهر داخله،يصادق الليل ،يناجي الغيمة والنجمات ،البحر والعصافير، الصحراء والغجر ويحدث المرايا عن أسراره وأسرارها.
ولأن الشاعر يتذكر ولا ينسى ، فهو لم ينس الوردة المذعورة على رأس الجبل ، وتوق الطائر السجين لسماء بلا قفص، ولا المدينة الزرقاء التي تسكنه بساحة حمامها والقصبة ، ولا وصايا الجدة ولا معاطف الأصدقاء.
بعين القلب والروح يقبض الشاعر على حكمة الأعماق وفصاحة الصمت، وبلغة أنيقة سلسة و صور موغلة في الجمال يسلب منك الدهشة ويستدرجك إلى نهره ثم يترك لك مهمة البحث عن مجراه والضفاف
*الشاعرة المغربية
نجية الأحمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق