تُمشِّطُ النورَ في صمتٍ
وفي وَجلِ تُتمتِمُ: ها هُنا العذراءُ غافيةٌ وتدنو ..
كي تشُمَّ العطرَ في الخِدرِ..
فإن مسَّتْ خصالُ النُّورِ خدَّ الشامِ ساهيةً
حسِبتَ سنابلاً تمشي على دُرَرِ..
هذي دمشقُ إنْ زُرْتَها فاعلمْ بأنَّكَ قد ولدتَ لمرَّتين ويموتُ من يهجُرْ دمشقَ .. لمرَّتين..
هذي دمشقُ إذا وطأتَ ترابَها فاخلعْ نِعالكَ أسوةً بالشمسِ ..
واخلعْ كلَّ جِلدِكَ كي تُعمَّدَ من عُطورِ الياسمين
هذي الشَّآمُ وإن تمشي بحاراتِ الشَّامِ ترى هنا التاريخَ مرسوماً على الأبواب
وقِفْ في عتْبةِ الأبوابِ كي تسمعْ صدى اليرموكِ أجراساً على الأبوابْ..
هذي الشآمُ فإن تمشي على الرُّصفانِ في سَحَرٍ فلا تعجبْ لسُحبِ النُّورِ في الشُّرُفاتِ ملقاةٌ فكلُّ نوافذٍ في الشامِ نافذةٌ إلى الفجرِ..
أقولُ: دِمشقُ والأطيارُ تحسبُني أُغنِّي..
أقولُ: دِمشقُ والأكوانُ تحسدُني
لأني إذا ما قلتُ أحرفَها كُسيتُ باسمها
حُسناً على حُسنٍ على حسنِ ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق