اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

وسادة واحدة تكفي ــ قصة قصيرة || إيمان نجاح العبيدي

كانت تنظر الى العالم من زاوية بعيدة، لم يبهرها أيُ شيء في هذه الدنيا، أستقلت سيارة أجرة، جلست تُراقب و تتأمل من خلف زجاج السيارة حركة الناس، وتحصي الشوارع، تُحلق في الوجوه التي تمرُ عليها بسرعة خاطفة، تنظرالى اللافتات و العناوين، و أسماء الأطباء وعيادات التشخيص المُبكر للأورام و العلاج الأشعاعي.
دخلت غرفة الطبيب الذي يُعالجها وهي تحمل نتائج التحاليل التي أجرتها مؤخراً، و بيدين راجفتين أعطتها له و كأنها بأنتظار حكم الأعدام، كان إدراكها شبه متوقف و هي تستمع إليه و تزاحمت الصور والمواقف في مُخيلتها، خُيل اليها إنها لم تسمع منه غير كلمة واحدة..”خلايا خبيثة “.. و قفت كتمثال رخام أمامه، تحجرت كُل إنفعالاتها خاطبها الطبيب : إستريحي لم أكمل بعد…

و كأن ذهولاً أطبق على كل حواسها و مزقت كلماته كُل أحلامها و أمنياتها بلحظة لتتهاوى الى بئرٍ سحيق من الخوف والرعب، و ما أن أفاقت من صدمتها، حتى خرجت مُسرعة دون أن تنبس ببنت شفة، لم تدعهُ يُكمل حتى لا ترى ملامح الشفقة على وجهه و الحسرة في عينيه، رفضت أن يكتب لها العلاج، خُيل لها إنهُ سيكتب نعيها

لم تستطع منع دموعها النازلة على وجهها و هي تسير في الشارع بلا هدف، كم كانت تُفزعها لحظات التفكير بالموت و شعوره المؤلم، نحن نعرف الموت لكننا لم نُجربه، و سنعيش إحتضاره يوماً ما أكيد!

و بإنكسارٍ و خوف حدثت نفسها قائلة : كُلنا سنموت ووحده الدائم الباقي.

و مع هذا الأحساس توالد إحساس آخر بالحنين و هي تستذكر كيف كانت بضحكاتها وهمساتها تضفي سعادتها على زوجها، تلاعب اولادها كأنها طفلة مثلهم، هكذا كانوا، هذا يصرخ و ذاكَ يلعب، و أبنتها الجميلة الصغيرة ذات الضفائر الذهبية، تمتمت دون وعي : أبنتي..أريد أن أصل الى بيتي بسرعة أشتاقُ أن أضمها لصدري وأرغبُ في أن أسمعها تُناديني..ماما.أحبكِ…

و عندما وصلت لبيتها، تهالكت على أول مقعد صادفها، تمتمت دون وعي..خلايا..خلايا..

و بحركة لا إرادية تحسست جسدها كمن يبحث عن شيئ ما و رددت : خلايا إنها تكبر و تنمو تتوالد و تنشطر في جسدي، إرتجفَ قلبُها و أستكانت مستسلمة للأفكار السود بعد تلك الثورة و ذلك الهيجان العاطفي الذي إعتراها، تُحاول أن تهدئ نفسها من جنون مخبوء فيها، كأنها تنثر رماد جسدها على شاطئ الأمنيات المؤجلة أختلطت أنفاسها بالنشــيج المؤلم و هي تتأرجح مابين الموت و الحياة، مالذي ستقوله لأولادها، كيف تشرح لهم؟ هل تستطيع أن تبتسم لهم و هي غارقة ببحرٍ من الدموع هل تصف لهم الحياة و هي تتنفس الموت، وشعرت و كأن بركانا سينفجر في جسدها، مررت يدها على جبينها المتعرق و هي تهذي : إنها الحمى أكيد الحمى، تسابقت الكلمات مع الدموع المنهمرة لتكمل : من الآن و صاعداً سأكون معهم :كل صباح سأقبلهم و كل مساء سأضمهم الى صدري. و انفجرت ببكاءٍ حار تُعزي نفسها

كانت تُراقب أولادها و هم يلعبون، يتصارعون، يمرحون بعين أرهقتها الدموع و بقلبٍ وجلٍ بائس، و كلما كانت الأيام تمر تتوالد الخلايا كالهشيم في النار لتعيث في جسدها الخراب و الدمار يوماً بعد يوم. كان زوجها قد لاحظ عليها التغير المفاجىءالذي إعتراها و طرأ عليها، و في لحظة حميمية جمعتهما روت لهُ مصابها، عندما نطقت اولى الكلمات، إضطربت نظراته و تداعت الأبتسامات في وجهه، فتح ذراعيه و ضمها لصدره بقوة كالمتلهف المشتاق مرر يده على رأسها يرتبُ شعرها و بأنينٍ خفي همس في أذنها : حبيبتي، يا من انتِ الحياة، إتركي الخوف و أهزئي بكل شيئ، أنا أحتاج لرفقتكِ يارفيقة دربي و أولادنا بحاجة لنا.

كان يُسقيها الأمل و هو مكسورالأمل، يُعانقها بحرارة و هي أصبحت كالجليد، قلبه يتهرأ مع قلبها و كأنهُ يحملُ نعش قلبه قبلَ نعشِها، يُحلق مع الامل تارة فيخنقهُ اليأس هل يخدعُها أم يخدع نفسه و هو يعرف أن مرضها لا شفاء منه، مؤمن بشراهته و جوعه.

قالت له :حبيبي كم أحتاجكَ..لمَ عندما تُقبلني أشعر بأنها القُبلة الأخيرة، و أتخيل أن هذا السرير الذي يضمنا بوسادتين لا أرى ألا وسادة واحدة، في الصباح أضعُها و في المساء أخفيها.

و ضع يده على فمها بلطف أن لا تُكمل حديثها و هواجس خوفها..

قال لها : صغيرتي.. لا تكفيني هذه السنوات التي مضت و لا أضعافها، كم أود أن أفديكِ بحياتي، فقد تعودتُ أن أغفو على نغمات قلبك كُل ليلة مثل طفلٍ صغير دعينا نبحث عن حقائق جديدة تخُصنا، نبحث عن بذرة أمل نزرعها في نفوسنا نهيئ الأجواء لها، نسقيها العشق و الحنان حتى تُزهر لنتستظل بها و نحتمي، سنهرب الى الله الجليل ندعوه، نساله و نستجدي العافية بالصدقات، سنطلب العون منه، من رب لا تغفل عينهُ و لا تنام..

و في مساء اليوم التالي عندما توجهت الى غُرفتها فوجئت بأن على السرير وسادة واحدة، غمرها حزن شديد ووجع مدفون، لم تشعر الأ وهو يحيطها بذراعيه يشُم عبق دفئها، و هو يقول : حبيبتي وسادة واحدة تكفينا، ذراعي هي وسادة لكِ، فهي تُجمعنا و تُقربنا اكثر.إبتسمت لهُ و طوقته بذراعيها لتحتضنه بقوة لتشهق أنفاسه الحنون و تُزفر خوفها و يأسها معاً…….أنتبها..الى نور الفرح الذي تولد في نفسيهما، نور الوجد في الله..نسيا المرض… و نساهم المرض، الى الأبد.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...