اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

قاسم محمد عباس .. رحيل آخر متصوفة بغداد

كتب د. رائد جبار كاظم :  ــ
من المعيب ثقافيا وفكرياً وبحثياً أن تهمل أعمال وسيرة ودراسة باحث وأديب كبير في الثقافة العراقية المعاصرة، له من المؤلفات والدراسات والتحقيق الشيء الكثير بين الأوساط العلمية والادبية والصوفية، وأنك لتجد شخصاً بسيطاً ومبتدءاً يدخل ميدان الأدب أوالثقافة أو الفن، ينشر ديواناً أو مجموعة قصصية أو رواية أو كتاباً، فتسلط الأضواء عليه وتنهمر الكلمات وكأنه مؤسس علم النحو أو المنطق أو الفلسفة، يال بؤس البعض وفقرهم، ويال هذا
القدر الموجع، الذي يعلي من يشاء ويهبط من يشاء، وكأنه مقدر للبعض أن يعيش دون أضواء تسلط عليه، لأنه ضوء بذاته ينير الأمكنة، وهناك من يعيش تحت ضجيج الأضواء ولكنه مظلم بذاته، ليس له من النور شيء يذكر، أنه قدر مؤلم وموجع أن لا يأخذ البعض منا طريقه الحقيقي في هذا العالم، ويزهد هذا البعض من المطالبة بحقه أو العمل على عقد صلة مع أشخاص يُعرفون به بين أوساط الناس، أو لربما يشكل هذا الزهد راحة للبعض من ضجيج الأضواء وصخبها، ويعيش زاهداً راضياً قانعاً مطمئناً بهذا الحال، وهذا ما نجده في سيرة الراحل الباحث والمحقق والمثقف والأديب العراقي قاسم محمد عباس (1962ـ 2018) الذي رحل عنا هادئاً مطمئناً زاهداً بالأضواء والظهور، ولكنه حاضراً ومنيراً بقوة في دراسة التراث الاسلامي والتصوف والثقافة والأدب، وكم تمنيت أن أذكر شيئاً من سيرته الذاتية في هذا المقال لأعرف القاريء الكريم بذلك، وطرقت الأبواب ولكني لم أوفق في الأمر، بل حتى في الأنترنيت لم يوجد شيئاً يُعرف ويخلد الراحل، فمن المؤسف على الثقافة والمثقفين العراقيين أن يغيبوا شخصاً كبيراً بحجمه ولم يُعرفوا به في الأوساط الثقافية والفكرية والأدبية والبحثية والاعلامية، العراقية والعربية، وأن يرحل عنا قاسماً تاركاً ورائه مجموعة كبيرة من الدراسات والتحقيق والبحوث، عرفتها الأوساط الفكرية والثقافية عراقياً وعربياً، وربما لديه المزيد كان ينوي تقديمه للقاريء في قادم الأيام ولكن يد المنية أقتربت منه لتأخذه عنا مبكراً وأن نحرم من بحوثه ودراساته وجهوده التي كنا يكنزها لنا، وهنا يأتي دور المقربين عليه من المثقفين والباحثين، من أصدقائه ومعارفه ومحبيه لأظهار تراثه القيم والتعريف به ودراسته دراسة علمية تليق به وبما قدمه من جهود كبيرة للقاريء وللمكتبة العربية، فقاسم محمد عباس باحث كبير يليق به التعريف والحضور والدراسة والاستفادة من تراثه الجم في مجال التصوف والأدب والثقافة وتاريخ الأديان.
الغريب والعجيب في الموضوع أن قاسم محمد عباس لم يكن أستاذاً جامعياً وأكاديمياً متخصصاً في مجال التصوف أو الفلسفة أو الأدب، ولكنه أبدع وتألق وتفوق في دراساته وبحوثه وتحقيقاته أيما أبداع، وكأنه عالم وباحث متخصص في مجاله العلمي والمعرفي، وقد تخصص في مجال الدراسات الصوفية وحرث في هذا الحقل بصورة كبيرة وقدم دراسات وتحقيقات عميقة يشهد لها المتخصصون في هذا المجال. شاكرين له هذا الجهد الكبير الذي سعى اليه، والذي تكاسل فيه أهل الأختصاص من الأساتذة الجامعيين، وهذه شجاعة فكرية وثقافية ومعرفية كبيرة تضاف للراحل.
مجال الكتابة التي تألق وأبدع فيها الراحل هي في حقل التصوف الاسلامي، فقد ترك دراسات وتحقيقات عميقة لعديد من المتصوفة ومنهم :
1ـ الحلاج، الذي حقق أعماله الكاملة، وقدم دراسة أخرى عنه تحمل عنوان (هكذا تكلم الحلاج).
2ـ البسطامي، في تحقيقه لمجموعته الصوفية الكاملة، وأشار الى حقائق في تصوفه تختلف نوعاً ما في طرحها عما قدمه المفكر العربي المصري عبد الرحمن بدوي في دراسته للبسطامي في شطحات الصوفية.
3ـ أبن عربي، في تحقيقه لمجموعة من كتاباته، ومنها كتابه (ختم الولاية) ورسائله (كشف الستر) ورسائل أبن عربي المسماة (عين الأعيان)، ورسالة (ماهية القلب).
4ـ شهاب الدين السهروردي، حيث حقق له كتاب (كلمات الصوفية)
5ـ النفري، كتاب (النطق والصمت) و (ضاقت العبارة).
وفي مجال تاريخ الأديان كتب عن (الآيات الشيرازية) تحقيق النصوص المقدسة للبهائية.
ولا ننسى في مجال الأدب كتابته لروايته اليتمة (المحرقة)، التي قال عنها بدر وارد السالم أنها لم تأخذ نصيبها من الشهرة، المحرقة التي هي الحرب العراقية الايرانية التي أكلت الأخضر واليابس، والتي أكلت الأجساد البشرية بشكل مأساوي مفجع، وما زلنا الى اليوم في محرقة، وكأنما كتب علينا أن نعيش تلك المحرقة وأن نشم رائحة شواء الأجساد بشكل مفجع وموجع.
نعم صحيح كما قال الروائي وارد السالم، لم تأخذ رواية قاسم محمد عباس مكانها الحقيقي بين الدراسات النقدية والأدبية ولم تنل حظها من الشهرة، كما هو شأن الروايات العراقية الأخرى، ولا أعرف ما هو السر في اهمال ذلك من قبل الدارسين والادباء لتلك الرواية المثيرة.
كتب المفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي على حسابه في موقع تويتر ناعياً قاسم محمد عباس، قال : ( رحم الله صديقي العارف قاسم محمد عباس، الحلقة الأخيرة لمتصوفة بغداد، والذي عانقت روحه اليوم أرواح أصدقائه: ابو اليزيد البسطامي، والحلاج، والنفري، ومحيي الدين بن عربي... لقد نذر نفسه لإحياء آثار المتصوفة، فعاش يتنفس نكهة نصوصهم، ويبتهج بمناجاتهم، ويُفتتن بشطحاتهم.).
فعلاً قد نذر نفسه وعقله وقلمه لكشف تلك الأثار الكبرى لمتصوفة الاسلام، وهذا أن دل على شيء فانما يدل على تبنيه لأفكار الصوفية وعشقهم الكبير وتسامحهم وطريقهم الصوفي الذي ليس فيه تكفير ولا تطرف ولا عنف مع الآخر، وحرية التفكير والاعتقاد لدى المتصوفة لا تجبر الآخر على تبني أفكارهم وطروحاتهم كما في المجال الفقهي أو السياسي والايديولوجي، فالصوفي يؤمن ايماناً مطلقاً بأن لكل انسان طريقه وكشفه وذوقه الخاص به، ولسان حالهم يردد (الطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق)، فلا قيد ولا شرط في مسألة الايمان والسلوك والمعرفة، والصوفي حين يصل لمقامات سامية من المعرفة والسلوك والعرفان يتقبل جميع الحقائق، حتى يصل الى ما وصل اليه أبن عربي في قوله :
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني
وهذا ما جعل الصوفية محاربين من قبل الفقهاء من جانب ومن السلطة السياسية من جانب آخر، لأنهم يثورون على واقعهم ويتمردون على كل سلطة تقيد سيرهم وسلوكهم، واذا كان التصوف في الاسلام يعد ثورة روحية ـ كما يذهب أبو العلا عفيفي في كتابه المسمى بهذا الوصف ـ فأنا أعده ثورة فكرية ومعرفية وسياسية واجتماعية، اضافة الى الجانب الروحي سالف الذكر.
وأنا أذهب الى أن ذلك ما جعل الراحل قاسم محمد عباس يهتم بالدراسات الصوفية ومتصوفة الاسلام، ليس لأنهم يوسعون من باب الحقيقة وطلبها، وتسامحهم في ذلك فحسب، وأنما للثورة والتمرد الروحي والفكري والثقافي على الأيدلوجيات المقيتة والمقيدة، التي تحبس الشخص في سجون معرفية داخل صندوق (الفرقة الناجية) و (الامة المنصورة) وفقه وثقافة (الأنتصار) التي وجدناها في علم الكلام والفرق الكلامية.
هذا المقال المتواضع والفقير ليس دراسة في أعمال الراحل وغوص في أعماق كتاباته، ولكنه مقال تعريفي يسلط الضوء على ما كتب وما حقق، وهو مقال مفتاحي بسيط ربما يحفز الباحثين والدارسين ويدعوهم لتقديم شيء كبير يليق بشخصية وفكر الراحل الباحث والاديب والمؤرخ الاستاذ قاسم محمد عباس (رحمه الله وأحسن اليه)، فلترقد روحك بسلام مع من أحببت من المتصوفة والعارفين والقديسين الثائرين الصادقين، الذين رحلوا بهدوء وأطمئنان من هذا العالم الضيق الى عالم فسيح الأرجاء، دون قيود أو ضجيج، عالم يليق بالكبار، حيث تسبح الروح وتسيح في فضاءات من الخيال والجمال والمحبة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...