اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

نعم للإحساس لا للكلام ...**بقلم: مجد الشوق بني أحمد

اللية أمي حالها صعيب ، دمعها لم يجف وصراخها مُستمر ، تقبض الجدران بيدها وتتضرع للرب خالقها ، على رؤيتي قلبها ضامي ، متشوقة لرؤيتي مُتلهفة ، اركل بقدمي قعر بطنها مثلما الحياة ركلتها في صراعها الطويل مع العقم، عددت لأمي قبل خروجي من احشائها الكثير من عبارات الأسف على ذلك الألم الذي خلفته لها ، ولكن عند خروجي والتقائي الباكي الأول والتقاطي لأول جزئيات الأكسجين علمت أن ذاكره امي ذهبت مع جدي في رحلته الأخيره .
عند زيارتي الأولى لبيتنا كان هناك احشاد كبيرة من اقاربي
ينتظرون وصولي ويتوقون شوقاً إلى رؤيتي ، كنت ملقاة إلى جانب أمي على سريرها ، كانت تنظر إلينا مستغربة ونظراتها تقول :
من أنتم ؟
ومن هذه الصغيرة الملقاه جانبي ؟
كانت ستبدأ بالصراخ بوجهم وقذفي عن ذاك السرير ، لولا أن الله الهمني برفع عيناي اتجاهها ومسكي لأحد اناملها ، فبعد ذلك ما سمعنا إلا عبارات شكرٌ وتمجيد وثناء لهم .
كنت عندما اشعر بالجوع يبعث الله لي ايه لأمسح بنعم اناملي على مُحياها فتُخرج لي ثديها بكل حب ، كانت تنزعه بقوه غاضبه من فمي بين لحظه واخرى وعندما ارفع رأسي نحوها تُعيده ويكون لي من انهمال دموعها نصيباً .
كبرت وانا محمله بثقل أحداث طفولتي ، كلما زدت عمراً تقلصت ذاكره أمي ، وصلت إلى أنها لا تعرف كيف تستحم ، وتضع الملابس بالفرن ، تصلي باليوم عشرة فروض ، تنام جالسة ، كل ذلك ترك اثر في قلبي ، ولكن عندما رأيتها تمسك فرشاه أسنانها وتسير بها على الحائط شعرت بالانهيار وسقطت ارضاً فسرعان ما نشلني كلام الله " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا " لا أعلم اي قوة أعطاني إياها الله وانا أبنه العام السادس ، حتى وجدت نفسي اكتب على قصاصات قصيرة اسماء كل الأشياء في المنزل ، حفظنا الحروف والأرقام معا، تعرفت على اقاربي وعرفتها عليهم ، قرأت لها تلك القصائد التي كانت كتبتها في صباها ، صففت لها شعرها ، وزينت المكياج بنور بوجها .
كنت عندما يطرق جرس قلبي أشعر أن هناك مكروه على وشك أن يصيب أمي فاذهب مسرعه تراكه خلفي كل شي وعند وصولي إليها تقذفني بأسئلتها :
من أنتي ؟
وما الذي تفعيله في منزلي ؟
عند سماعي لهذه الكلمات كان طريق دموعي أسهل من نطقي لأي عباره ، كنت أجلس بأقرب مكان فارغ لأفرغ شعور الأسى من قلبي ، وبعد دقائق من جلوسي سمعت صوت جنتي تقترب مني ، نظرت إليها من بين اصابعي التي غطأت بها وجهي ، قبل ان انطق بحرف ضمتني إلى صدرها ،كنت اشعر ان دقات قلبها دخلت قلبي ، عند احتضاني لها سمعت العديد من تلك العبارات التي كنت سأقولها لها ولم افعل ، شعرت أن قلبها يأن ويبكي .
عندما نضجت ووصلت لِمرحله العقلانيه أدركت معنى تلك الكلمات التي رددوها بالمدرسه على مسامعي "الأم مدرسه" كنت اقول بوقتها بيني وبين نفسي عن اي مدرسه تتحدثون ؟
امي لم تُحفظني جدول الضرب ولم تعلمني احرف اللغه العربيه ، أمي لا تعرفني حتى .
اما الان تيقنت فعلا أن الام مدرسه
فعندما كنت اضع يدي على رأسها لتشعر بحاجتي إليها علمتني ان لا اصدق الكلام واؤمن بالإحساس .
علمتني أن الله عظيم ، عظيم جداً ، كان يُلهمني وانا ابنه اليوم الواحد الحديث معها بلغه مفهومه لها.
علمتني أمي الاعتماد على نفسي فجدول الضرب لم ابصمه كما علمتهم امهاتهم ، انا فهمته وها هو حاضر معي الان وهم من نسوه .
بكل مره كانت تعتلي صوت ضحكات امي في اصعب الاوقات واشدها ادركت أن الدنيا جميله ولا شي يستحق الحزن .
وبكل ليله تغني لي اغنيه الليل ويغيب عن بالها جزء منها وتبدأ بالضحك ابصمت بالعشره أن ضحكتها اجمل من الموسيقي والاغاني كلها.
عملتني أمي كل ذلك وهي صامتة دون أن تنطق الحرف ، فأمي هي أمان ووفا وصوم وصلاه ، أمي هي سكني ومسكني وراحتي وربيعي وصيفي ، أمي هي جنتي ووطني .
غدا هو يوم مهم بالنسبة لي سأضع المنبه الخامسه والنصف ، غدا هو موعد تخرجي من مرحله الثانويه بدرجه الإمتياز ، سأذهب بمفردي بينما أصدقائي امهاتهم سيأتون لتشجعيهم ، لا بأس لا اريد أن افكر كثيرا سوف انام لاستيقظ بأكثر نشاط .
اسيقظت في التالي وجرس السابعه يرن ، نهظت من فراشي كالمجنونه ولعنت وشتمت ذاك المنبه ونعته بالغبي .
متى سأعد الحلوى؟
واصفف شعري ؟
وأمسح حذائي ؟
ولكن هناك شيء غريب ، رائحه الحلوى تفوح ، يا اللهى من شده التفكير جننت .
قبل وصولي لباب غرفتي فتحت أمي الباب مرتديه اجمل الثياب ، ومتطيبه ازكى الطيب ، حامله بيدها ملابسي ، وتقول متذمره مثل والدك تعبرين عن توترك بالشتم واللعن .
نظرت مستغربه اكاد أن لا اصدق .
قالت لي هيا ارتدي ملابسك وصففي شعرك وتطيبي وتعالي ساعديني في ما تبقى من الحلويات .
حضنتها بكل ما اوتيت من قوه .
خرجت من باب غرفتي وسمعتها تغني اجمل الأغاني واخبرتني أن تلك الأغنية كانت الأقرب الى قلب والدها .
ونحن نمشي في الطريق قاصدين مدرستي ، قصت علي العديد من القصص والكثير من المواقف ، وقالت انها تفتخر بي جدا وكانت معي بقلبها وأحاسيسها .
لا أعلم إلى متى سيدوم هذا اللقاء بين أمي وذاكرتها لكنني على يقين أنني سأحبها وانها ستبادلني الحب دائما ما دام النبض يقطن قلبينا .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...