لم يعد يفتح النّافذة
الغروب انطوى
واستزاد الأفق
بارح الاحمرار،
محض دمعٍ جريحٍ هناك
وكبد صغير هوى
يحترق.
يضمّ كتاباً إلى صدره
ويقرأ لمحاً من لقى الذّاكرة
سمّها حلوة
سمّها تكسّر الدّهشتين
تلك تاج البنات
سمّها ظبية ماكرة.
وحده والمساء رتيب
جالساً وحده
مثل طفلِ غريب
لم تعد أمّه
ومحى الفقد وجه أبيه
هكذا كان منطفئاً
إنّما موقدٌ
زيته يأتلق
قلبه عندليب.
يذكر المقهى ذات صباح
وجهها شعّ دون الصّبايا الملاح
قال : يا طفلتي
لفتة باغتته بها
فانكسر
أورقت وردتان
ضحكة آسرة
صار روحاً تباح
دائراً حول شبّاكها
كالقمر.
هكذا أورق الآس والياسمين
واكتسى حلّة حالمة
فمشت خضرة تحته تستريح
وانطوت قطّة نائمة.
برعم الشّوق في مقلتيه
إنّما كان تيها وتيه
نادم لم ير زهرة تلتقيه
عجباً !
صاح : آه
ذبلت بسمةٌ نادمة.
يا عيون الطّريق
انظري
من ترين ؟
من ترى لونه كالرّحيق؟
من ترى كلّ فجر يريق؟
وشذاه انتشى
من دمه
يا عيون الطّريق .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق