اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الفصل الخامس من رواية " ليلة السابع من مارس "؛ .. *أسماء الصياد

الفصل الخامس
( جيران غريبو الأطوار )..

ظلَّ يتأمل الطفلة المشاكسة, التي بدا له أنها تتخذ من شقته ملعبًا, و مخبأً من أمها, من خلال ذلك السُّلم المعدني المؤدي إلى شقته..
شردَ هنيهةً, و مازال شاخصًا ببصره صوب الطفلة التي مازالت تحاول إيهامه بأنها تتناول الطعام, و تساءل في نفسه:
ــ إذا كان ذلك السُّلم قد وُضع حيث هو, بغرض فرار تلك الشقية, إلى هنا.. فمن الذي صنعه ؟!
و لماذا قامَ بتركيبه على ذلك النحو, ألا يخشى على صِغاره, من السقوط بمنور البناية, حال استخدامه ؟!

يالها من أسرار لاحصر لها, تكتنف ذلك البيت !

أخرجهُ من شروده؛ صوت امرأة تصيح في غيظ:
ــ إياكِ أن تُفرغي طبقكِ بسلة القمامة ككل يوم, هيا تناولي الطعام !

تساءل مجددًا بلاصوت:
ــ من هذه المرأة التي تصرخ هكذا بعد منتصف الليل ؟!
ثم استطرد في نفسه كذلك:
ــ يالها من جيرة سيئة يا "مصطفى", لابد أن تجد مسكن أخر في أقرب فرصة ..

و إذ به يهم أن يطلب إلى الطفلة أن تذهب, فإذ بها تقول في صوتٍ خافت:
ــ أنا لا أحب حساء الخضروات.. أمي تُرغمني على تناوله ..

ماكاد أن ينطق بكلمة, حتى انقطع التيار الكهربائي, و بدت الشقة كما لو كانت مقبرة, يعمها الصمت المطبق !

فإذ بصوتِ الطفلة الصغيرة, يتسلل إلى مسامعه وسط العتمة:
ــ وداعًا .. سنلتقي مجددًا !

و إذ بطرقةٍ قوية بغرفة النوم, تفزعه, أدركَ أنها نافذة الغرفة قد فُتِحتْ تارةً أخرى, و بينما هو كذلك, إذ به يسمع جرس الباب يدق في رنين متواصل بلاتوقف !

كل ذلك, و هو مازال يقف حيث هو بمحاذاة منضدة الصالة, وسط الظلام الدامس !!!

لم يتسنَ له العثور على شمعة, و لا حتى قداحة, فهو ليس بمدخنٍ, تحسس الكرسي المقايل للكرسي الذي كانت تحتله الصغيرة, و تكوَّم به, بذهنٍ مشتت..
فكيف لجرس الباب أن يرن و بهذه القوة, في حين أن تيار الكهرباء مازال مقطوعًا ؟!
ثم قال في نفسه:
ــ ربما التيار الكهربائي الموصول بالجرس, يأتي من خط الكهرباء العمومي خارج البناية, لذلك مازال يعمل رغم انقطاع الكهرباء عن الشقة نفسها ..

توقَّف رنين الجرس قليلًا.. فقال في نفسه متوجسًا:
ــ لعل الطارق قد ملَّ الوقوف بالباب؛ فذهب !

لحظاتٍ.. و قرر التوجه صوب الشرفة, تحسس الجدران حتى وصلَ إليها, فإذ بالبنايات, و الشارع, كلها مُضاءة..
أدركَ عندها؛ أن الكهرباء قد قُطعتْ عن شقته وحدها !

عادت الأسئلة تجتاح رأسه بلا هوادة؛
ــ لماذا شقتي دون غيرها ؟!
ــ أين ذهبت الطفلة, و متى سأراها ثانيةً, و أقفُ على أمرها ؟!
ــ من الطارق, الذي جاءني بهاته الساعة ؟!

ثم قال:
ــ نعم.. نعم.. هى أمها بِلاشكٍ .. لابُد أن الأم تعرف أن ابنتها تختبيء هنا من حينٍ لأخر..

مازال بالشرفة, يراقب الطريق الخالية من المارة.. فإذ به يرى رجلًا في ملابس قروية, يغادر البناية, ثم يتوقف على مسافةِ أمتارٍ منها, و يرفع رأسه نحوه, و يُحدِّق بالشاب, ثم يركض مسرعًا, حتى يبتلعه الطريق !

ــ لماذا يفر مذعورًا هكذا ؟! لايبدو لصًا, و لايحمل بيديه شيئًا !
تساءل الشاب و هو يشيِّعُ الرجل القروي حال فراره من الشارع..

عاودت المرأة الصياح, و تهديد الطفلة بالعقاب, إذا لم تتناول طعامها:
ــ سأضربكِ, و لن أصطحبكِ لزيارة جدتكِ غدًا.. إذا لم تتناولي الطعام !

تأفف في غيظ, و البرد يلفه:
ــ أهذه أمٌ طبيعية.. تريد إطعام طفلتها بهذا الوقت المتأخر ؟!

تحسس الجدران مرةً أخرى, يريد النوم؛ عسى أن تنتهي حيرته, فإذ بجرس الباب يدق في قوةٍ, و بلا توقف, و كأنما الطارق طفل صغير لايدرك مايفعل !

لدى الباب, أمسك بالمقبض, و قرر أن يرى ذلك الطارق المزعج, رغم الظلام الحالك من حوله, فإذ به رجل قروي, يرتدي جلبابًا صعيدي ثقيل, و يغطي رأسه بعمامة صعيدية متعددة اللفَّات, و يحمل بيده اليمنى "كُلُوب" ــ الكُلُوب هو مصباح ضوئي ذو ضوء يشع من ذُبالة كالنايلون, و هو منتشر لدى باعة الفاكهة المصريين الجنوبيين, حيث يضيئونه بساعات الليل المتأخرة, أثناء حراستهم لمحالهم, و حمولات البطيخ التي تَرِدهُم من قُراهم البعيدة " ..

تحدث بلهجةٍ صعيدية خالصة, و سأله مامعناه:
ــ أيلزمك شيء ؟!

تلعثم الشاب, و قبل أن يسأله "من يكون", إذ قال الرجل, و عيناه الواسعتان تحملقان في وجه الشاب, مايُعرِّفُ به عن نفسه:
ــ أنا ناطور البناية.. و أنا بخدمتك..

تمتم "مصطفى", كالثمل:
ــ لا.. شكرًا.. لا أريد شيئًا..
ثم استدرك يسأل:
ــ بم أدعوكَ ؟!

ابتسم الرجل, وقد أنفرج فمه الواسع عن أسنان بدتْ بُنية من أثر التدخين:
ــ سُليمان يا أستاذ "مصطفى" !

ذُهل الشاب لأن الرجل يعرف اسمه مسبقًا.. و لكنه اطمأن بعض الشيء, عندما تذكَّرَ أن "جابرَ" قد أوصى عليه حارس تلك البناية كما أخبره منذ أيامٍ..

استدار الرجل ذاهبًا, ساحبًا جسده, و ضوء قنديله, دون أن يعقب, فعاجلهُ الشاب:
ــ أريد بعض الشموع.. و.. و .... و..............

ألجمَهُ أن عاد التيار الكهربائي في الحال, و لكن الرجُل لم يكن له أدنى أثر ..
و كأنما تبخرَ كالهواء من أمامه !!!

أغلق الشاب باب الشقة, و فرائصة آخذة في الارتعاد لما تعرَّض له من لفحاتِ الهواء البارد, منذ أن فُتحتْ نافذة غرفة النوم, مرورًا بصالة الشقة, ثم الشُّرفة, ثم وقوفه في محادثة مع حارس البناية !

فإذ به يرى كيس أسود سميك فوق المنضدة بجوار صورة أمه ــ تلك الصورة التي حمِدَ الله كثيرًا على أن الطفلة قد تركتها حيث هى قبل أن تغادر ــ, فكَّ رباط الكيس الصغير, ليجده كيسَ شموع !

غمغم مضطربًا:
ــ من الذي جلب تلك الشموع الآن ؟!

تلفَّتِ حوله.. فلم يجد أحدًا ..

أخذ يعدو بالشقة كالمجنون, فلم يعثر كذلك على أحد !

فعقد العزمَ على أن يُحدث "جابرَ" على الفور, و رغم الساعة المتأخرة.. عن رغبته في سكنٍ أخر !

ارتدى ملابس ثقيلة في عجالة.. و عندما هبط الدَّرج إلى حيث الطابق "الرابع", إذ رأي سيدة تخرج من شقتها, حاملة كيس قمامة, تضعه أمام الشقة.. و إذ بها تفزع فور رؤيته, و تتمتم, و ترسم بإشارتها علامة الصليب فوق صدرها..

فقال معتذرًا:
ــ آسف.. سيدتي؛ أن أفزعكِ ظهوري المفاجيء أمامك, و لكني متعجل بعض الشيء..

لم ترد .. و استدارت دالفة إلى داخل شقتها ..

و لكنها سرعان ماخرجتْ مرة أخرى.. وإذ بها تحملق به بعينين جاحظتين, و تقول:
ــ الرب يحفظنا .. الرب يحفظنا..
ثم تصفق باب شقتها في وجهه دون أن تفسر له سر فزعها منه !

تُرى ماذا حدثَ حتى تفزع هكذا ؟!
قالها في نفسه, و هو يتأمل هندامه النظيف, و يمسد شعره الأسود الناعم في حيرة بالغة, حيث لم يكن في هيئته مايثير الهلع في نفسها إلى ذلك الحد ..

*أسماء الصياد 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...