اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

نبشُ الديدان ــ قصة قصيرة ...**أحمد عبد السلام - مصر

تسمرَتْ قدمَايَ وشُلّت حركتي، مُتلبِسًا بِالجُرمِ المشهودِ، وقفت حائرًا كالمصعوق وقد أسقط في يدي، لا أدرِي ماذا أفعلُ؟ ولا يفصل بينِي وبينَ الفارسِ الثائر، سوى أمتار معدودة!
بدأتِ الإجازةُ الصيفيةُ الطويلة التي انتظرناها على أحرّ من الجمر، بعدَ نجاحِنا في امتحان الإعداديةِ بتفوق. رفاقِي الجُددُ تعرفْتُ عليْهم حديثًا، مِن ملعبِ الكرةِ الشعبيِّ القريب. فقد انتقلنا حديثًا إلى مسكن قريب من عمل والدي اقتصادًا لنفقات الانتقال اليومي للشركة وتوفيرًا للجهد والوقت الضائع في المواصلات. مللْنا خوضَ المبارياتِ الدّامية بلا حكم ولا قوانين ملزمة، بِمشاجراتِها اليوميةِ التي لا تفتأ تندلع لأتفه الأسباب، وإصاباتِها المتنوعةِ التي تترك آثارها على سيقاننا وسواعدنا، كأننا في حلبة مصارعة وليس ملعب كرة قدم، فكرْنا من باب التغيير وكسر الرتابة في صيدِ السمكِ، لِدفعِ الفراغِ القاتلِ، بِأقلِّ الخسائرِ. تمثلتِ العقبةُ في الحصولِ على طُعمٍ طازجٍ، يصمدُ معَنا طوالَ اليومِ. بيوتُنا العشوائيةُ تطلُّ على أرضٍ زراعيةٍ خصيبةٍ، لمَّا تمتدُ إليْها يدُ التجريفِ، لِتُحيلَها كأخواتِها، كُتلًا إسمنتيةً كالحةً.
كيفَ وافقْتُ على اقتراحِهمُ المشئومِ، بِالتسلل إلى الأرضِ الزراعيةِ المجاورة، واقتلاعِ شتلاتِ الأرزِ العامرةِ بِكتلِ الديدان الحمراء؟ لم نبالِ بِملابسِنا التي لطخَها الطينُ، ولا أحذيتِنا التي خلعْناها ووضعناها خارجًا، ولا الشمسِ المستعرة التي تكادُ تنسِفُ أدمغتَنا، ولم نشعر في فورة الحماس، بالعرق الساخن اللزج وهو ينساب مِن كلِّ مسامِّنا.
تركزَتْ كلُّ حواسِّنا في النبش عن الديدانِ، وتتبعها وانتزاعِها، وتجميعِها داخلَ كرةٍ مجوّفةٍ من الطينِ الرطبِ لتحفظها من الجفاف، عثِنا في الحقلِ فسادًا كالقرود الهائجة، بعدَ اقتلاعِ عددٍ لا بأسَ بِهِ من الشتلاتِ، وإلقائِها كيفَما اتفقَ.
لم نشعرْ إلَّا بِوقعِ الحوافرِ السريعةِ يقتربُ، وصوتٍ جهْوريٍّ غاضب يصكُّ آذاننا صائحًا:
- مكانَكم يا أولادَ ال...
لم أكنْ لِأسمحَ لِنفسِي بِالوقوعِ في قبضةِ هذا الماردِ الجبارِ، ذي العينِين الحمراوين، الذي نُسجَتْ حولَهُ الأساطيرُ المرعبة، فمجردُ رؤيتِهِ يبعثُ في القلبِ خوفًا، تتضاءلُ بِجوارِهِ أفلامُ الرّعبِ القوطي.
وقفَ ممتطيًا فرسَهُ الأسودَ، ملوِّحًا بِعصا الخيزرانِ الصفراءِ، وهو يُرغِي ويزبدُ، مُهدِّدًا ومُتوعِّدًا، بِالويلِ والثبورِ، وعظائمِ الأمورِ.
بينَنا وبينَهُ ترعةٌ صغيرةٌ، لو نخسَ الحصانَ بِمهمازِهِ لَقطعَها في لمحِ البصرِ، وانحطَّ فوقَ رؤوسِنا كالصخرةِ التي يدفعها السيل. اقتلعْنا أرجلَنا من الطينِ وجلينَ، وتركْنا كلَّ شيءٍ وراءَ ظهورِنا، وانطلقْنا لا نلوِي على شيءٍ. على مهلٍ، دارَ بِالحصانِ خارجَ الأرضِ الزراعيةِ، وشرعَ في مطاردتِنا كما يفعل أبطال الأفلام المحترفين. أو كما يداعب القط مجموعة من الفئران البائسة قبل أن يقرر بأيهم يبدأ وليمته.
لم ألتفِتْ لِلخلفِ أبدًا، فالالتفات من أسباب الهزيمة، لكنَّ وقعَ السنابكِ استمرَّ يدوِّي في أذنِي، ويجيبُهُ وجيبُ قلبِي. تفرقْنا لِنلهيَهُ عنّا عسَاهُ ييأسُ من مطاردتنا، وينفضُ يديه من اقتفاءِ أثرنا.
لا تسلْنِي كيفَ عدوْتُ؟ ولا كمِ ابتعدتُ؟ فقد كان صدري يعلو ويهبطُ ويكاد قلبي يسقطُ تحت قدمي. قادتْنِي قدمَايَ الخائِفتانِ إلى منطقةٍ غريبةٍ متطرفة، لم أطرُقْها من قبلُ، لِأقعَ هناك، في قبضةِ ثلةٍ من المتشرِّدِينَ الذين يقطنُون مقابرَ قريبةٍ. شعورهم الشعثة وملابسهم الرثة لم تدهشني، فقد فطنت إلى أكوام القمامة التي يقومون بفرزها ويقتاتون منها، الذي أذهلني وجعلني أرتعش من داخلي ضخامة أجسامهم رغم صغر أعمارهم، وعضلاتهم البارزة من أثر العمل الشاق. زد على ذلك قسوة نظراتهم وبذاءة ألسنتهم.
دارُوا حولِي دورتَينِ، كالهنودِ الحُمرِ الذين ظفروا بفريسة، وقبلَ أنْ يهجمُوا عليَّ ليفتكوا بي، ولدهشتِي الشديدةِ، تفرقُوا عني في كلِّ اتجاهٍ، لِتلتقطَني يدٌ قويةٌ، وتقذفُ بِي على صهوةِ حصانٍ أدهم كالأبنوسِ، ما لبِثَ أنِ اشتدَّ يعدُو بنا، حتَّى لاحَ بيتي من بعيدٍ.
لم تُسعِفْني الكلماتُ، لكنَّ الفارسَ المُخيفَ أنزلَنِي بِرفقٍ، وقالَ:
- أعلمُ أنَّها أولُ مرةٍ لك، لذا لنْ أخبرَ والدَك بها، لكنْ لا تَعُدْ إليْها، وكُفَّ عن مصاحبةِ هؤلاءِ المخرِّبينَ الأوغاد.

*أحمد عبد السلام 
 مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...