اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

في سبيل النجاة من الوحش ـ قصة قصيرة ...** أحلام محمد السنحاني

كنت في الثالثة عشر من عمري ، ذاهبة لدرس دين في مسجد يبعد عن منزلي حوالي اثنين كيلو متر ؛ المفترض أن أكون برفقة صديقتي حسب اتفاق مُسبق بيننا لكن يومذاك رفضتْ أسرتها بشكل قاطع أن تأتي معي حاولتُ أن أُقنعهم دون جدوى متذرعين بأن الطقس غير مناسب فغادرتُ منزلها وأنا مُستاءة للغاية وأُحدّث نفسي ما المانع من أن أذهب ؟! وإن كنت بمفردي ففي المسجد فتيات من عمري وأكبر وأصغر ونساء ثقات ومُعلمات وسأرافقهن في طريق العودة ، المسجد لايبعد كثيراً ، المطر توقف منذ ساعة ، الطقس بدا أفضل ، فعزمت على الذهاب لأنني بذلت الكثير من الجهد لأن يُسمح لي بحضور الدرس الذي لطالما انتظرته لن أُضيّع الفرصة وصلت للمسجد وجدته مغلق ذهبت لرؤية الباب الآخر الخاص بالرجال كذلك مغلق يبدو أنهم قاموا بتأجيل الدرس ليومٍ آخر بسبب الطقس حزنت كثيراً لأنني قطعت مسافة كبيرة بمفردي وعندما رأيت الأبواب مؤصدة بوجهي شعرت بخيبة وأسف ؛ حمدت الله على كل حال و عندما هممت بالمغادرة بدا لي الشارع خال تماماً من الناس كانت الساعة الرابعة مساءً وبينما كنت في طريق العودة وبمقربة من المسجد إذ برجل يتدخل ويقطع طريقي كان يُدخن ” سجارة ” ثم ينفث الدخان على مقربة مني بطريقة مُروعة وأراد أن يدفع بي لمنزل في أحد الأزقة يبدو أنه منزله حاولت أن أُراوغ لأُفلت من قبضته وعلى حين التفاتة مني رأيت امرأة مُسنة في الداخل تشيرُ لي بالدخول كانت نظراتهم وحركاتهم مُريبة للغاية ومدخل المنزل يوحي أن في الأعماق كهف مُظلم أو وكر وحش – هكذا بدا لي – حاولتُ أن أتحدث فلم أستطع ، شيءٌ ما عقد لساني ثم قررت أن أصرخ وفعلت ولم يسمعني أحد وكأن المكان إنعزل فجأة عن العالم ؛ أخافوني فأُصبت بالذعر وماذا عساي أن أفعل ؟!! وأنا فتاة ضعيفة صغيرة أمام رجل وإمرأة ؛ شعرت أن الخطر يقترب مني وسط إصرار الوحش والعجوز ونواياهم السيئة الظاهرة على وجوههم قبل أي شيء آخر وأيقنت أن الخطوة التالية ستكون محاولة دفعي عنوة إلى الداخل فحاولت أن أتقمص دور الفتاة المطواعة ، المرنة ، المغفلة ، والمغلوب على أمرها حتى يطمئنوا أنني لن أفعل شيء وسأدخل كما أمرني الرجل أخبرته سأفعل وأني استعد للولوج لوكره وأنا أشاهد نظرات النصر والمكر بعينيهم رفعت عباءتي لأهِمّ بالدخول وهو خلفي مباشرةً على بُعد متر واحد فقط ، ابتسمت لهم بمكر وبحركة خاطفة فررت منه مهرولة بإتجاة الشمال كانت قوة لم أعهد أني أمتلكها وكنت أخوض سباق مارثوني لأول مرة في حياتي لكنني كنت بإرادة وقوة عدّاءة ماهرة ؛ كان الرجل يلحق بي بغيض وإصرار في تلك الأزقة الغامضة التي لا أعرفها ووجدتني عالقة في إلتواءاتها ؛ أخذت أجري وأجري فحسب ولم أكن حينها أعلم هل سأصل لطريق مفتوح وأتابع هروبي ؟! أم سأقع في قبضة الوحش ؛ كانت العشرات بل المئات من الأفكار تدور في رأسي بينما أجري بسرعة تكاد تنقطع أنفاسي خلالها ولم أكن قد خرجت للشارع العام بعد ثم سبقته بفضل الله لأُفاجئ أن في مفترق الطريق العام سيلٌ مُخيف قد يجرفني وينهي ما بدأه الوحش وهو يشير لي من مسافةٍ ليست ببعيدة ” أن إرجعي لا سبيل لكِ للنجاة ” ويحاول إخافتي وتهديدي تارة وتقمص دور المُرشد الذي سيُنقذني مما يخبؤه لي السيل تارةً أخرى.. حينذاك كنت أنا وهو فقط ولم أرَ أحدا لأستنجد به ، لم تنجح كل محاولاته لإثنائي عن المضي قدماً ولم أُطعه البتة وقررت أن أحارب من أجلي وأن لا أستسلم رغم نوبة الذعر التي اجتاحتني وقتها فإما أن أموت وأنا أقاوم أو أنتصر ؛ خضت مفترق الطريق المُمتلئ بالسيل الجارف حتى قطعته بإرادة إلى الطريق المقابل وأنا مُبتلة وأشعر بثِقلٍ كبيرٍ في روحي وجسدي وما أرتدي بينما كان الوحش واقفاً في الجانب الآخر يراقبني ويرمقني بتهكم وخبث محاولاً منعي و تثبيطي من الاستمرار بالمقاومة فقررت أن أستمر مهما كانت المعطيات وأياً كانت النتائج ؛ رمقته بنظرات استحقار ، وتهكم ، وتحدٍ ،وقوة بينما كنتُ خائفة و مُتهالكة من الداخل ثم نهضت مواصلة الجري بسرعة كبيرة فلم يعد يستطع اللحاق بي لا سيما وأنني أصبحت في الشارع العام وبيننا سيل اجتزته بفضل الله ولربما عرف حينها أنني أقوى من أن يُمسك بي بسهولة وسأشي به وكنت سأفعل ذلك حال أستمر بملاحقتي وما إن أرى أحد ؛ وصلتُ إلى منزلي بأُعجوبة ؛ كانت الدموع ،الإرادة ، التمتمة (بالأدعية والاستنجاد بالله ) ، والخوف رفاقي طوال رحلة الرعب تلك قبل أن أعي فكرة أنني أشعر بعضها وأذرف الآخر وأدركت يومها أنني قوية بالله ولن يُضيّعني الله أبداً ..

*أحلام محمد السنحاني 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...