حرص سعيد كعادته على أن يكون الحفل مميزا خاصة وأنه حفل تكريم رئيسه المدير العام للشركة التي يعمل بها منذ سنين خلت. يشرف على تنظيم الحفل ولا يهدف إلى شيء سوى الإخلاص في عمل كلف به. في الحقيقة سعيد لا يعرف الكثير عن المدير الجديد. جهات معينة اتصلت به وطلبت منه بإلحاح شديد أن يشرف على تنظيم هذا الحفل الهام بمناسبة ترقية الحاج عبد المغيث إلى مدير عام للشركة. لكن بعض الإشاعات تفيد أن المحتفى به يعتزم الترشيح للاستحقاقات البرلمانية.لا أحد يعرف بالتحديد من هو الحاج عبد المغيث، فهو حديث العهد بالشركة و بالمدينة. يقال إنه عاد مؤخرا إلى المغرب بعد أن أنهى دراسته بالديار الهولندية التي هاجر إليها أهله بعد الاستقلال مباشرة. ويقال أيضا إنه تنقل بين شركات صغيرة قبل أن يستقر بهذه الشركة الكبيرة الحجم و المهمة على
المستوى الوطني و الإفريقي ويتربع على كرسي الإدارة.
جو من الاستغراب عم الأجواء والكل يتساءل بصوت خافت كيف وصل الحاج عبد المغيث بهذه السرعة الصاروخية إلى منصب مدير الإدارة و هو الوافد الجديد على المدينة. وساطة أم رشوة؟ أم مؤهلات تميز بها دون سواه؟ لكن سرعان ما تلاشت موجة الاستغراب هذه..لقد ألفت الساكنة هذا المشهد. فبعد أن استبشروا خيرا بما عرفته المدينة من تطور صناعي وإحداث وحدات صناعية متعددة أكد المسؤولون في الوزارة الوصية أنها ستخلق فرص الشغل وتقلل من البطالة- وبالتالي تقضي على احتجاجات حاملي الشواهد التي تشهدها ساحة النافورة على امتداد السنة- يتفاجؤون بمرارة ويصدمون بما آل إليه حلمهم. شباب المدينة و الجهة الذين حالفهم الحظ ،تم قبولهم في هذه الوحدات كيد عاملة. يستغلون أبشع استغلال. ساعات طويلة من العمل المضني و اجر زهيد.أما الوظائف و المناصب الكبرى فهي محجوزة لأبناء المدن الكبرى الأخرى. يأتون في سيارات فاخرة. أكثرهم ليس في حاجة لهذه الوظيفة.يحتلون كراسي بدون عمل محدد كوزراء بدون حقيبة. ويظل شباب الجهة تحت رحمة رؤسائه وإن احتج أو انخرط في العمل النقابي يكون مصيره الطرد. يطرد الشبان ويعوضون بالفتيات. التعامل مع الفتيات أسهل. لكن ما يدعو أيضا إلى الحيرة والتساؤل هو حكاية الترشيح. كيف لإنسان عاش بعيدا عن الوطن مدة من الزمن الغير القصيرة أن يتفهم مشاكل المجتمع المغربي وتطلعاته؟ أم هي وصفة ناجعة لتقصير الطريق والوصول لأرفع المناصب بالركوب على قضية المرأة و الشباب و المعاقين؟ على العموم سعيد وحده لا يمكن أن يغير الوضع. كتب كثيرا وتكلم كثيرا وناضل من أجل حقوق الإنسان. احتجاجاته وتضحياته استفاد منها الآخرون. والآن ككل المثقفين، عاد إلى نفسه يهتم بكتابته ويرتاح في عالمه الحالم، يكتفي بالقيام بواجبه بنزاهته المعهودة .
امتلأت القاعة عن آخرها بالمدعوين وكذا بعض الفضوليين. اتخذ سعيد مقعدا في الصف الأمامي ريثما يلتحق المحتفى به الذي تأخر عن الموعد بأكثر من ساعة لدرجة أن الحضور الذي استمتع بمعزوفات راقية على آلة العود، كاد أن ينساه. وإذا بضجة في مدخل القاعة تعلن قدوم سي عبد المغيث الذي يدخل متبخترا كالطاووس ينفش ريشه ويمشي كأنه نجم سينمائي في مهرجان كان، يصافح بعض المتملقين بسرعة كما يفعل بعض الفنانين في أستوديو دوزيم. يحاول عبثا أن يبدو أطول من قامته واخف من وزنه، يفضحه قميصه الذي أضاع بعض ازراره من فرط السمنة. وقف سعيد لمصافحته دون مبالغة ثم تراجع بهدوء للوراء تاركا مكانه لسيدة بدينة أغرقت وجهها بمختلف المساحيق. اتخذ سي عبد المغيث المقعد المخصص له على المنصة ثم بحركة سريعة أزاح من أمامه باقة الأقحوان التي تحجبه عن الأنظار ليضعها بعد ذلك عند قدميه. بعد كلمة الترحيب أعطيت الكلمة للمتدخلين وشيئا فشيئا بدأت الابتسامة تغيب عن المحتفى به ليحل محلها توتر شديد. يتحرك كمن يجلس على الشوك آو كمن أصابته نوبة البواسير، يقضم أظافره بشدة و بسرعة غريبة وهو ينظر ممتعضا تارة إلى منشط الحفل وتارة إلى سعيد. هل تعمدوا اهانته ؟ الكل يمدح سعيد . لمن الحفل إذن ؟ تنبه المنشط و حاول بدبلوماسية وحكمة معالجة الموضوع لكن سي عبد المغيث لم يمهله. تمكن منه الغضب. اخذ الكلمة دون استئذان معلنا أن لديه التزامات مهمة. يتلعثم في الكلام ، يخلط بين الفصحى والعامية متجاهلا المنشط الذي يحاول أن يفهمه بلباقة أن الحفل في بدايته وان المادة المبرمجة هي قصيدة شعر وموسيقى. ابتسم مستهزئا:
-أنا فعلا ملتزم بموعد هام بعد اقل من ربع ساعة ومن مبادئي احترام المواعيد ولكن لابد لي قبل ذلك أن أشكركم على هذا الحفل الجميل..
وقف ولم تنتصب قامته ليقول ها أنذا. يسرد طفولته وينشر تفاصيل حياته ومعانات عائلته من جراء الاضطهاد والفقر مفتخرا بنضالاته التي لا يعلمها عنه أحد سواه. تلاشت معالم الفرحة وانقلب الاحتفال إلى مرثيات وبكائيات. كاد أن يجهش بالبكاء. خيم صمت رهيب على القاعة. توقف لحظة عن الحكي وانهمرت دموعه، وتماما كما يحدث في برنامج قصة الناس أو الخيط الأبيض. يستمر الصمت. تنتظر القاعة. و ماذا بعد؟ وإذا بالسيدة البدينة تمزق السكون بكعبها العالي وتضع أمامه علبة المناديل الورقية. رأت أن من واجبها فتح العلبة وإن دعا الأمر، ربما تقترب أكثر لتمسح دموعه وتؤكد بذلك وجودها. ويبدو أنه استعاد قوته وقد استقامت السيدة في جلستها أمام ناظريه مستعرضة مفاتنها.
واصل حديثه وقد استقرت نظراته على فخذي السيدة المتعاطفة. استعمل كل الصادات ” شركتنا عريقة مشهود لها بالصدق والصراحة والصمود، تتقبل بصدر رحب كل مجتهد صبور غيور على مصلحة البلاد والعباد، هي الآن متوازنة بكل فروعها تحتل الصدارة في اقتصاد البلد. وأنا أعدكم بكل مصداقية على أن أكون حريصا على خدمة الصالح العام. ” نسي أو تناسى موعده الهام وانفرجت أساريره وسال لعابه ولم يعد ينظر إلى ساعته ونسي ولو لحظة حقده على سعيد الذي سرق منه الأضواء، سعيد هذا المثقف أكثر من اللازم. استسمج الحضور وتوجه رأسا ليشكر السيدة على تحملها مشقة حمل علبة المناديل الورقية وترك القاعة يتبختر بحدائه الأسود اللامع والسيدة البدينة بجانبه فقد تأتيه نوبة أخرى من البكاء. حقا وافق شن طبقة.
وماهي إلا أيام قليلة حتى تفاجأ موظفو الشركة بنبأ تولى شاب جديد منصب السكرتير الخاص لسي عبد المغيث بدل سعيد. شاب ليس له من المؤهلات سوى مؤهلات والدته الخبيرة في تقديم علبة المناديل الورقية لمسح كل معاني الديمقراطية و الاستقامة و المساواة و كل مبادئ الشركة العريقة. لكنها علبة خاصة معطرة لدرجة اختلطت بملابس المدير العام و بأنفاسه حركت فيه غريزة و أحاسيس كان قد فقدها شيئا في غمرة ركوده بين شركات ضعيفة إلى أن وصل إلى أعلى منصب في الشركة العريقة. علبة مسحت عرقه وأنسته قبحه و أصبحت لصيقة به كظله. رأى الموظفون أن هذا تعسف في حق سعيد، لكن سعيد يقول” رب ضارة نافعة “، سيتفرغ لأبحاثه و إبداعاته.
في أحد الأيام أعلن الدير أنه سيسافر في مهمة لأوروبا، وفي المساء و بعد خروج كل الموظفين حذر السيدة البدينة – عبر الهاتف- أنه سيغادر الوطن لبضعة أيام صحبة زوجته ثم أقفل كل الهواتف. لكن السيدة تذكرت أنها لم تتقدم بلائحة الطلبات كما هي العادة كلما سافر. هي متأكدة من أنه لن ينسى هديتها…هذا لا يكفي ..الهدية بعد اللائحة الطويلة، تشتغل كمصاصة الدماء. امتطت سيارتها..آخر موضة هدية من سي عبد المغيث وانطلت كالسهم قبل أن يترك الشركة. توجهت رأسا لمكتبه، سوف تكون مفاجأة جميلة بالنسبة له. زيارة تعوضه فراقها مدة السفر. فتحت باب المكتب متسللة بهدوء، ثم تجمدت في مكانها مذهولة من هول الصدمة. كان سي عبد المغيث في وضعية حميمية جدا مع سكرتيره الخاص، ابنها، وبجانبهما علبة المناديل الورقية من النوع الرفيع.
* امينة السحاقي
المستوى الوطني و الإفريقي ويتربع على كرسي الإدارة.
جو من الاستغراب عم الأجواء والكل يتساءل بصوت خافت كيف وصل الحاج عبد المغيث بهذه السرعة الصاروخية إلى منصب مدير الإدارة و هو الوافد الجديد على المدينة. وساطة أم رشوة؟ أم مؤهلات تميز بها دون سواه؟ لكن سرعان ما تلاشت موجة الاستغراب هذه..لقد ألفت الساكنة هذا المشهد. فبعد أن استبشروا خيرا بما عرفته المدينة من تطور صناعي وإحداث وحدات صناعية متعددة أكد المسؤولون في الوزارة الوصية أنها ستخلق فرص الشغل وتقلل من البطالة- وبالتالي تقضي على احتجاجات حاملي الشواهد التي تشهدها ساحة النافورة على امتداد السنة- يتفاجؤون بمرارة ويصدمون بما آل إليه حلمهم. شباب المدينة و الجهة الذين حالفهم الحظ ،تم قبولهم في هذه الوحدات كيد عاملة. يستغلون أبشع استغلال. ساعات طويلة من العمل المضني و اجر زهيد.أما الوظائف و المناصب الكبرى فهي محجوزة لأبناء المدن الكبرى الأخرى. يأتون في سيارات فاخرة. أكثرهم ليس في حاجة لهذه الوظيفة.يحتلون كراسي بدون عمل محدد كوزراء بدون حقيبة. ويظل شباب الجهة تحت رحمة رؤسائه وإن احتج أو انخرط في العمل النقابي يكون مصيره الطرد. يطرد الشبان ويعوضون بالفتيات. التعامل مع الفتيات أسهل. لكن ما يدعو أيضا إلى الحيرة والتساؤل هو حكاية الترشيح. كيف لإنسان عاش بعيدا عن الوطن مدة من الزمن الغير القصيرة أن يتفهم مشاكل المجتمع المغربي وتطلعاته؟ أم هي وصفة ناجعة لتقصير الطريق والوصول لأرفع المناصب بالركوب على قضية المرأة و الشباب و المعاقين؟ على العموم سعيد وحده لا يمكن أن يغير الوضع. كتب كثيرا وتكلم كثيرا وناضل من أجل حقوق الإنسان. احتجاجاته وتضحياته استفاد منها الآخرون. والآن ككل المثقفين، عاد إلى نفسه يهتم بكتابته ويرتاح في عالمه الحالم، يكتفي بالقيام بواجبه بنزاهته المعهودة .
امتلأت القاعة عن آخرها بالمدعوين وكذا بعض الفضوليين. اتخذ سعيد مقعدا في الصف الأمامي ريثما يلتحق المحتفى به الذي تأخر عن الموعد بأكثر من ساعة لدرجة أن الحضور الذي استمتع بمعزوفات راقية على آلة العود، كاد أن ينساه. وإذا بضجة في مدخل القاعة تعلن قدوم سي عبد المغيث الذي يدخل متبخترا كالطاووس ينفش ريشه ويمشي كأنه نجم سينمائي في مهرجان كان، يصافح بعض المتملقين بسرعة كما يفعل بعض الفنانين في أستوديو دوزيم. يحاول عبثا أن يبدو أطول من قامته واخف من وزنه، يفضحه قميصه الذي أضاع بعض ازراره من فرط السمنة. وقف سعيد لمصافحته دون مبالغة ثم تراجع بهدوء للوراء تاركا مكانه لسيدة بدينة أغرقت وجهها بمختلف المساحيق. اتخذ سي عبد المغيث المقعد المخصص له على المنصة ثم بحركة سريعة أزاح من أمامه باقة الأقحوان التي تحجبه عن الأنظار ليضعها بعد ذلك عند قدميه. بعد كلمة الترحيب أعطيت الكلمة للمتدخلين وشيئا فشيئا بدأت الابتسامة تغيب عن المحتفى به ليحل محلها توتر شديد. يتحرك كمن يجلس على الشوك آو كمن أصابته نوبة البواسير، يقضم أظافره بشدة و بسرعة غريبة وهو ينظر ممتعضا تارة إلى منشط الحفل وتارة إلى سعيد. هل تعمدوا اهانته ؟ الكل يمدح سعيد . لمن الحفل إذن ؟ تنبه المنشط و حاول بدبلوماسية وحكمة معالجة الموضوع لكن سي عبد المغيث لم يمهله. تمكن منه الغضب. اخذ الكلمة دون استئذان معلنا أن لديه التزامات مهمة. يتلعثم في الكلام ، يخلط بين الفصحى والعامية متجاهلا المنشط الذي يحاول أن يفهمه بلباقة أن الحفل في بدايته وان المادة المبرمجة هي قصيدة شعر وموسيقى. ابتسم مستهزئا:
-أنا فعلا ملتزم بموعد هام بعد اقل من ربع ساعة ومن مبادئي احترام المواعيد ولكن لابد لي قبل ذلك أن أشكركم على هذا الحفل الجميل..
وقف ولم تنتصب قامته ليقول ها أنذا. يسرد طفولته وينشر تفاصيل حياته ومعانات عائلته من جراء الاضطهاد والفقر مفتخرا بنضالاته التي لا يعلمها عنه أحد سواه. تلاشت معالم الفرحة وانقلب الاحتفال إلى مرثيات وبكائيات. كاد أن يجهش بالبكاء. خيم صمت رهيب على القاعة. توقف لحظة عن الحكي وانهمرت دموعه، وتماما كما يحدث في برنامج قصة الناس أو الخيط الأبيض. يستمر الصمت. تنتظر القاعة. و ماذا بعد؟ وإذا بالسيدة البدينة تمزق السكون بكعبها العالي وتضع أمامه علبة المناديل الورقية. رأت أن من واجبها فتح العلبة وإن دعا الأمر، ربما تقترب أكثر لتمسح دموعه وتؤكد بذلك وجودها. ويبدو أنه استعاد قوته وقد استقامت السيدة في جلستها أمام ناظريه مستعرضة مفاتنها.
واصل حديثه وقد استقرت نظراته على فخذي السيدة المتعاطفة. استعمل كل الصادات ” شركتنا عريقة مشهود لها بالصدق والصراحة والصمود، تتقبل بصدر رحب كل مجتهد صبور غيور على مصلحة البلاد والعباد، هي الآن متوازنة بكل فروعها تحتل الصدارة في اقتصاد البلد. وأنا أعدكم بكل مصداقية على أن أكون حريصا على خدمة الصالح العام. ” نسي أو تناسى موعده الهام وانفرجت أساريره وسال لعابه ولم يعد ينظر إلى ساعته ونسي ولو لحظة حقده على سعيد الذي سرق منه الأضواء، سعيد هذا المثقف أكثر من اللازم. استسمج الحضور وتوجه رأسا ليشكر السيدة على تحملها مشقة حمل علبة المناديل الورقية وترك القاعة يتبختر بحدائه الأسود اللامع والسيدة البدينة بجانبه فقد تأتيه نوبة أخرى من البكاء. حقا وافق شن طبقة.
وماهي إلا أيام قليلة حتى تفاجأ موظفو الشركة بنبأ تولى شاب جديد منصب السكرتير الخاص لسي عبد المغيث بدل سعيد. شاب ليس له من المؤهلات سوى مؤهلات والدته الخبيرة في تقديم علبة المناديل الورقية لمسح كل معاني الديمقراطية و الاستقامة و المساواة و كل مبادئ الشركة العريقة. لكنها علبة خاصة معطرة لدرجة اختلطت بملابس المدير العام و بأنفاسه حركت فيه غريزة و أحاسيس كان قد فقدها شيئا في غمرة ركوده بين شركات ضعيفة إلى أن وصل إلى أعلى منصب في الشركة العريقة. علبة مسحت عرقه وأنسته قبحه و أصبحت لصيقة به كظله. رأى الموظفون أن هذا تعسف في حق سعيد، لكن سعيد يقول” رب ضارة نافعة “، سيتفرغ لأبحاثه و إبداعاته.
في أحد الأيام أعلن الدير أنه سيسافر في مهمة لأوروبا، وفي المساء و بعد خروج كل الموظفين حذر السيدة البدينة – عبر الهاتف- أنه سيغادر الوطن لبضعة أيام صحبة زوجته ثم أقفل كل الهواتف. لكن السيدة تذكرت أنها لم تتقدم بلائحة الطلبات كما هي العادة كلما سافر. هي متأكدة من أنه لن ينسى هديتها…هذا لا يكفي ..الهدية بعد اللائحة الطويلة، تشتغل كمصاصة الدماء. امتطت سيارتها..آخر موضة هدية من سي عبد المغيث وانطلت كالسهم قبل أن يترك الشركة. توجهت رأسا لمكتبه، سوف تكون مفاجأة جميلة بالنسبة له. زيارة تعوضه فراقها مدة السفر. فتحت باب المكتب متسللة بهدوء، ثم تجمدت في مكانها مذهولة من هول الصدمة. كان سي عبد المغيث في وضعية حميمية جدا مع سكرتيره الخاص، ابنها، وبجانبهما علبة المناديل الورقية من النوع الرفيع.
* امينة السحاقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق