قد يجد بعض من الذين سيقرؤون هذه الكلمات أن بها شيء من الغرابة أو ضرب من التخلف أو وجه من الخبل و لكنني ألتمس من قارئيها الروية و التمحيص و القراءة المعمقة التي قد يأخذوا من أعماقها الدرر و من دواخلها الجواهر و لعلها تكون نافعة شافعة لهم و حسبي منهم ذلك.
كنت و ما زلت ذلك الشخص الذي أحب الأدب والكتابة حد العشق و الكلمة الصلدة الراقية حد الوله و إذا بي أمل حروفي التي وجدتها اليوم غير ذي جدوى لأنها تلمس الفؤاد و تمسح على الخافق و تنهض العقول الغافية و لا تصيب إلا القلة القليلة،فمتلقي
اليوم لا يؤمن بالعلم و ما يحصد وبالعاطفة و ما يشعر بل يؤمن بالغريزة و ما يتلذذ فحسب،فإذا كان القارئ و الكاتب متباعدان عن بعضهما البعض و بينهما بون شاسع و فوهة كبيرة فمن الأجدر و الأنفع أن يفصل الخياط لباسا على مقاس صاحبه أو يتوقف تماما عن الخياطة و إني لأرى تنازله عن ما يخيط أو يخط،أحسن له من أن يكتب ضد مبادئه و إحساسه لأن في ذلك جريمة في حق نفسه و في حق قرائه،تساءلت مرارا.أأكون كاتبا سيئا؟؟ لكنني سرعان ما أستطرد:ربما أنا كذلك،إلا أنني أعلم حق العلم و متيقن حق اليقين أنني قارئ جيد.و أغلب ما هو متداول اليوم من كتابات لهي هراء و عبث و لهو و استهتار بالعقول و إيقاظ للشهوات،ففيها من سوء الأدب ما حشاه صاحبه حشوا تنميقا لنصه و تزويقا لكتاباته،فيقدمها للناس كما تقدم العروس البشعة الكثيرة التبرج إلى عريسها المغدور،لذا تراهم مقبلين على هاته الحروف إقبالا واسعا مدهشا و ربما الكثيرين منهم لا يقرؤون من الكتب غير مواقع و أحداث بها عنفوان الغريزة و قمة البذاءة و شفاعة التدني إرضاء لرغبة مكبوتة فيهم أو لاكتشاف عالم غريب لحديثي السن من المراهقين و الأطفال.
إنني من الذين يؤمنون بجودة النص و جماله معنا مفيدا و سردا ماتعا و صورا بديعة تبهر متلقيها فتزيد فيهم الأدب و التأدب و التمسك بمبادئ و عادات ورثناها عن أجدادنا،مبادئ فيها الحياء عنوان و الوقار رفعة و الأخلاق طرابيش تزين هاماتنا و تنير دربا نمشيه غير خائفين على أولادنا من الضياع و الإنحلال و السقوط،
إن الكتابة هي رسالة سامقة عميقة، على الكاتب أن يقدمها مهذبة تطرب أفراد المجتمع موسيقى صافية عذبة نقية نقاء الملائكة فتزيد فيهم لا تنقص منهم شيئا فهي بذلك النور المنبعث من قلب بشر به نبراس من الثقافة و مصباح من العلم و القيم يضيء بها ظلام جهل و عتمة فساد و حلكة أحقاد و دجى ظلم و لعمري ما ستكون قط منبع رزق و جب شهرة و سبيل جاه أبدا،و إني لأراكم يا غالبية كتاب اليوم تقلدون الغرب في كتاباتهم و تسعون في ذلك سعيا غير مبالين بما تخلفون من ضرر و شطط و ألم و زعزعة و خلخلة لمجتمع ينحدر و يتقهقر إلى سرداب لا نعلم نهايته بعد و لا نعرف إلى أي درجة منخفضة سيصير فتزيدون بذلك من دفعه إلى الهاوية أو بجذبه نحو القاع جذبا حيث كان من واجبكم أنتم الطبقة المثقفة الراقية الأخذ بيده و انتشاله مما هو فيه،لكنكم ككل مرة توهموننا أو توهمون أنفسكم و السذج بالتقدم و التقدم بريء مما تقترفون براءة الذئب من دم يوسف، تظنون أن ذلك تطويرا للأدب و الكتابة كتطور الألبسة اليوم من عري و ما شابهه في ذلك - و إني لا أظنكم ترضون لأبنائكم و بناتكم ارتداءه– أم أنكم نسيتم أو تناسيتم أن للمجتمعات عادات و تقاليد و شرائع تحكمها أو أنكم تعتقدون بكتاباتكم هاته ستبلغون العالمية تغازلون بها الغرب فتصبحون بذلك سيوف استعمار فكري آخر على نحور أولاد أمتكم.إن الأمة اليوم تطلب الرحمة من أولادها بها لتقف من جديد كأمة مستقلة بفكرها و أسسها و مقوماتها و كم هي محتاجة إلى أولادها كي يوقظونها من سباتها و من مواتها لترجع سيرتها الأولى،أمة لا تريد أن تذوب بأخرى لها معتقداتها و أفكارها المخالفة تماما لما نؤمن به و نسعى إليه لبناء نشئنا و تربية أجيالنا تربية صالحة سوية.
*مصطفى خالد بن عمارة
كنت و ما زلت ذلك الشخص الذي أحب الأدب والكتابة حد العشق و الكلمة الصلدة الراقية حد الوله و إذا بي أمل حروفي التي وجدتها اليوم غير ذي جدوى لأنها تلمس الفؤاد و تمسح على الخافق و تنهض العقول الغافية و لا تصيب إلا القلة القليلة،فمتلقي
اليوم لا يؤمن بالعلم و ما يحصد وبالعاطفة و ما يشعر بل يؤمن بالغريزة و ما يتلذذ فحسب،فإذا كان القارئ و الكاتب متباعدان عن بعضهما البعض و بينهما بون شاسع و فوهة كبيرة فمن الأجدر و الأنفع أن يفصل الخياط لباسا على مقاس صاحبه أو يتوقف تماما عن الخياطة و إني لأرى تنازله عن ما يخيط أو يخط،أحسن له من أن يكتب ضد مبادئه و إحساسه لأن في ذلك جريمة في حق نفسه و في حق قرائه،تساءلت مرارا.أأكون كاتبا سيئا؟؟ لكنني سرعان ما أستطرد:ربما أنا كذلك،إلا أنني أعلم حق العلم و متيقن حق اليقين أنني قارئ جيد.و أغلب ما هو متداول اليوم من كتابات لهي هراء و عبث و لهو و استهتار بالعقول و إيقاظ للشهوات،ففيها من سوء الأدب ما حشاه صاحبه حشوا تنميقا لنصه و تزويقا لكتاباته،فيقدمها للناس كما تقدم العروس البشعة الكثيرة التبرج إلى عريسها المغدور،لذا تراهم مقبلين على هاته الحروف إقبالا واسعا مدهشا و ربما الكثيرين منهم لا يقرؤون من الكتب غير مواقع و أحداث بها عنفوان الغريزة و قمة البذاءة و شفاعة التدني إرضاء لرغبة مكبوتة فيهم أو لاكتشاف عالم غريب لحديثي السن من المراهقين و الأطفال.
إنني من الذين يؤمنون بجودة النص و جماله معنا مفيدا و سردا ماتعا و صورا بديعة تبهر متلقيها فتزيد فيهم الأدب و التأدب و التمسك بمبادئ و عادات ورثناها عن أجدادنا،مبادئ فيها الحياء عنوان و الوقار رفعة و الأخلاق طرابيش تزين هاماتنا و تنير دربا نمشيه غير خائفين على أولادنا من الضياع و الإنحلال و السقوط،
إن الكتابة هي رسالة سامقة عميقة، على الكاتب أن يقدمها مهذبة تطرب أفراد المجتمع موسيقى صافية عذبة نقية نقاء الملائكة فتزيد فيهم لا تنقص منهم شيئا فهي بذلك النور المنبعث من قلب بشر به نبراس من الثقافة و مصباح من العلم و القيم يضيء بها ظلام جهل و عتمة فساد و حلكة أحقاد و دجى ظلم و لعمري ما ستكون قط منبع رزق و جب شهرة و سبيل جاه أبدا،و إني لأراكم يا غالبية كتاب اليوم تقلدون الغرب في كتاباتهم و تسعون في ذلك سعيا غير مبالين بما تخلفون من ضرر و شطط و ألم و زعزعة و خلخلة لمجتمع ينحدر و يتقهقر إلى سرداب لا نعلم نهايته بعد و لا نعرف إلى أي درجة منخفضة سيصير فتزيدون بذلك من دفعه إلى الهاوية أو بجذبه نحو القاع جذبا حيث كان من واجبكم أنتم الطبقة المثقفة الراقية الأخذ بيده و انتشاله مما هو فيه،لكنكم ككل مرة توهموننا أو توهمون أنفسكم و السذج بالتقدم و التقدم بريء مما تقترفون براءة الذئب من دم يوسف، تظنون أن ذلك تطويرا للأدب و الكتابة كتطور الألبسة اليوم من عري و ما شابهه في ذلك - و إني لا أظنكم ترضون لأبنائكم و بناتكم ارتداءه– أم أنكم نسيتم أو تناسيتم أن للمجتمعات عادات و تقاليد و شرائع تحكمها أو أنكم تعتقدون بكتاباتكم هاته ستبلغون العالمية تغازلون بها الغرب فتصبحون بذلك سيوف استعمار فكري آخر على نحور أولاد أمتكم.إن الأمة اليوم تطلب الرحمة من أولادها بها لتقف من جديد كأمة مستقلة بفكرها و أسسها و مقوماتها و كم هي محتاجة إلى أولادها كي يوقظونها من سباتها و من مواتها لترجع سيرتها الأولى،أمة لا تريد أن تذوب بأخرى لها معتقداتها و أفكارها المخالفة تماما لما نؤمن به و نسعى إليه لبناء نشئنا و تربية أجيالنا تربية صالحة سوية.
*مصطفى خالد بن عمارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق