اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

القط عازف يبانو و قصص أخرى ....*عبدالعزيز دياب ـ مصر

*القط عازف بيانو

شيء من اثنين، إما أن يقتل القط الذي يسكن البيت، أو يتخلص من "البيانو"، هذا صعب وذاك أصعب...
لم يعد يطيق شذوذ النغمات التي يُحْدِثْها القط أثناء سيره على أصابع البيانو، هي تفتح لأفكاره الموسيقية طريقًا للفرار دون رجعة، نغمات أشبه بتكدس خصاصات.. ألواح. كتل معدنية، أو أي شيء ينتمي للمعادن، بل هي ارتطام معدن بآخر، معدن ناعم بآخر خشن، أو معدن خشن بآخر خشن، أو معدن ناعم بآخر ناعم، هي ليست ضجة أفرزها عالم خيالي ميتافيزيقي بحت، إنما هي قريحة القط التي لا تنضج وتتقشر أوراقها، إلا بعد نوم الموسيقى صاحب الأصابع السحرية المرهفة
بعزف نغمة ما قبل النوم، هي نفسها النغمة التي توقظ القط من النوم ليبدأ العمل، تزامن فطرى عجيب ما بين نوم مؤلف موسيقى وصحو قط.. هذا ينام وذلك يصحو..

حفي بصاحب المؤلفات المبتكرة أن يرصد حركة القط، هي فكرة لا تقل عبقرية عن أفكاره الموسيقية، إذا فليشتر كاميرا، اكتشف أخيرًا وهو الموسيقى البارع أنه لا يمتلك كاميرا، كيف كانت تمضى رحلاته.. جولاته بدون كاميرا، حمدًا لله، أخيرًا اشترى كاميرا، يمكنه الآن أن يسجل محاولات القط العديدة في ضبط النغمة وهو يخطو على أصابع البيانو سريعًا.. بطيئًا، بطيئًا.. سريعًا، بطيئًا ويرتد بسرعة، سريعًا ويرتد ببطء، يحاول أن يستخلص نغمة تليق بالمكان.. بالبيت.. بأذن صاحب المؤلفات المبتكرة، حفي بالكاميرا أن تسجل الآن، فقد عزف الموسيقِى نغمة ما قبل النوم، واستيقظ القط ليبدأ محاولاته الحثيثة لصقل قريحته.

النغمة التي ينتجها القط لن تكون خالصة من أول مرة، أو ثاني مرة، أو.... ، أول مرة: سيقذف القط بالحديد، على النحاس، على الصاج.

ثاني مرة: سيدخل القط بعمود النحاس في جدار زجاج.

ثالث مرة: تتخبط مواعين البيت بفعل قوى خفية، بالأحرى هي وقع مخالب القط على أصابع الآلة الموسيقية.

أخيرًا وبعد إرهاق، أخيرًا وبعد توتر، أخيرًا وبعد إزعاج صارت النغمة خالصة، نغمة وقع أقدام القط على أصابع البيانو، هذا ليس قطًا هذا جني على هيئة قط.

أزاح الموسيقى الفريد غليونه عن إحكام شفتيه، ارتدى ملابسه الرسمية: البدلة.. الببيونة، هبط إلى باحة البيت، انحنى أمام القط انحناءة صادقة، اعترف بمهارة القط الفذة، ألبسه بدلة سمراء وقمصًا أبيض، وببيونة حمراء، صعد مرة أخرى، وضع رأسه على الوسادة الخالية، نام قرير العين بلا إرهاق، أو توتر، أو إزعاج.

لم يدم الأمر طويلا، إذا أنه ذات ليلة استيقظ على عزف عبقري.. متوهج.. متجانس، كونشورتو يعمل في يسر، هبط إلى باحة البيت فوجد القط بنفس الزى: البدلة السمراء.. القميص الأبيض.. الببيونة الحمراء، يضرب بكل حماس وحكمة وفنية أصابع البيانو، فيما اصطفت وراءه جوقة من قطط بنفس الزى، يعزفون على آلات عديدة مقطوعة مدهشة، لا زال حتى هذه اللحظة يبحث عن مؤلفها.



*حملة الفلوت


لم يكن يعنيني تصنيفهم، هم "حملة الفلوت" لا أكثر، سواء كانوا بشرًا، أو كائنات أخرى على هيئة بشر، أو بشر نبتت لهم أجنحة، جلست معهم على المقهى، تجاوزنا نظرات لحوحة من كل من كانوا حولنا، لعبنا النرد وشربنا القرفة، فهم لا يشربون إلاها...

"هم حملة الفلوت.. حملة الفلوت.. حملة الفل..."

هكذا كان ردى على كل من سأل عنهم، وسامح الله "مايكل" قائد فريق "العيال" الموسيقى الجوال، نسى أن البذرة الأولى لهذا الفريق كوناها سويًا.. نسى أنني من اكتشفت عازف الجيتار، وعازف الأكورديون.. أنني صاحب مقولة "اجعل عينيك يا أخي تتفتح على الموسيقى"، وأصبح فريقنا بفضل هذه المقولة فريقًا جوالا، كل ذلك لم يشفع عند "مايكل" قائد الفريق، ولم تنفع معه أغنية الفريق التي غنيتها له قبل أن أقول:

"ارفع أجرى يا ميكل"

أفصحت عن رغبتي بشراء جاكت.. حفى بعازف الفلوت أن يكون بحوزته جاكت من الجلد الطبيعي- يفضل لو كان لحيوان مفترس- مفعم بالجيوب المثلثة، والمربعة، والدائرية، مفعم بالسُّسَتْ، التي تفتح وتغلق على اللاشىء، أو تفتح وتغلق على ألعاب طفولية فجة، أشياء تنفلت وتختفى: بالونات.. مزامير.. مسدسات، ألعاب بهلوانية تثير الفزع الجميل، جاكت مفعم بياقة، ما هي بياقة، هو جاكت لعازف مشعوذ يعزف على الفلوت بشعر رأس نما همجيا كفروة كبش.

يتناسب جاكت كهذا مع فروة رأسي، أميل وأهزه أثناء العزف فتهتز فروة الكبش، لحظتها تكون نغمة الفلوت ساحرة، وأكون أنا الساحر المشعوذ، صاحب النظرة الكثيفة المبهمة.

أغضبني "مايكل" فغنيت أغنية الفريق لآخر مرة، فهي كانت بالنسبة لنا كنشيد وطني لدولة ناهضة تبدأ به يومها، قررت عدم انتمائي له، عدم انتمائي لفريق "العيال"، أخبرته بذلك، حملت الفلوت ومضيت، قذفته في أحد أركان بيتي، فخرجت منه نغمات الأغنية، لكنى تجاوزت ذلك، تجاهلته، مضى شهر.. شهران.. عام.. حتى سكن التراب تجويفه، إلى أن اتصل بي "مايكل" ذات يوم، غنى أغنية الفريق، طلب منى العودة، قال:

"من غيرك يعزف على الفلوت في فريق العيال؟"

وقال: أصبح للفريق مقر ثابت في قاعة "إخناتون"

وقال: لك جاكت مفعم بالجيوب والسُّسَتْ التي تفتح وتغلق على اللاشيء، وياقة ما هي بيا....، اشتريته لك.

اندفعت إلي الفلوت المهمل في أحد أركان بيتي، انحنيت لأحمله وأقوم بتنظيفه، لكنني لم استطيع رفعه عن الأرض أو تحريكه من مكانه، هذه الآلة التي لا يصل وزنها إلى الربع كيلو جرام أصبحت بكل هذا الثقل، ودخلوا من الباب كل رجال وشباب الحي، يساعدون جارهم الذي كثيرًا ما أسمعهم أحلى النغمات، لكنهم لم يستطيعوا رفع هذه الآلة السحرية الخفيفة.

"هيلا هوب"

"هيلا هوب"

حاولوا معًا كرجل واحد، لكنهم لم يستطيعوا، غادروا البيت أفرادًا وجماعات بوجوه يعتريها الخزي. جلست وحيدًا أفكر من يقرضني لشراء آلة أخرى، لكنني وجدتهم يدخلون علىَّ من الباب والشبابيك، من السقف والجدران، اتجهوا إلى الفلوت، انحنوا وحملوه، نفخوا فيه، نظفوه من الغبار، فخرجت منه النغمات وحدها، لا يعنيني تصنيفهم سواءً كانوا بشرًا، أو كائنات أخرى على هيئة بشرٍ، أو بشرٌ نبتت لهم أجنحة، هم حملة الفلوت لا أكثر، خرجت بصحبتهم أهز فروة شعرى والفلوت في يدى.


*رقص العنز

طرقات "المرزبة" على الحديد ظنها إيقاعًا، كما ظن أن انتفاضات العنز السارح في الشوارع بفعل طرقات المرزبة على الحديد رقص.

كان مشغولا بالرقصة وبالإيقاع، رقصة العنز طبعًا وإيقاع طرقات المرزبة، جلس على أقرب مقهى ليشرب المشروب السحري الذي يسمونه قهوة، ويلعب الورق، ويحل الكلمات المتقاطعة، وعندما يصفو لذاته يبحث في قضيته الشائكة، ألا وهى من يسبق الآخر: رقص العنز أم طرقات المرزبة على الحديد.. الإيقاع أم الرقص، على طريقة الدجاجة والبيضة، أما الاحتمال الثالث الضعيف هو أن يتزامن الإيقاع مع الرقص.. الرقص والإيقاع، هل يمكن أن يحدث ذلك مع العنز، هل تتزامن الموسيقى مع رقص العنز، الحقيقة أن كل شيء محتمل، تذكر الراقص البارع الذي كان يرقص بلا موسيقى، كان يرقص رقصة "الدبكة" بأروع ما يكون لدرجة أن الحضور-وهو واحد منهم- استحضروا الموسيقى التي ينبغي أن تكون مرافقة لرقصة الرجل، استحضروا نغمتها.. إيقاعها من خلال رقص الرجل وكأنها تعزف.

شعر أن قضيته جد شائكة، أن مساميرها المعوجة سوف تخربشه، غادر المقهى، ليس كما يغادر أي رجل مقهاه، لأنه لم يحسم أمره بعد، عليه أن يغوص أكثر في إيقاعات أخرى غير طرقات المرزبة على الحديد.

بحث، ثم بحث، ثم بحث: كلاكسات السيارات في الشوارع إيقاع عشوائي شرس.. تكتكات ماكينات على الجسور إيقاع منتظم رتيب.. وشيش التليفزيون بعد انقطاع الإرسال يفتح الطريق إلى مستشفى الأمراض النفسية.. لغط الجالسين على المقاهي.. ثرثرة النساء في الأسواق إيقاع يحض على البلاهة.. زومات الطيور في العشش إيقاع ترثى له الديدان في بطن الأرض.

إذا كانت هذه الإيقاعات مثل طرقات المرزبة على الحديد تفجر ملكة الرقص عند الآخرين: البشر.. الحيوان.. الطير، حتما سيأتي الرقص عشوائيًا.. شرسًا.. اهتزاز لاشعوري رتيب، نفضات تفتح الطريق إلى مستشفى الأمراض النفسية، حركات حادة مباغتة تحض على البلاهة، ليونة ماسخة تمقتها حشرات الأرض.

الموسيقى يجب أن تكون خليطًا من كل الإيقاعات، الرقص أيضًا ينبغي أن يكون خليطًا من كل الحركات، ينضبط الإيقاع فتكون موسيقى تشفى غليل الأجساد، تنضبط الحركات فيخف وزن الراقصين.. يخف، حتى يمكن لنسمة هواء أن تطيرهم إلى أعلى.. إلى الملكوت.

طرقات المرزبة إيقاع، ونفضات العنز رقص، هو الآن يُعَلِّم الحداد كيف يضبط هذا الإيقاع، يبحث عن العنز ليضبط نفضاته/رقصاته مع إيقاع طرقات المرزبة على الحديد فلم يجده، كل العنز السارح اختفى من الشوارع، لم يجد أمامه حيلة إلا أن ينتفض.. يرقص كالعنز، يحاول أن ينضبط مع الإيقاع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيرة ذاتية

الاسم: عبد العزيز عبد المعز السيد محمد حسن دياب
الاسم الأدبى: عبد العزيز دياب
عضو اتحاد الكتاب
تاريخ الميلاد : 1- 1- 1959م
العنوان البريدى : جمهورية مصر العربية- محافظة الشرقية- مركز منيا القمح- قرية سنهوت
الوظيفة : أخصائي اجتماعي بمدرسة الدكتور كامل دياب الثانوية بسنهوت- إدارة منيا القمح التعليمية
الموبايل : 01151523200
الإيميل : AZIZ-Diab2016@yaho . com

كتب صدرت للكاتب
صبيحة تخرج من البحر- رواية- الهيئة العامة لقصور الثقافة- سلسلة الجوائز- 1999م
رسم الريح- مجموعة قصصية- مشروع النشر الإقليمى- فرع ثقافة الشرقية- 2003م
باب البحر- رواية- دار سندباد- 2012م
عين مسحورة- رواية- مشروع النشر الإقليمي- فرع ثقافة الشرقية- 2014م
ضرورة الساكسفون- مجموعة قصصية- الهيئة العامة للكتاب- 2017م

الجوائز الحاصل عليها
جائزة الإبدع الفنى والأدبى فى القصة القصيرة بمناسبة اليوبيل الفضى لاحتفالات أكتوبر 1998م
جائزة المسابقة الأدبية المركزية بهيئة قصور الثقافة عن رواية (صبيحة تخرج من البحر ) 1999م
جائزة مسابقة نجلاء محرم فى القصة القصيرة 2003م و 2008م
جائزة قصة الطفل فى مسابقة مجلة النصر للقوات المسلحة 2004م
جائزة نادى القصة فى القصة القصيرة 2005 و 2009 و 2010م
جائزة مسابقة ساقية الصاوى فى القصة القصيرة جدا 2010م و 2012م
جائزة مسابقة جمعية الأدباء فى القصة القصيرة 2010م
جائزة مسابقة نادي القصة في الرواية عن رواية (باب البحر) 2012م
جائزة مسابقة هيئة الشئون المعنوية في القصة القصيرة 2014م
جائزة مسابقة النشر الإقليمي عن رواية (عين مسحورة) 2016م

كتب قيد الطبع
موعد غرامى لمازوربا- رواية
حكايات من بيتهوفن- مجموعة قصصية
أوبرا فريال- رواية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...