اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

يا طَير.. يا طايِر ! ... سعدي يوسف

كلَّ صباحٍ ، أهبِطُ السُّلَّمَ ، وأفتحُ بابَ المنزلِ ، ثم أخرجُ لأتفقّدَ " بيتَ الطيرِ " ، في حديقتي ، أُزَوِّدُه حَبّاً وكُرَيّاتِ شحمٍ ، وأذودُ عنه السناجبَ الشرِهة .
هاهوذا دأبي . أفتتحُ يومي في هذه الدنيا ، مع الطير .
أكان امرؤ القيس يفعلُ الأمرَ ذاتَه ؟
وقد أغتدي والطيرُ في وُكُناتها ...
وأنا أهبِطُ السلّمَ ، أحَيّي بتحية الصباح ، الرسّامَ بروغيل الأكبر 1525-1569 ، عبرَ لوحته الشهيرة

" سقوط إيكاروس " التي أعَلِّقُ نسخةً منها في بيت السُّلّمِ .
الطيرُ حُرٌّ .
وفكرةُ الطيَران ارتبطتْ منذ بدايتها الأسطوريّة بفكرة الحرّيّة .
يقولُ الأغارقةُ :
كان في كْرِيت ( جزيرة كريت ) ملكٌ اسمُه مينوس ، وكان في تلك الجزيرة وحشٌ مدَلّلٌ عند الملك يدعى المينوتور. هذا المينوتور لا يلذُّ له طعامٌ إلاّ إذا كان من لحم بشرٍ سَويٍّ !
ضجّ الناسُ ، ودعَوا الملكَ أن يقتلَ وحشَه، لكن الملكَ رفضَ ذلك ، وبدلاً من القتل كلّفَ بَنّاءً شهيراً هو ديدالوس ، ببناءِ المتاهة ( اللابرينث ) التي يظلُّ المينوتور يدور فيها إلى ما لا نهاية.
بعد أن أنهى ديدالوس العملَ ، قرّرَ الملكُ أن يسجنَ البَنّاءَ ، وابنَه إيكاروس ، في المتاهةِ ، كي لا ينكشفَ السِّرُّ . كان يريدُ أن يدفنَهما حَيّينِ ، مهَدّدَينِ بالموتِ بين أنياب المينوتور .
هكذا حدث مع البنّاء سِنِمّار الذي شيّدَ قصر النعمان بنِ المنذر . وإن اختلَفَ الأمرُ .
النعمان بن المنذر قتَلَ سِنِمّار ، كي لا يعرفَ أحدٌ مسالكَ القصرِ ، من مداخلَ ومَخارجَ .
من هنا جاء المثَلُ : جزاءُ سِنِمّار .
*
نعود إلى الجزيرة الإغريقيّةِ :
بالرغمِ من تشديد الملكِ مينوس ، الحراسةَ ، على اللابرينث ، استطاعَ ديدالوس مع ابنه إيكاروس ، الإفلاتَ من السجنِ ، واختبأ الإثنان في مُلتَفٍّ من القصباءِ والدوحِ، على شاطيءٍ ناءٍ.
كان بمقدورِهما البقاءُ طويلاً في هذا المنتأى .
لكنّ ديدالوس كان يريدُ الإفلاتَ من طُغيان مينوس ، والإنطلاقَ حُرّاً .
صعّدَ نظره إلى السماء .
كانت النوارسُ تطيرُ حُرّةً ، وهي تتلاعبُ مع الريح .
قال ديدالوس لابنه : سنطير كالطير !
*
هكذا صنعا جناحَينِ لكلٍّ منهما.
قال ديدالوس لابنه إيكاروس : لا تُصَعِّدْ كثيراً فتقترب من الشمس . الشمع سيذوب ...
*
طار الإثنان .
كان إيكاروس مبتهجاً . البحرُ صافٍ . والشمس ساطعةٌ . والفؤادُ منشرحٌ .
ارتفعَ إيكاروس وارتفعَ .
كانت فُتُوّتُه تثملُ بالحرّيّةِ .
بغتةً رأى ريشةً تسقطُ ، ثم أخرى ...
لقد ذاب الشمعُ !
ديدالوس كان يرى ابنه يسقط ، لكنه عاجزٌ عن فِعلِ شيء .
*
لحظة سقوط إيكاروس ، خلّدَها بروغيل الأكبر .
*
قد كنتُ قلتُ إن فكرةَ الطيَران مرتبطةٌ منذ بدايتِها بفكرةِ الحريّةِ .
وفي بلاد الإغريقِ تطبيقٌ فَذٌّ للأمر :
أكاديميةُ الطيَران اليونانيّة تحمل اسمَ :
إيكاروس !
لندن 14.07.2016

سعدي يوسف
* شاعر من العراق.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...