النص:صمت النواقيس لـ فتحية دبش
القراءة: القاص بسام الاشرم
الرد على القراءة: فتحية دبش
*النص
تململت قليلا تحت اغطيتي ، عقدت يدي بين فخذي و اتخذت وضع الجنين . كان الصبح يتسلل من بين النوافذ و الأبواب و رائحة القهوة و الخبز الساخن تدغدغني . سمعت امي تهمس لأبي قي دلال أنها تنتظره على القهوة قبل أن ينهض الشياطين الصغار، يحلو لهما أن يطلقا هذه الصفة علينا مزاحا و مداعبة . تقول امي أنها في اجازة منا عندما ننام و تخفت الجلبة حولها. كنت أسمع همسهما أحيانا حالما نغيب في ظلمة الغرف.
بعد همس و ضحكات كخفق الفراش، سمعت خطوات امي
تقترب من غرفتي و أعدت التململ مرة أخيرة قبل أن يلفح برد الصباح ساقي و كامل جسمي، تثاقلت قليلا، أفرك عينين مليئتين بالنعاس و أبعد عني هواجس يومي!
اليوم يوم الأربعاء، ؛ يوم عطلة مدرسية أسبوعية ، تطوف بنا أمي، أخي و انا، و كأنها سائقة سيارة أجرة ، تصاحب كل منا إلى المسبح و ملعب كرة القدم و الكنيسة ...
هناك التقيت رفاقا كثر و لكننا قليلا ما نتحدث، يخيم صمت رهيب على العيون و الأفواه من أول الحصة إلى آخرها. كان الأب راؤول ببدلته البيضاء يضفي على المكان هيبة و جلالا لا نجرؤ معه على الحراك. .. قبل أن نغادر كان ينادينا إلى الخلوة للتخفيف من ذنوبنا التي نقترف بين الحصة والأخرى و ذنوبنا كانت كثيرة. ..وكان الأب راؤول بارعا في كشفها.
هذا الأسبوع سيكون دوري في طلب الشفاعة ، سيأخذني خلف الحجاب و سادفع ثمن الشفاعة ، لكنني لا افهم سرالأب في اهتزازه العنيف و هو يامرني بفك اقفاله الواحد تلو الآخر. . يربت على كتفي في النهاية و يهون علي زلاتي و يقول إنها فعل الطفولة و لا ضرر علي. لكنه في آخر مرة بدا أكثر صرامة وغالى في شروط الشفاعة، طلب مني أشياء غريبة! لأول مرة يومها يغيب على أذني صوت النواقيس .
اطرقت و أنا أشرب حليب الصباح ، تباطات وتكاسلت . و رغم ذلك حرصت أمي على أن لا اتغيب عن الحصة. عندما وصنا كان الما حادا يمزق بطني و اطرافي تفور حرارة. .. قلت لأمي أنني لا أريد أن أدخل خلوة الأب راؤول!
*قراءة الأستاذ بسام الاشرم...
هذا الاستهلال لوحده نص هادئ جميل أعجبتني بدايته الشاعرية و قفلته الأكثر من رائعة
فقط يحتاج لعنوان مناسب /
.
(( تململتُ قليلاً تحت أغطيتي ، عقدتُ يديّ بين فخذيّ و اتخذتُ وضع الجنين .
كان الصبح يتسلل من بين النوافذ و الأبواب و رائحة القهوة و الخبز الساخن تُدغدغني .
سمعتُ أمي تهمس لأبي في دلال أنها تنتظره على القهوة قبل أن ينهض الشياطين الصغار،
يحلو لهما أن يطلقا هذه الصفة علينا مزاحاً و مُداعبة .
تقول أمي أنها في إجازة مِنّا عندما ننام و تخفت الجلبة حولها.
كنت أسمع همسهما أحيانا حالما نغيب في ظُلمة الغُرَف ))
.
الجزء التالي من النص هو نص مستقل بذاته لم أستطع الربط بينه و بين الجزء الأول
و قد لامست تطويلاً في السرد ربما لو تم إيجازه لكان أجمل
و مع ذلك استوقفتني جرأة الطرح فأنا ممن يعشقون ذلك
قضية مهمة جداً تناولها النص و هي إحدى القضايا الممنوع تناولها
كالسفاح و غيرها من الأمور التي تنخُر مجتمعاتنا .
أعتقد أن دور الأقلام تسليط الضوء على قضايا الأمّة
سياسية و اجتماعية و دينية و أخلاقية و إلّا فما فائدة ما نكتب .
واضح أن النص كان عند بداياتكم أستاذة فتحية دبش و مع ذلك كان رائعاً ..
تحياتي و الاحترام .
* دفاعا عن النص/ فتحية دبش.
دفاعا عن النص " صمت النواقيس"
تصدير: ليست هذه المداخلة نوعا من النرجسية و لا هي عملية اشهارية للنص و لكنها استجابة لفكرة راودتني حين قراءة جملة التعليقات و خاصة منها تعليق الاستاذ القاص بسام الأشرم، و الى جانب التعليق كان هناك نقاش على الخاص بيني و بين الصديقة المبدغة دنيا ربيعي حول الاستهلال و المنزع الذي تنزع اليه كتاباتي عموما....و كثيرا ما شبهت كتاباتي بكتابات احلام مستغانمي من حيث التفاصيل التي يراها البعض اباحية.
بداية أشكر جزيلا الصديقات و الأصدقاء الذين وقفوا على النص بالقراءة و التعليق...
في ردي سأقف على نقطتين مهمتين و هما العلاقة بين الاستهلال و القفلة في نصي هذا و أيضا عملية التلقي الفايسبوكية إن صح التعبير للنصوص المنشورة بشكل عام.
عتبة النص الاأولى/العنوان: صمت النواقيس، مركب إضافي قائم على تباين دلالي و تضاد لا تخطئه العين القارئة.
إذ من المعروف أن النواقيس صاخبة، مدوية و هي بالدرجة الأولى تستخدم لإحداث صوت، و هو مضرب الكنائس للتنبيه عن دوران الساعة أو إعلان وقت الصلاة و التجمع . و نقول (دق ناقوس الخطر) عندما ينذر بوقوعه حسب ما جاء في قاموس المعاني.
غير أن العنوان في جزءه الأول (صمت) يجعل هذه النواقيس خرساء صامتة و صمتها ليس من سيماتها . و من هنا نتوقع ن يكون المتن تعليلا لهذا الصمت و إحاطة بهذه الثنائيات المتضادة: صمت# ضجيج، خطر# أمان...
أما عن الاستهلال، و قد رأى الأستاذ بسام الأشرم أنه نص بذاته كما رآه البعض الآخر نصا أقرب إلى الإباحية منه لموضوع النص، فهو تأطير أو بالأحرى كشف عن الظروف النفسية للسارد /الطفل .
فبعد أن حدد الكاتب إطاره المكاني(الفراش/الغرفة) و ما يحيل عليه من حميمية و الزمان ( الصباح )و ما يحيل عليه من انفتاح على الحياة انتقل إلى رسم ملامح الشخصية البطلة . غير أن هذا الرسم لم يكن مصرحا به بحيث أن الكاتب لم يتعرض إلى وصف للشخصية فيزيولوجيا و إنما سيكولوجيا، و هكذا تتماهى الفكرة مع العنوان بحيث لا تكشف الصخب و إنما توحي بالعمق الساكت( اللاصاخب) أن صح القول.
فإذا بالسارد يقول(عقدت يدي بين فخذي ) ، حين قراءة هذه العبارة مستقلة ننحو نحو القراءة الجنسانية للنص و تنغلق رقعة التلقي في مجال إباحي يجعل القارئ يبحث عن ملامح الاثارة في كل ما سيلي ، و هي فعلا مجازفة لا بأس بها عند القراءة الأولى. لكن تنتقل الرؤية بسرعة من الرقعة الجنسانية إلى الرقعة السيكولوجية حيث (اتخذت وضعية الجنين)و هي وضعية تخرج من بالاستهلال من حيز إباحي كما سلف الذكر إلى حيز التحليل النفسي للحركات و السكنات. إذ يرى المحللون النفسيون أن هذا الوضع يكشف عن شدة حساسية الشخصية و هو أيضا وضع يتخذه الشخص المصاب برعب ما للتقليل من حدة الشعور بالرعب أو بالألم أو البحث عن الحماية داخل الذات بعد أن انعدمت خارجها و كذلك تعبير عن الانسحاب من عالم مرفوض إلى آخر مأمول(انظر جوجل)،
البطل السارد يصف حالة من السلام داخل الأسرة: جو من الحب و الوئام بين الزوجين فيما يصف حالة من العنف و القلق و التوتر و التأزم النفسي في شخصيته.
