متابعات المحرر :ــ الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال "الإسرائيلي" لاحترافه كـ"ميدان جديد للقتال"، يعبّرون من خلاله عن معاناتهم وعذاباتهم داخل أقبية السجون في شكل روايات وأشعار أمدت الحياة الأدبية المقاومة في فلسطين بمزيدٍ من الإصدارات رغم قلة الإقبال عليها.
وعلى الرغم من القمع الاحتلالي، فقد تعدّدت وسائل الأسرى داخل السجون والمعتقلات لإبقائها مفعمة بالحياة الثقافية المناهضة للاحتلال، ورفد الأسرى الأدبَ الفلسطيني بدوافع الإبداع وروافد التميّز، حيث اكتسب "أدب السجون" خصوصية الثورة وعنف المقاومة، غير أنه لم يأخذ حقه في البحث والأضواء.
أدباء وساسة فلسطينيون قالوا عن الأسرى الأدباء ممّن يبحثون عن شتى الطرق الناجحة لإيصال ما كتبوا، بأنهم "أسرى بأجسادهم، ولكنهم يمدّون الأحرار بالحياة من وقتهم ومن حرصهم ومن غيرتهم، فهم الأحياء والأحرار برغم سجنهم، وهم يكتبون لنا في زمن ماتت فيه الكلمة".
كتابات ملهمة
رأى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، إبراهيم دحبور، بحسب وكالة "قدس برس"، أن الأسرى الأدباء في سجون الاحتلال، أمثال الأسير عمار الزبن صاحب العديد من الروايات والمؤلفات الأدبية، كان لهم السبق في "اختراق الجدران والكتابة بالدماء والعذابات"، وفق تقديره.
وأشار دحبور، إلى أن الأسير الزبن جسّد في رواية "خلف الخطوط" والتي كشف خلالها تفاصيل أسر "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" للجندي "الإسرائيلي"، "تجربة اعتقالية مقاومة للاحتلال"، قائلاً: "الأسرى كتموا جراحهم وآلامهم، وخطوا لنا المجد بأناملهم وحفروا في الصخر كلمات وكتب وأدبيات وأبجديات ما زالت ملهمة للشعب الفلسطيني".
من جانبه، أشاد نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة ووزير التربية والتعليم سابقاً، ناصر الدين الشاعر، بكل من يهتم بأدب الأسرى وما يصدر عنهم من كتابات وروايات.
ولفت الشاعر، إلى أن الأسرى هم وحدهم من كتب عن الحرية والتحرر وفي باحات الأدب والتراث، مشيراً إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال هم من بادروا وكتبوا وثيقة الوفاق الوطني قبل عدة أعوام بـ"روح وطنية صادقة".
وقال الكاتب والأديب الفلسطيني، وليد الهودلي، "إن أدب الحرية في السجون له تاريخ عريق، وهو يرمي لتعزيز ثقافة الحرية في أوساط الشعب الفلسطيني، ومن خلاله يحقق الأسير دوره وذاته رغم أنف السجان، وهذا النوع من الأدب يأتي ليعزز الرواية الفلسطينية في وجه الصهيونية".
تقصير واضح
انتقد الهودلي، ضعف الاهتمام الفلسطيني المحلي بـ"أدب الحرية" الذي يخرج من السجون، وشدّد على أنه يحتاج لمؤسسات لرعايته وتطويره.
وطالب الهودلي، بتحويل "أدب الحرية" إلى أفلام ومسلسلات تعرض على الشاشات ومواد إذاعية تصل إلى كل الناس، داعياً لإدخال جزءٍ من هذا الأدب في المنهاج الفلسطيني.
من جانبه، قال الإعلامي الفلسطيني نواف العامر: "أدب السجون هو زبدة معاناة على مدار الثانية في غياهب الأسر، وتجربة حية مكوناتها الوجع وماؤها الحس المرهف، تعجنها أقلام إرادة أسرى همتهم فولاذية وتكون لوحات أدب للأسرى تغادر الحبر ولا تغادر مشاعرهم"، وفق تعبيره.
وأضاف: "يمثل هذا الأدب البصمة والحبر الذي لا يستجيب للتذويب، ويؤرخ ويوثق أشكال المعاناة وأنماط الإرادة الصابرة، كرؤية ورأي ورواية فلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية المزورة والكاذبة لطمس الحقيقة".
فيما أشار مدير مكتبة "ناشرون" الفلسطينية، خالد الخندقجي، إلى أن هناك تقصيرا واضحا جداً تجاه أدب السجون، وهذا التقصير متمثل في عدم تبني سياسة واضحة تجاه هذه الأعمال الأدبية، مطالباً بتشكيل لجنة متخصصة في السلطة الفلسطينية لمتابعة إبداعات الأسرى ونشرها خارج فلسطين.
تبني أدب الأسرى
أعلنت عائلة الأسير في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، باسم الخندقجي، عن إطلاق مبادرة لدعم إنتاجات وإبداعات الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، بعد قيام لجنة مختصة بالتدقيق والمراجعة في الكتابات والنصوص التي يقوم الأسرى بكتابتها داخل السجون.
وقال خالد الخندقجي وهو عم الأسير باسم، "إن العائلة تبنّت أدب الأسرى طباعة ونشراً من خلال المكتبة الشعبية في نابلس، وذلك في ظل تراجع الاهتمام بأدب الحركة الأسيرة".
وأكد أن المبادرة جاءت بعد "سوء التعامل مع أعمال الأسرى الأدبية"، موضحاً أن الفكرة بدأت من خلال إنشاء "صندوق الأسير باسم الخندقجي" لدعم أدب الحركة الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال.
وشدد على أن الهدف من ذلك، "إثبات أن الأسرى ليسوا أرقاماً خلف قضبان الاحتلال، وإنما فيهم المبدعون والأدباء، ومن باستطاعته أن يمد التاريخ الفلسطيني بمواد أدبية مختلفة".
"خلف الخطوط"
أشادت محافل أدبية وثقافية برواية "خلف الخطوط" ومؤلفها الأسير عمار الزبن، فقال عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي في الرواية: "إنها عمل أدبي يسعى لإبقاء أبطال فلسطينيين في الذاكرة استشهدوا وهم يدافعون عن حرية شعبهم، وقدموا حياتهم في سبيل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال".
فيما اعتبر الأديب الفلسطيني وليد الهودلي، أن "الرواية تحوي الكثير من الروائع، وأولها أنها تحمل مضموناً عظيماً من حيث الأسلوب والمهارة في التعبير"، مبيناً أن الزبن كتب في جانب مهم من جوانب تاريخ الشعب الفلسطيني وصفحاته المشرقة والعظيمة، "ولو لم يكتب عمار لضاعت تلك التضحيات"، على حد تقديره.
وقال الهودلي: "ما يميز هذه الرواية أنها أرّخت لأحداث حقيقية وبأسماء غير مستعارة وعايشت الواقع، واحتوت على أسلوب تشويقي في سرد الأحداث، ومؤلفها قدم تاريخاً نضالياً عريقاً عبر مشاهد مصورة تنبع من صدق بتسلسل درامي جميل يعتمد على بلاغة الكلمة".
الأسير المحرر، نواف العامر، وهو صاحب رواية "أيام الرمادة"، كشف في حديثه لـ"قدس برس" عن رواية "خلف الخطوط" ومدى الصعوبة التي واجهت مؤلفها خلال تجميع وإصدار الرواية، مبيناً أنها تمت في ظروف أمنية بالغة التعقيد من حيث التفتيش والمصادرة.
وقال العامر: "إن الاحتلال صادر أجزاءً من الرواية، إلا أن عناد الأسير عمار الزبن كان يفوق عناده في إخراج نطفه المنوية، وهو أول أسير أنجب من خلف قضبان سجون الاحتلال، وكانت الرواية".
المركز الفلسطيني للإعلام
وعلى الرغم من القمع الاحتلالي، فقد تعدّدت وسائل الأسرى داخل السجون والمعتقلات لإبقائها مفعمة بالحياة الثقافية المناهضة للاحتلال، ورفد الأسرى الأدبَ الفلسطيني بدوافع الإبداع وروافد التميّز، حيث اكتسب "أدب السجون" خصوصية الثورة وعنف المقاومة، غير أنه لم يأخذ حقه في البحث والأضواء.
أدباء وساسة فلسطينيون قالوا عن الأسرى الأدباء ممّن يبحثون عن شتى الطرق الناجحة لإيصال ما كتبوا، بأنهم "أسرى بأجسادهم، ولكنهم يمدّون الأحرار بالحياة من وقتهم ومن حرصهم ومن غيرتهم، فهم الأحياء والأحرار برغم سجنهم، وهم يكتبون لنا في زمن ماتت فيه الكلمة".
كتابات ملهمة
رأى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، إبراهيم دحبور، بحسب وكالة "قدس برس"، أن الأسرى الأدباء في سجون الاحتلال، أمثال الأسير عمار الزبن صاحب العديد من الروايات والمؤلفات الأدبية، كان لهم السبق في "اختراق الجدران والكتابة بالدماء والعذابات"، وفق تقديره.
وأشار دحبور، إلى أن الأسير الزبن جسّد في رواية "خلف الخطوط" والتي كشف خلالها تفاصيل أسر "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" للجندي "الإسرائيلي"، "تجربة اعتقالية مقاومة للاحتلال"، قائلاً: "الأسرى كتموا جراحهم وآلامهم، وخطوا لنا المجد بأناملهم وحفروا في الصخر كلمات وكتب وأدبيات وأبجديات ما زالت ملهمة للشعب الفلسطيني".
من جانبه، أشاد نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة ووزير التربية والتعليم سابقاً، ناصر الدين الشاعر، بكل من يهتم بأدب الأسرى وما يصدر عنهم من كتابات وروايات.
ولفت الشاعر، إلى أن الأسرى هم وحدهم من كتب عن الحرية والتحرر وفي باحات الأدب والتراث، مشيراً إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال هم من بادروا وكتبوا وثيقة الوفاق الوطني قبل عدة أعوام بـ"روح وطنية صادقة".
وقال الكاتب والأديب الفلسطيني، وليد الهودلي، "إن أدب الحرية في السجون له تاريخ عريق، وهو يرمي لتعزيز ثقافة الحرية في أوساط الشعب الفلسطيني، ومن خلاله يحقق الأسير دوره وذاته رغم أنف السجان، وهذا النوع من الأدب يأتي ليعزز الرواية الفلسطينية في وجه الصهيونية".
تقصير واضح
انتقد الهودلي، ضعف الاهتمام الفلسطيني المحلي بـ"أدب الحرية" الذي يخرج من السجون، وشدّد على أنه يحتاج لمؤسسات لرعايته وتطويره.
وطالب الهودلي، بتحويل "أدب الحرية" إلى أفلام ومسلسلات تعرض على الشاشات ومواد إذاعية تصل إلى كل الناس، داعياً لإدخال جزءٍ من هذا الأدب في المنهاج الفلسطيني.
من جانبه، قال الإعلامي الفلسطيني نواف العامر: "أدب السجون هو زبدة معاناة على مدار الثانية في غياهب الأسر، وتجربة حية مكوناتها الوجع وماؤها الحس المرهف، تعجنها أقلام إرادة أسرى همتهم فولاذية وتكون لوحات أدب للأسرى تغادر الحبر ولا تغادر مشاعرهم"، وفق تعبيره.
وأضاف: "يمثل هذا الأدب البصمة والحبر الذي لا يستجيب للتذويب، ويؤرخ ويوثق أشكال المعاناة وأنماط الإرادة الصابرة، كرؤية ورأي ورواية فلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية المزورة والكاذبة لطمس الحقيقة".
فيما أشار مدير مكتبة "ناشرون" الفلسطينية، خالد الخندقجي، إلى أن هناك تقصيرا واضحا جداً تجاه أدب السجون، وهذا التقصير متمثل في عدم تبني سياسة واضحة تجاه هذه الأعمال الأدبية، مطالباً بتشكيل لجنة متخصصة في السلطة الفلسطينية لمتابعة إبداعات الأسرى ونشرها خارج فلسطين.
تبني أدب الأسرى
أعلنت عائلة الأسير في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، باسم الخندقجي، عن إطلاق مبادرة لدعم إنتاجات وإبداعات الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، بعد قيام لجنة مختصة بالتدقيق والمراجعة في الكتابات والنصوص التي يقوم الأسرى بكتابتها داخل السجون.
وقال خالد الخندقجي وهو عم الأسير باسم، "إن العائلة تبنّت أدب الأسرى طباعة ونشراً من خلال المكتبة الشعبية في نابلس، وذلك في ظل تراجع الاهتمام بأدب الحركة الأسيرة".
وأكد أن المبادرة جاءت بعد "سوء التعامل مع أعمال الأسرى الأدبية"، موضحاً أن الفكرة بدأت من خلال إنشاء "صندوق الأسير باسم الخندقجي" لدعم أدب الحركة الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال.
وشدد على أن الهدف من ذلك، "إثبات أن الأسرى ليسوا أرقاماً خلف قضبان الاحتلال، وإنما فيهم المبدعون والأدباء، ومن باستطاعته أن يمد التاريخ الفلسطيني بمواد أدبية مختلفة".
"خلف الخطوط"
أشادت محافل أدبية وثقافية برواية "خلف الخطوط" ومؤلفها الأسير عمار الزبن، فقال عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي في الرواية: "إنها عمل أدبي يسعى لإبقاء أبطال فلسطينيين في الذاكرة استشهدوا وهم يدافعون عن حرية شعبهم، وقدموا حياتهم في سبيل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال".
فيما اعتبر الأديب الفلسطيني وليد الهودلي، أن "الرواية تحوي الكثير من الروائع، وأولها أنها تحمل مضموناً عظيماً من حيث الأسلوب والمهارة في التعبير"، مبيناً أن الزبن كتب في جانب مهم من جوانب تاريخ الشعب الفلسطيني وصفحاته المشرقة والعظيمة، "ولو لم يكتب عمار لضاعت تلك التضحيات"، على حد تقديره.
وقال الهودلي: "ما يميز هذه الرواية أنها أرّخت لأحداث حقيقية وبأسماء غير مستعارة وعايشت الواقع، واحتوت على أسلوب تشويقي في سرد الأحداث، ومؤلفها قدم تاريخاً نضالياً عريقاً عبر مشاهد مصورة تنبع من صدق بتسلسل درامي جميل يعتمد على بلاغة الكلمة".
الأسير المحرر، نواف العامر، وهو صاحب رواية "أيام الرمادة"، كشف في حديثه لـ"قدس برس" عن رواية "خلف الخطوط" ومدى الصعوبة التي واجهت مؤلفها خلال تجميع وإصدار الرواية، مبيناً أنها تمت في ظروف أمنية بالغة التعقيد من حيث التفتيش والمصادرة.
وقال العامر: "إن الاحتلال صادر أجزاءً من الرواية، إلا أن عناد الأسير عمار الزبن كان يفوق عناده في إخراج نطفه المنوية، وهو أول أسير أنجب من خلف قضبان سجون الاحتلال، وكانت الرواية".
المركز الفلسطيني للإعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق