اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

غربة الأحلام ــ قصة قصيرة || وفاء حمود

كانت ترفرف على أجنحة الأمل عند سفرها الى بلاد النور والحرية، بعد أن ابتسمت لها الدنيا لتحقق حلم الارتقاء بعلمها، عسى أن تتعرف على بعض من غموض الحياة، أدهشتها هذه البلاد برقيها وجمالها، مرت الأيام بهجة وأملا منعشاً، وفجأة بدأت غصة تجتاح قلبها الندي، هاجمتها الوحدة بريح عاصفة بالمرارة والوحشة! غمرها خواء، لم تعد قادرة على تجاهله! ترى ماذا حلّ بها؟ ما هذا البركان من الحنين لأدق تفاصل حياتها في بلدها؟ ما أحلى الصباحات هناك حيث يزور شرفتها الحمام، فتطعمه وتسقيه بفرح!

انتزعها من وحشتها صوت بلغة بلدها، فكأن أكسير الحياة أحيى روحها، يسألها: هل تحتاجين لمساعدة؟ فقد شاهدها تحمل حقيبتين تتعثر بهما، فانفرجت أسارير وجهها، وقالت: شكرا لك! هل يمكن أن تساعدني في حمل إحدى هاتين الحقيبتين؟ وبكل حماس انتشل الحقيبة وحملها.
وفي الطريق الى سكنها الجامعي بدأ التعارف بينهما، وشعرت عندها بدفء وسلام، يسريان في وجدانها، فانزاح التوتر عنها، حين سمعته يخبرها ببعض من تفاصيل حياته! ثم قال لها بكل صدق وشهامة الشرقي: لك أخ في هذه البلاد يمكنك الاعتماد عليه، وبدأت اللقاءات في استراحة السكن، لتبثه همومهاة، وليصغي اليها بكل حنو وطيبة، لدرجة باحت له بمكنونات قلبها وحدثته عن رجل أحتوته بكامل قلبها، وسافرت معه في عالم ممتع من الخيال، وبدأت تخطط معه لبناء أسرة يغمرها الألفة، وقد أقنعها بطيب كلامه وصدق كفاحه بأن هذا الحلم سيصبح حقيقة.
وفي يوم شؤم ذهبت واللهفة تسبقها للموعد المعتاد بينهما، انتظرته المكان دون جدوى ، مباشرة اتصلت به لم يجب ، اتصلت بأصدقائه فأخبروها أنهم لم يلتقوا به اليوم، زاغت روحها وانتفضت الأسئلة داخلها، فعرضت عليها إحدى صديقاتها أن تساعدها، فاتصلت بأهله ، وفعلا جاءت لها بالخبر الذي زلزل كيانها ، كان يعد العدة للسفر منذ فترة طويلة، فولى هاربا خارج البلاد، بكت وانهارت، شعرت كم هي غبية! ، كيف لم تنتبه أو تلاحظ شيئاً عليه كل هذه الفترة ؟ فانكفأت تجلد ذاتها تارة وأخرى تهدئها ،وقررت تسميته الهارب من الضدق ، انتشلها من أحزانها ، خبر قبولها بمنحة للدراسة في بلد النور ، فبدأت تلملم جراحها ، وتفتح أبوابها لرياح أمل جديد.
بعد أن سردت له قصتها ، أطرق رأسه مفكرا، وقال لها: أكيد لم يبق من ذكراه عندك إلا الاحتقار؟ فابتسمت بحزن قائلة : لماذا الخيانة ؟ هل أغرته طيبتي بفعلته ؟ أخذ يحلل بكل هدوء شخصية هذا الهارب من الصدق والاخلاص ، وأوضح لها عدم نضجه واضطراب نفسه المشوشة التي لاتعرف ماتريد ، وقال لها : افرحي لأنك تحررت من وباء قد يسمم حياتك ، فأمثاله لا يمكن أن يعطوا الأمان ، على العكس فطيبتك هي التي سارعت بكشف أوراقه ، وأظهرت بشاعة طويته ، إن ما تحصلين عليه في هذه البلاد هو الذي سيكشف لك كنزك المخفي ، فأنت من الواضح تجاوزك مرارة التجربة ، وكل من يعرفك وويمتلك الشفافية وااحساس المرهف لن يفرط بك ، قال بكل رقة وعذوبة.
عندما عرفت داءها ودواءها ، صارت تصغي لكل همسة من حولها ، عسى أن تطرب بسماع لغة بلدها ، فرقص قلبها فرحا ، عندما وضع القدر أمامها صبية محجبة توحي بطيب النفس ، وجميل الكلام ، يشع منها نور الايمان ، وتبادلتا المحبة بكل جمالها . لكن أثناء جلسة صفاء بينهما قالت لها : انك تكلمين رجلا غريبا عنك وهذا حرام ! فأجابتها مستغربة : لكن الحرام من يعمل حراماً!!!! فقالت لها: إنه ليس مسلما فأجابتها بكل براءة هو حر أن يعتنق مايشاء يهمني أنه يتعامل معي بكل نبل، فامتقع وجهها ودارت سخطها وهبت واقفة تريد الذهاب متذرعة بأن لديها موعدا ، فتركتهاعلى حريتها تذهب بطيب خاطر واعتقدت أن الخلاف بالرأي لن يفسد للود بينهما قضية ، بعد فترة قررت دعوتها لمشاركتها طعام الغذاء، لكنها دهشت عندما اعتذرت منها بحجج واهية ، أرادت تجاهل الأمر ملتمسة لها الاعذار، فقد عرفت معها كثيرا من الطيبة والمواقف النبيلة ، فقالت في نفسها: لا بأس سأطلب منها أمرا هي أقدر مني على معرفته بحكم قدمها في المكان ، فاتصلت وطلبت مساعدتها في استلام بريد قادم لهامن دمشق والمطلوب من هذه الصديقة فقط الاتصال بالبريد وإخبارهم بالعنوان الجديد لها ، انتظرت فترة لتعرف الجواب ، فكأن الأمر يحتاج كل هذا التفكير الطويل !! فقالت لهاصديقتها : أنا مشغولة جداً وبصراحة أنت لا تفكرين بمصلحة بلدك ولا تشاركيننا في المظاهرات!!!أنت مع المعسكر الآخر الذي سبب الخراب والذي لا يرغب بإعلاء كلمة الدين ، لا تشرفني صداقتك ، أنت تجالسين الرجال الغرباء بدون حياء ، لم تصدق ما سمعته ، ارتجفت يدها وهي تكتب على جوالها،فأغلقته وقد اجتاحت نفسها سحابة حزن صفعت قلبها ، وأدمعت عينيها ، تنبهت لصوت في أعماقها يقول لها تشجعي ، إن ما تسميه صداقة لامكان له في عالم المصالح ، وخاطبت نفسها بكلمات خرجت من فمها وعقلها دون أن تقنع قلبها ….لن تكون آخر التجارب المؤلمة ، لها دينها ولي ديني .
خرجت من غرفتها تجر خيبتها تستنشق هواء نظيفاً يعيد لها توازنها ، مشت مسافات طويلة دون أن تدري ، وعادت والغصة تكاد تخنقها فتجسد أمامها من توسمت به كل الخير ، فألح عليها أن تقول مابها ، هنا هدأت نفسها قليلا واستجمعت شتاتها ، وقالت الآن أنا غير قادرة على الكلام غدا سأخبرك بكل ماحصل معي الآن يصعب علي ذلك ، وفي الغد قالت له كنت أعاني من شوق لأهلي ومعارفي واستنزفتني قسوة الحنين والشوق لأكون في أحضان بلدي ، فهدأها قائلا كلنا تكوي قلوبنا الغربة ليس أمامنا إلا التجمل بالصبر ، وأصر عليها أن تطلب ماتشاء فقالت له أعرف مدى انشغالك ، فاستحلفها بكل غالٍ فطلبت منه ماطلبته من صديقتها فضحك قائلا : ماهذا الطلب السخيف أنا أعرف بأمور البريد أكثر منك ، ولا يهمك .
بقيت الغصة في حلقها ، فهي بحاجة لصداقة تطفئ بعض حنينها لأهلها ، فالفراغ الذي اجتاح روحها بعد خيبتها المريرة بصديقة كانت بلسما لجراحها ، لكن أين هو ذلك الشهم الذي منحها وجها مشرقا للحياة؟ لقد اضطر لترك المكان ، والذهاب إلى أهله ، لقد أخبرها بذلك والحزن يطوف في عينيه ، وكان لابد من فراق إنسان جعل الغربة أكثر احتمالا .
انتظرت خبراً جميلا ، ينقلها لحلمها بمزيد من العلم والمعرفة ، فزف لها الخبر الجميل ، وانطلقت الى جامعتها الجديدة والأمل يزغرد في أعماقها ، وصلت لسكنها الجديد ، وإذ بشخص يقف أمامهافي حافلة الركاب لم تصدق ماتراه ، أيعقل ذلك ؟؟؟ تسارعت نبضات قلبها ، وكادت تقع مغشياً عليها، عقدت الدهشة لسانها ، هذا هو الهارب من الصدق والمحبة ، فماذا هي فاعلة؟

وفاء حمود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...