و هذه الثنائية ، ظاهر هادئ و باطن متازم هذه ثنائية الحالات القصوى من الألم جراء الممارسلت المسكوت عنها، فالمرأة المعنفة مثلا تبدو متزنة في الظاهر و هي محطمة في الداخل، الشخصية المغتصَبة تبدو متقبلة في الظاهر و هي صنو الرفض في الباطن، و كذلك الطفل الذي يبدو نموذجيا في الظاهر هو مهتز في الباطن حتى أن علماء التربية و الاجتماع يحرصون على الربط بين السلوك الأكثر توازنا مع الباطن الأكثر اختلالا.
السارد /الطفل يعي تماما أن انبلاج الصباح في يوم عطلته المدرسية و نشاطاته الخارجية ليس فسحة مع أمه في حديقة الحيوانات و إنما هو لقاء ثقيل مع الأب راؤول في الخلوة و التكفير عن معصية هو لا يدركها و لكن الأب راؤول يقنعه باقترافها كما يقنع بقية الأطفال و هكذا يقدمون تباعا فروض الغفران ...
و كم من طفل تم اغتصابه من أولي السلطة أيا كانت هذه السلطة (الااسرة، المدرس، الطبيب، رجل الدين، صديق العائلة.....)
بين الاستهلال و القفلة علاقة تجعل من النص دائريا، حين يعبر المفتتح على حالة من الرعب بتعبير الجسد تكشف عنها النهاية بتعبير اللسان، تلك النواقيس التي ضجت ايذانا بالتجمع للصلاة خرساء كانت حين الخلوة و ذلك اللسان الأخرس حين الخلوة نطق حين الموعد الجديد...
في مثل هذه الحالات غالبا ما تكون للأسرة و المجتمع عامة ثقة تامة بحكم سلطة ما، في الفاعل و عادة ما يقع اهمال كل علامات لفت النظر من الضحية إلى حين يترجم اللسان هول المصيبة. و غالبا ايضا ما تقبل الضحية الفعل المسلط عليها ظنا منها بقدريته و مسؤوليتها في ذلك إلى أن يصل الألم ذروته و يعجز الجسد على التحمل فتنطق الروح....
و اختم بان عملية التلقي الرقمية تجهض في كثير من الاحيان بعض النصوص....
القراءة: القاص بسام الاشرم
الرد على القراءة: فتحية دبش
*النص
تململت قليلا تحت اغطيتي ، عقدت يدي بين فخذي و اتخذت وضع الجنين . كان الصبح يتسلل من بين النوافذ و الأبواب و رائحة القهوة و الخبز الساخن تدغدغني . سمعت امي تهمس لأبي قي دلال أنها تنتظره على القهوة قبل أن ينهض الشياطين الصغار، يحلو لهما أن يطلقا هذه الصفة علينا مزاحا و مداعبة . تقول امي أنها في اجازة منا عندما ننام و تخفت الجلبة حولها. كنت أسمع همسهما أحيانا حالما نغيب في ظلمة الغرف.
بعد همس و ضحكات كخفق الفراش، سمعت خطوات امي
تقترب من غرفتي و أعدت التململ مرة أخيرة قبل أن يلفح برد الصباح ساقي و كامل جسمي، تثاقلت قليلا، أفرك عينين مليئتين بالنعاس و أبعد عني هواجس يومي!
اليوم يوم الأربعاء، ؛ يوم عطلة مدرسية أسبوعية ، تطوف بنا أمي، أخي و انا، و كأنها سائقة سيارة أجرة ، تصاحب كل منا إلى المسبح و ملعب كرة القدم و الكنيسة ...
هناك التقيت رفاقا كثر و لكننا قليلا ما نتحدث، يخيم صمت رهيب على العيون و الأفواه من أول الحصة إلى آخرها. كان الأب راؤول ببدلته البيضاء يضفي على المكان هيبة و جلالا لا نجرؤ معه على الحراك. .. قبل أن نغادر كان ينادينا إلى الخلوة للتخفيف من ذنوبنا التي نقترف بين الحصة والأخرى و ذنوبنا كانت كثيرة. ..وكان الأب راؤول بارعا في كشفها.
هذا الأسبوع سيكون دوري في طلب الشفاعة ، سيأخذني خلف الحجاب و سادفع ثمن الشفاعة ، لكنني لا افهم سرالأب في اهتزازه العنيف و هو يامرني بفك اقفاله الواحد تلو الآخر. . يربت على كتفي في النهاية و يهون علي زلاتي و يقول إنها فعل الطفولة و لا ضرر علي. لكنه في آخر مرة بدا أكثر صرامة وغالى في شروط الشفاعة، طلب مني أشياء غريبة! لأول مرة يومها يغيب على أذني صوت النواقيس .
اطرقت و أنا أشرب حليب الصباح ، تباطات وتكاسلت . و رغم ذلك حرصت أمي على أن لا اتغيب عن الحصة. عندما وصنا كان الما حادا يمزق بطني و اطرافي تفور حرارة. .. قلت لأمي أنني لا أريد أن أدخل خلوة الأب راؤول!
*قراءة الأستاذ بسام الاشرم...
هذا الاستهلال لوحده نص هادئ جميل أعجبتني بدايته الشاعرية و قفلته الأكثر من رائعة
فقط يحتاج لعنوان مناسب /
.
(( تململتُ قليلاً تحت أغطيتي ، عقدتُ يديّ بين فخذيّ و اتخذتُ وضع الجنين .
كان الصبح يتسلل من بين النوافذ و الأبواب و رائحة القهوة و الخبز الساخن تُدغدغني .
سمعتُ أمي تهمس لأبي في دلال أنها تنتظره على القهوة قبل أن ينهض الشياطين الصغار،
يحلو لهما أن يطلقا هذه الصفة علينا مزاحاً و مُداعبة .
تقول أمي أنها في إجازة مِنّا عندما ننام و تخفت الجلبة حولها.
كنت أسمع همسهما أحيانا حالما نغيب في ظُلمة الغُرَف ))
.
الجزء التالي من النص هو نص مستقل بذاته لم أستطع الربط بينه و بين الجزء الأول
و قد لامست تطويلاً في السرد ربما لو تم إيجازه لكان أجمل
و مع ذلك استوقفتني جرأة الطرح فأنا ممن يعشقون ذلك
قضية مهمة جداً تناولها النص و هي إحدى القضايا الممنوع تناولها
كالسفاح و غيرها من الأمور التي تنخُر مجتمعاتنا .
أعتقد أن دور الأقلام تسليط الضوء على قضايا الأمّة
سياسية و اجتماعية و دينية و أخلاقية و إلّا فما فائدة ما نكتب .
واضح أن النص كان عند بداياتكم أستاذة فتحية دبش و مع ذلك كان رائعاً ..
تحياتي و الاحترام .
* دفاعا عن النص/ فتحية دبش.
دفاعا عن النص " صمت النواقيس"
تصدير: ليست هذه المداخلة نوعا من النرجسية و لا هي عملية اشهارية للنص و لكنها استجابة لفكرة راودتني حين قراءة جملة التعليقات و خاصة منها تعليق الاستاذ القاص بسام الأشرم، و الى جانب التعليق كان هناك نقاش على الخاص بيني و بين الصديقة المبدغة دنيا ربيعي حول الاستهلال و المنزع الذي تنزع اليه كتاباتي عموما....و كثيرا ما شبهت كتاباتي بكتابات احلام مستغانمي من حيث التفاصيل التي يراها البعض اباحية.
بداية أشكر جزيلا الصديقات و الأصدقاء الذين وقفوا على النص بالقراءة و التعليق...
في ردي سأقف على نقطتين مهمتين و هما العلاقة بين الاستهلال و القفلة في نصي هذا و أيضا عملية التلقي الفايسبوكية إن صح التعبير للنصوص المنشورة بشكل عام.
عتبة النص الاأولى/العنوان: صمت النواقيس، مركب إضافي قائم على تباين دلالي و تضاد لا تخطئه العين القارئة.
إذ من المعروف أن النواقيس صاخبة، مدوية و هي بالدرجة الأولى تستخدم لإحداث صوت، و هو مضرب الكنائس للتنبيه عن دوران الساعة أو إعلان وقت الصلاة و التجمع . و نقول (دق ناقوس الخطر) عندما ينذر بوقوعه حسب ما جاء في قاموس المعاني.
غير أن العنوان في جزءه الأول (صمت) يجعل هذه النواقيس خرساء صامتة و صمتها ليس من سيماتها . و من هنا نتوقع ن يكون المتن تعليلا لهذا الصمت و إحاطة بهذه الثنائيات المتضادة: صمت# ضجيج، خطر# أمان...
أما عن الاستهلال، و قد رأى الأستاذ بسام الأشرم أنه نص بذاته كما رآه البعض الآخر نصا أقرب إلى الإباحية منه لموضوع النص، فهو تأطير أو بالأحرى كشف عن الظروف النفسية للسارد /الطفل .
فبعد أن حدد الكاتب إطاره المكاني(الفراش/الغرفة) و ما يحيل عليه من حميمية و الزمان ( الصباح )و ما يحيل عليه من انفتاح على الحياة انتقل إلى رسم ملامح الشخصية البطلة . غير أن هذا الرسم لم يكن مصرحا به بحيث أن الكاتب لم يتعرض إلى وصف للشخصية فيزيولوجيا و إنما سيكولوجيا، و هكذا تتماهى الفكرة مع العنوان بحيث لا تكشف الصخب و إنما توحي بالعمق الساكت( اللاصاخب) أن صح القول.
فإذا بالسارد يقول(عقدت يدي بين فخذي ) ، حين قراءة هذه العبارة مستقلة ننحو نحو القراءة الجنسانية للنص و تنغلق رقعة التلقي في مجال إباحي يجعل القارئ يبحث عن ملامح الاثارة في كل ما سيلي ، و هي فعلا مجازفة لا بأس بها عند القراءة الأولى. لكن تنتقل الرؤية بسرعة من الرقعة الجنسانية إلى الرقعة السيكولوجية حيث (اتخذت وضعية الجنين)و هي وضعية تخرج من بالاستهلال من حيز إباحي كما سلف الذكر إلى حيز التحليل النفسي للحركات و السكنات. إذ يرى المحللون النفسيون أن هذا الوضع يكشف عن شدة حساسية الشخصية و هو أيضا وضع يتخذه الشخص المصاب برعب ما للتقليل من حدة الشعور بالرعب أو بالألم أو البحث عن الحماية داخل الذات بعد أن انعدمت خارجها و كذلك تعبير عن الانسحاب من عالم مرفوض إلى آخر مأمول(انظر جوجل)،
البطل السارد يصف حالة من السلام داخل الأسرة: جو من الحب و الوئام بين الزوجين فيما يصف حالة من العنف و القلق و التوتر و التأزم النفسي في شخصيته.
و هذه الثنائية ، ظاهر هادئ و باطن متازم هذه ثنائية الحالات القصوى من الألم جراء الممارسلت المسكوت عنها، فالمرأة المعنفة مثلا تبدو متزنة في الظاهر و هي محطمة في الداخل، الشخصية المغتصَبة تبدو متقبلة في الظاهر و هي صنو الرفض في الباطن، و كذلك الطفل الذي يبدو نموذجيا في الظاهر هو مهتز في الباطن حتى أن علماء التربية و الاجتماع يحرصون على الربط بين السلوك الأكثر توازنا مع الباطن الأكثر اختلالا.
السارد /الطفل يعي تماما أن انبلاج الصباح في يوم عطلته المدرسية و نشاطاته الخارجية ليس فسحة مع أمه في حديقة الحيوانات و إنما هو لقاء ثقيل مع الأب راؤول في الخلوة و التكفير عن معصية هو لا يدركها و لكن الأب راؤول يقنعه باقترافها كما يقنع بقية الأطفال و هكذا يقدمون تباعا فروض الغفران ...
و كم من طفل تم اغتصابه من أولي السلطة أيا كانت هذه السلطة (الااسرة، المدرس، الطبيب، رجل الدين، صديق العائلة.....)
بين الاستهلال و القفلة علاقة تجعل من النص دائريا، حين يعبر المفتتح على حالة من الرعب بتعبير الجسد تكشف عنها النهاية بتعبير اللسان، تلك النواقيس التي ضجت ايذانا بالتجمع للصلاة خرساء كانت حين الخلوة و ذلك اللسان الأخرس حين الخلوة نطق حين الموعد الجديد...
في مثل هذه الحالات غالبا ما تكون للأسرة و المجتمع عامة ثقة تامة بحكم سلطة ما، في الفاعل و عادة ما يقع اهمال كل علامات لفت النظر من الضحية إلى حين يترجم اللسان هول المصيبة. و غالبا ايضا ما تقبل الضحية الفعل المسلط عليها ظنا منها بقدريته و مسؤوليتها في ذلك إلى أن يصل الألم ذروته و يعجز الجسد على التحمل فتنطق الروح....
و اختم بان عملية التلقي الرقمية تجهض في كثير من الاحيان بعض النصوص....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق