اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

كأن شيء لم يكن || فؤاد حسن محمد

 المقهى مصنوع من الخشب الذي يذكر رواده بالطبيعة ، الطاولات ، الكراسي ، الجدران ،في محاولة لخديعة الزبن بالجمال ،ترى أكان يخطر في البال بعد أن حدث ما حدث بعد قطعها وتصنيعها ،إنها بلا روح كالجثث .
اقترب النادل وسألنا بلباقة :
- ماذا تطلبان
أنا طلبت فنجان قهوة وهي طلبت كوكا كولا ،لماذا يفاجئنا مدى اختلاف الذوق معنا ، أم قبول الاختلاف مجرد ترديد أكاذيب،كان في المقهى قفص بداخلة عصفورين عاشق ومعشوق ،طائران
صغيران جدا بألوان نادرة ،نعاقبهما لأنهما جميلان كونهما نحن ولا نحتاج من الجمال لأكثر من ذلك .
شيء فظيع أن يكتشف الإنسان أن فكرته عن الحياة هي متعة تخدعك بمهارة ، إن الصعود والهبوط أمر مفاجئ ،لكن هذا النوع من الأمور هو دائما مفاجئ ، فأما أن تحتسي المرارة أو لا تحتسي السعادة مطلقا ،حين نطقت هي بتلك الكلمات همهمت نعم أو سأنتظر وأرى ،وقالت شيء أخر جعلتني افترض إن الحياة جميلة ،قالت لي أنا سعيدة... حين أكون معك اشعر أني امرأة جديدة ، لم تكن محرجة بحيث ارتبكت ولم استطع الإجابة ، فضغطت على يدي ومالت نحوي مبتسمة لشيء ما ثم تناولت رشفة من زجاجة الكوكا كولا .
كانت الكلمات تتوالى بسرعة من فمها طرية بصورة متألقة ،بل حتى زاهية كما بدا لي ،بينما كان خيالي منفلتا لدرجة أجده مغلق ومقفول،فقد صار لدي امرأة تحبني كما ظننت ،وأحيانا كانت تحدق فيّ بحنان لدرجة انني ارغب في ملامسة عيونها الواسعة ،لقد أدركت أنها زينة الحياة ،وأحسست برومانسية حبها عندما همست :
-أنت نصيبي
من الصعب عليّ الرد بسرعة على هكذا إطراء ،وخيل إلي أننا في شريط سينمائي ، فقط كلماتها الحلوة تعبر عن حالتنا هذه ،لم اسمع في حياتي مثل ذلك يطرق سمعي ،تلك المرأة الطليقة جعلتني أحب تلك اللحظة ،بقيت انظر اليها فترة طويلة ،قررت أن تؤكد لي : أنت نصيبي ،فأومأت لها برأسي :موافق .
قالت : أنت أصيل
قلت :
- أنا سعيد بوجودك معي .
حديثها الذي بدا مدهشاً جداً ومعبراً عن الحب أكثر من أي شيء توقعته، هذا الفعل بمثابة شيء مذهل جمدني،اشعرني بالعجز،لم أتكلم ،المشكلة لا أدري كيف اربط بين ما اعتقده ذهنيا ،وبين الكلام اللطيف الذي يبدوا انه مدعاة للحب،وددت لو ملكّْتني الجرأة أن أقول "أنتي حلم حياتي " لكني انكفأت على ذاتي ،قالت وهي تشير الى القفص :
- هناك شيء شديد الجاذبية في هذين العصفورين
تريد أن تبعدني عن الموضوع كي تحل عقدة لساني ،لكن بقيت مخلوق غير مؤذ وساكن اخترعته بيدي ،تملأ زقزقة أنحاء المقهى ،بإمكاني أن أرى انه يشكرها ،زقزقة من خارج روحي،ما المانع لو فهمت الموضوع وتوصلت إلى بداية مناسبة وأدرت الموضوع بطريقة جيدة ،مثل أولئك الجالسون بهدوء لاشك أنهم نظموا الفوضى بمهارة ،يجيدون ببراعة القيام بدور الرجل القاسي اللطيف وإيجاد الأجواء الجنسية حول الجو، ويتمكنون من إدارة الحوار حول أي شيء .
وكأن ما أراه من الاهتمام هو فوضى إذا لم استطع تنظيمها ،كأن كل شيء لم يبدأ وكأن كل شيء انتهى .
قالت :انظر إلى الشارع
في الشارع بنات ذات سيقان جميلة يرتدين الجينز الضيق ،وكذلك الشباب ،لإبراز ما يعتبرونه شيئا مثيرا جدا ،وبشكل ما ودون أن ادري أرسلت إشارة ضعيفة لها أن الحب ليس كله صعود إلى قمة الروح ،بل هو هبوط أيضا إلى أسفل الجسد .
ولأن قصدي واضح ، وهي ذكية ، نظرت ألي تتقرى في ملامحي حماقتي الدفينة التي ربما اردت بها الصواب في الزمن الخطأ.
لاشك أن وجودها معي في هذا المكان ليس مشهدا ملائكيا ،كوننا معا ذكر وأنثى،هذا هو بالضبط نوع اللعبة التي يمارسها الرجل والمرأة ليتسلى الواحد بجسد الآخر ،إنها حقيقة ،وليس شاذا فعل ذلك ،وهذا هو الشيء الذي يقولون عنه الحب ،لكن بدا لها أني غير متمكن من قواعد اللعبة ،ولم أتخيل أية نوع من الخطط يمكنها ان تبدل ذلك ، أن الرفض ببساطة يأتي نتيجة أني لم أسأل يشكل لبق .
قالت :
- آمل أن لا تضيق بي إذا ما سألتك...هل لديك تجربة مع فتيات قبلي ؟؟؟؟
_لا
- واضح ...... لذا تبدوا غير ممتع في تبادل الكلام .

ثمة صوت مبحوح يصيح ،نظر الرواد نحوي وكأنهم يتوقعون أنها صدرت عني ، وبينما تبهت الزقزقة يرفع الطائر جناحيه إلى أعلى ويرفرف بهما ،ويسقط إلى الأسفل متشنجا قالت لقد مات ،قامت ومدت يدها إلى حقيبتها ، وضعت ثمن الضيافة ، واندفعت إلى الخارج ، وبقيت واحدا على الطاولة ،وكأن شيء لم يكن.

فؤاد حسن محمد
جبلة -سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...